وقال الضحاك: موضونة مصفوفة. ابن كثير: وقوله: ( على سرر موضونة) قال ابن عباس: أي مرمولة بالذهب ، يعني: منسوجة به. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وزيد بن أسلم ، وقتادة ، والضحاك ، وغيره. وقال السدي: مرمولة بالذهب واللؤلؤ. وقال عكرمة: مشبكة بالدر والياقوت. وقال ابن جرير: ومنه سمي وضين الناقة الذي تحت بطنها ، وهو فعيل بمعنى مفعول; لأنه مضفور ، وكذلك السرر في الجنة مضفورة بالذهب واللآلئ. القرطبى: قوله تعالى: على سرر موضونة أي: السابقون في الجنة على سرر ، أي مجالسهم على سرر جمع سرير. موضونة قال ابن عباس: منسوجة بالذهب. وعن ابن عباس أيضا: موضونة مصفوفة ، كما قال في موضع آخر: على سرر مصفوفة. المَطْلَبُ السَّادِسُ: فُرُشُ أهلِ الجَنَّةِ وأَسِرَّتُهم وأرائِكُهم - الموسوعة العقدية - الدرر السنية. وعنه أيضا وعن مجاهد: مرمولة بالذهب.
- الباحث القرآني
- المَطْلَبُ السَّادِسُ: فُرُشُ أهلِ الجَنَّةِ وأَسِرَّتُهم وأرائِكُهم - الموسوعة العقدية - الدرر السنية
- عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم
الباحث القرآني
وثلة من الآخرين}. قال مجاهد: كل من هذه الأمة. وروى سفيان عن أبان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الثلتان جميعا من أمتي) يعني {ثلة من الأولين. وثلة من الآخرين} [الواقعة: 40]. وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال أبو بكر رضي الله عنه: كلا الثلتين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فمنهم من هو في أول أمته، ومنهم من هو في آخرها، وهو مثل قوله تعالى {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} [فاطر: 32]. وقيل {ثلة من الأولين} أي من أول هذه الأمة. {وقليل من الآخرين} يسارع في الطاعات حتى يلحق درجة الأولين، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم قرني) ثم سوى في أصحاب اليمين بين الأولين والآخرين. عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم. والثلة من ثللت الشيء أي قطعته، فمعنى ثلة كمعنى فرقة، قاله الزجاج. قوله تعالى {على سرر} أي السابقون في الجنة {على سرر}، أي مجالسهم على سرر جمع سرير. {موضونة} قال ابن عباس: منسوخة بالذهب. وقال عكرمة: مشبكة بالدر والياقوت. وعن ابن عباس أيضا {موضونة} مصفوفة، كما قال في موضع آخر {على سرر مصفوفة} [الطور: 20]. وعنه أيضا وعن مجاهد: مرمولة بالذهب. وفي التفاسير{موضونة} أي منسوجة بقضبان الذهب مشبكة بالدر والياقوت والزبرجد - والوضن النسج المضاعف والنضد، يقال: وضن فلان الحجر والآجر بعضه فوق بعض فهو موضون، ودرع موضونة أي محكمة في النسج مثل مصفوفة، قال الأعشى: ومن نسج داود موضونة ** تساق مع الحي عيرا فعيرا وقال أيضا: وبيضاء كالنهي موضونة ** لها قونس فوق جيب البدن والسرير الموضون: الذي سطحه بمنزلة المنسوج، ومنه الوضين: بطان من سيور ينسج فيدخل بعضه في بعض، ومنه قوله: إليك تعدو قلقا وضينها ** {متكئين عليها} أي على السرر {متقابلين} أي لا يرى بعضهم قفا بعض، بل تدور بهم الأسرة، وهذا في المؤمن وزوجته وأهله، أي يتكئون متقابلين.
وقبل البيت: وأعْـــدَدْتَ للْحَــرْبِ أوْزَارَهــا رِماحَــا طِــوَالا وَخَــيْلا ذُكُـورَا وأوزار الحرب: عدتها، ودرع موضونة منسوج بعضها على بعض، وتساق مع الحي: تحمل. يقول: أعددت للحرب عدتها، من الرماح الطوال، والخيل الجياد والدروع الكثيفة التي نسجت نسجا مضاعفا، تحمل فوق الجمال، عيرا من ورائها عير. الباحث القرآني. وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 174 - ب) عند قوله تعالى "على سرر موضونة": بعضها على بعض، مداخلة كما توضن حلق الدرع بعضها في بعض مضاعفة. وقال الأعشى: " ومن نسج داود... البيت ". والوضين: البطان من السيور إذا نسج بعضه على بعض مضاعفا، كالحلق حلق الدروع، فهو وضين، وضع في موضع موضون، كما يقولون قتيل في موضع مقتول قال: *إليك تعــدو قلقــا وضينهــا *
المَطْلَبُ السَّادِسُ: فُرُشُ أهلِ الجَنَّةِ وأَسِرَّتُهم وأرائِكُهم - الموسوعة العقدية - الدرر السنية
ابن القيم:3/120. ﴿ إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ ﴾ [ سورة الواقعة آية:﴿٧٧﴾]
أي كرَّمه الله وعزه ورفع قدره على جميع الكتب، وكرَّمه عن أن يكون سحراً أو كهانة أو كذباً، وقيل: إنه كريم لما فيه من كرم الأخلاق ومعالي الأمور، وقيل: لأنه يكرم حافظه ويعظم قارئه، وحكى الواحدي عن أهل المعاني: أن وصف القرآن بالكريم لأن من شأنه أن يعطي الخير الكثير بالدلائل التي تؤدي إلى الحق في الدين، قال الأزهري: الكريم اسم جامع لما يحمد، والقرآن الكريم يحمد لما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة. الشوكاني:5/160.
