خلق عظيم 10 | واخفض جناحك للمؤمنين | د. عبدالرحمن الصاوي - YouTube
فائدة في قوله تعالى:{واخفض جناحك للمؤمنين}
20381 - حَدَّثَنِي يُونُس, قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب, قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد, فِي قَوْله: { وَاخْفِضْ جَنَاحك لِمَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: يَقُول: لِنْ لَهُمْ. وَقَوْله: { وَاخْفِضْ جَنَاحك} يَقُول: وَأَلِنْ جَانِبك وَكَلَامك { لِمَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} كَمَا. ' تفسير القرطبي قوله تعالى: { وأنذر عشيرتك الأقربين} فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: { وأنذر عشيرتك الأقربين} خص عشيرته الأقربين بالإنذار؛ لتنحسم أطماع سائر عشيرته وأطماع الأجانب في مفارقته إياهم على الشرك. فائدة في قوله تعالى:{واخفض جناحك للمؤمنين}. وعشيرته الأقربون قريش. وقيل: بنو عبد مناف. ووقع في صحيح مسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين). وظاهر هذا أنه كان قرآنا يتلى وأنه نسخ؛ إذ لم يثبت نقله في المصحف ولا تواتر. ويلزم على ثبوته إشكال؛ وهو أنه كان يلزم عليه ألا ينذر إلا من آمن من عشيرته؛ فإن المؤمنين هم الذين يوصفون بالإخلاص في دين الإسلام وفي حب النبي صلى الله عليه وسلم لا المشركون؛ لأنهم ليسوا على شيء من ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا عشيرته كلهم مؤمنهم وكافرهم، وأنذر جميعهم ومن معهم ومن يأتي بعدهم صلي الله عليه وسلم؛ فلم يثبت ذلك نقلا ولا معنى.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحجر - قوله تعالى لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم - الجزء رقم15
وارتياح الأستاذ لآثار نجابة الطلاب مما يزيدهم جدًّا في الطلب, ويشعرهم باستعدادهم لأن يكونوا في النوابغ, وإنما ينبغ الناشئ في العلم متى سطع في نفسه مثل هذا الشعور, قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلَّموا العلم وعلِّموه الناس, وتعلموا له الوقار والسكينة, وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمت والمتواضع من يعرف قدره, ولا يأبى أن يرسل نفسه في وجوه الخير، وما يقتضي من حسن المعاشرة. وإذا كان من يحتفظ بالعزة, ولا يصرف وجهه عن التواضع, هو الرجل الذي يُرجى لنفع الأمة, ويستطيع أن يخوض في كلِّ مجتمع, ضافي الكرامة, أنيس الملتقى, شديد الثقة بنفسه- كان حقًّا على من يتولَّى تربية الناشئ أن يتفقده في كلِّ طور, حتى إذا رأى فيه خمولًا وقلة احتراس من مواقع المهانة- أيقظ فيه الشعور بالعزة, والطموح إلى المقامات العلا حتى يتعلَّم أن المجد المؤثَّل لا يقوم إلا على دعائم العزة والتواضع. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحجر - قوله تعالى لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم - الجزء رقم15. وعزّة النفس تعطي جمال لصاحبها وفخر ووقار لهُ بين الناس وتعطي مكانة في نفوس الآخرين وفي قلوبهم, والعزة هي الوقار التي يتحلى بها الشخص والتي يحترمها كل من يشاهدهُ والتي ينشرح لها العظماء والكبار من الناس. فالعزّة والعلم كخليط جميل يخرج أجمل ما في الإنسان ففي العلم الوقار والعزّة, وكما يقولون: من يعش بلا مبدأ يموت بلا كرامة, فالعزّة هي بوابة المبادئ الموجودة في الحياة والتي تندرج تحتها كل المبادئ التي قد يعرفها الإنسان فهي العمود الوحيد للمبادئ.
وفي هذه الآية دليلٌ على إثبات المحبة من الله عزَّ وجلَّ، وأن الله يُحِبُّ ويُحَبُّ ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]، وهذا الحب حبٌّ عظيمٌ لا يماثله شيء، تجد المحبَّ لله عزَّ وجلَّ ترخص عنده الدنيا، والأهل، والأموال؛ بل والنفس، فيما يرضي الله عز وجل؛ ولهذا يبذل ويعرض رقبته لأعداء الله، محبةً في نصرة الله عزَّ وجلَّ ونصرة دينه، وهذا دليلٌ على أن الإنسان مقدِّم ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسه. ومن علامات محبة الله: إن الإنسان يديم ذِكرَ الله؛ يذكر ربه دائمًا بقلبه ولسانه وجوارحه. من علامات محبة الله: أن يحب من أحب الله عزَّ وجلَّ من الأشخاص، فيحب الرسولَ صلى الله عليه وسلم، ويحب الخلفاء الراشدين، ويحب الأئمة، ويحب من كان في وقته من أهل العلم والصلاح. من علامات محبة الله: أن يقوم الإنسان بطاعة الله، مقدِّمًا ذلك على هواه، فإذا أذَّن المؤذن يقول: حي على الصلاة، ترَكَ عمَلَه وأقبل إلى الصلاة؛ لأنه يحب ما يُرضي اللهَ أكثرَ مما ما ترضى به نفسُه. ولمحبة الله علامات كثيرة، إذا أحب الإنسان ربَّه، فالله عزَّ وجلَّ أسرع إليه حبًّا؛ لأنه قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ((ومن أتاني يمشي، أتيتُه هرولةً))، وإذا أحبَّه الله فهذا هو المقصود، وهذا هو الأعظم.