قال الفَرَّاءُ: سَمِعتُ بَعضَ العَرب يَقُولُ: الآجُرُّ مَوضُونٌ بَعضُه على بَعضٍ، أي: مَسرُوجٌ، ولِلمُفَسِّرينَ في مَعنى مَوضُونةٍ قَولانِ: أحَدُهما: مَرمُولةٌ بالذَّهَب، أخرجه مُجاهِدٌ عَنِ ابنِ عَبَّاس، وقال عِكرِمةُ: مُشبَكةٌ بالدُّرِّ والياقُوتِ، وهذا مَعنى ما ذَكَرناه عَنِ ابنِ قُتيبةَ، وبه قال الأكثَرُون. والثَّاني: مَصفُوفةٌ، أخرجه ابنُ أبي طَلحةَ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ) [4845] يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/ 220).. وقال ابنُ عُثيمين: ( عَلَى سُرُرٍ مَوضُونةٍ سُرُرٌ جَمعُ سَريرٍ، وهو ما يَتَّخِذُه الإنسانُ لِلجُلُوسِ والنَّومِ، مَوضُونةٌ قال العُلَماءُ: مَنسُوجةٌ مِنَ الذَّهَبِ) [4846] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين - الحجرات والحديد)) (ص: 331).. وقال اللهُ سُبحانَه: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ [الحجر: 47]. قال البَغَويُّ: ( ونَزَعْنا أخرَجْنا، ما في صُدُورِهم مِن غِلٍّ هو الشَّحناءُ والعَداوةُ والحِقدُ والحَسدُ، إِخْوَانًا نُصِبَ على الحالِ، عَلَى سُرُرٍ جَمعُ سَريرٍ مُتَقابِلِينَ يُقابلُ بَعضُهم بَعضًا لا يَنظُرُ أحَدٌ مِنهم إلى قَفا صاحِبه.
عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم
عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) ( عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) يقول: فوق سُرر منسوجة، قد أدخل بعضها في بعض، كما يوضن حلق الدرع بعضها فوق بعض مضاعفة؛ ومنه قول الأعشى: وَمِـــنْ نَسْــج دَاوُدَ مَوْضُونَــةً تُســاقُ مَــعَ الحَـيّ عِـيرًا فعِـيْرًا (4) ومنه وضين الناقة، وهو البطان من السيور إذا نسج بعضه على بعض مضاعفا كالحلق حلق الدرع: وقيل: وضين، وإنما هو موضون، صرف من مفعول إلى فعيل، كما قيل: قتيل لمقتول: وحُكي سماعا من بعض العرب أزيار الآجرّ موضون بعضها على بعض، يراد مشرج صفيف. وقيل: إنما قيل لها سُرر موضونة، لأنها مشبكة بالذهب والجوهر. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس ( عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) قال: مرمولة بالذهب. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الحصين، عن مجاهد ( عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) قال: مرمولة بالذهب. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) قال: يعني الأسرة المرملة. حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن حصين، عن مجاهد، قال: الموضونة: المرملة بالذهب.
أُعِدَّت قُصُورُ الجَنةِ، وأماكِنُ الجُلُوسِ في حَدائِقِها وبَساتينِها بألوانٍ فاخِرةٍ رائِعةٍ مِنَ الفُرُشِ لِلجُلُوسِ والِاتِّكاءِ ونَحو ذَلِكَ؛ فالسُّرُرُ كَثيرةٌ راقيةٌ والفُرُشُ عَظيمةُ القَدْرِ بطائِنُها مِنَ الإستَبرَقِ، فكيفَ بظاهِرِها؟ وهناكَ تَرى النَّمارِقَ مَصفُوفةً على نَحوٍ يَسُرُّ الخاطِرَ، ويُبهِجُ النَّفسَ، والزَّرابيَّ مَبثُوثةً على شَكلٍ مُنَسَّقٍ مُتَكامِلٍ [4836] يُنظر: ((الجنة والنار)) لعمر الأشقر (ص: 238).. قال اللهُ تعالى: فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ [الغاشية: 13-16]. قال البَغَويُّ: ( فِيهَا سُرُرٌ مَرفُوعَةٌ قال ابنُ عَبَّاس: ألواحُها مِن ذَهَبٍ مُكَلَّلةٌ بالزَّبرجَدِ والدُّرِّ والياقُوتِ، مُرتَفِعةٌ ما لَم يَجيءْ أهلُها، فإذا أرادَ أن يَجلِسَ عليها تَواضَعَت لَه حَتَّى يَجلِسَ عليها ثُمَّ تَرتَفِعُ إلى مَواضِعِها. وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ عِندَهم، جَمعُ كُوبٍ، وهو الإبريقُ الَّذي لا عُروةَ لَه. ونَمَارِقُ وسائِدُ ومَرافِقُ مَصفُوفةٌ بَعضُها بجَنب بَعضٍ، واحِدَتِها نُمرُقةٌ بضَمِّ النُّونِ.