[ ص: 155] وإنما اجتلب هنا لغة المخفف لثقل الهمز المفتوح بتوالي حركات قبله وبعده وهي أربع فتحات ، ولذلك لم يرد في القرآن مخففا في بعض القراءات إلا في هذا الموضع ؛ إذ لا نظير له في توالي حركات ، وإلا فإنه لم يقرأ أحد بالتخفيف في قوله ( وإذا سألك عبادي) وهو يساوي ( سال سائل بعذاب) بله قوله: سالتهم وتسالهم ولا يسالون.
تفسير قوله تعالى: للسائل والمحروم
سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج
كان كفار قريش يستهزئون فيسألون النبيء - صلى الله عليه وسلم -: متى هذا العذاب الذي تتوعدنا به ، ويسألونه تعجيله قال تعالى ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( ويستعجلونك بالعذاب) وكانوا أيضا يسألون الله أن يوقع عليهم عذابا إن كان القرآن حقا من عنده قال تعالى وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وقيل: إن السائل شخص معين هو النضر بن الحارث قال: إن كان هذا - أي القرآن - هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. وكان النبيء - صلى الله عليه وسلم - يسأل الله أن يعينه على المشركين بالقحط فأشارت الآية إلى ذلك كله ، ولذلك فالمراد ب ( سائل) فريق أو شخص. [ ص: 154] والسؤال مستعمل في معنيي الاستفهام عن شيء والدعاء ، على أن استفهامهم مستعمل في التهكم والتعجيز. ويجوز أن يكون ( سأل سائل) بمعنى استعجل وألح. وقرأ الجمهور ( سأل) بإظهار الهمزة. وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر ( سال) بتخفيف الهمزة ألفا. تفسير سورة المعارج - من الآية 1 إلى الآية 7 - تفسير السعدي المقروء والمسموع - YouTube. قال في الكشاف: وهي لغة قريش وهو يريد أن قريشا قد يخففون المهموز في مقام الثقل وليس ذلك قياسا في لغتهم بل لغتهم تحقيق الهمز ولذلك قال سيبويه: وليس ذا بقياس متلئب أي مطرد مستقيم وإنما يحفظ عن العرب ، قال: ويكون قياسا متلئبا إذا اضطر الشاعر ، قال الفرزدق: راحت بمسلمة البغال عـشـية فارعي فزارة لا هناك المرتع
يريد لا هنأك بالهمز.
تفسير و معنى الآية 8 من سورة المعارج عدة تفاسير - سورة المعارج: عدد الآيات 44 - - الصفحة 568 - الجزء 29. ﴿ التفسير الميسر ﴾
يوم تكون السماء سائلة مثل حُثالة الزيت، وتكون الجبال كالصوف المصبوغ المنفوش الذي ذَرَتْه الريح. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«يوم تكون السماء» متعلق بمحذوف تقديره يقع «كالمهل» كذائب الفضة. ﴿ تفسير السعدي ﴾
أي: يَوْمِ القيامة، تقع فيه هذه الأمور العظيمة ف تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وهو الرصاص المذاب من تشققها وبلوغ الهول منها كل مبلغ. ﴿ تفسير البغوي ﴾
"يوم تكون السماء كالمهل"، كعكر الزيت. وقال الحسن: كالفضة إذا أذيبت. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- جانبا من أهوال هذا اليوم فقال: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ. منتديات ستار تايمز. وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً. ولفظ «يوم» متعلق بقوله: «قريبا» أو بمحذوف يدل عليه قوله: واقِعٍ أى: هو واقع هذا العذاب يوم تكون السماء في هيئتها ومظهرها «كالمهل» أى: تكون واهية مسترخية.. كالزيت الذي يتبقى في قعر الإناء. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
يقول تعالى: العذاب واقع بالكافرين ( يوم تكون السماء كالمهل) قال ابن عباس ومجاهد وعطاء وسعيد بن جبير وعكرمة والسدي وغير واحد ، كدردي الزيت
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: يوم تكون السماء كالمهل العامل في " يوم " " واقع "; تقديره يقع بهم العذاب يوم.
تفسير سورة المعارج - من الآية 1 إلى الآية 7 - تفسير السعدي المقروء والمسموع - Youtube
وجعل في الكشاف تعدية فعل ( سأل) بالباء لتضمينه معنى عني واهتم. وقد علمت احتمال أن يكون ( سال) بمعنى استعجل ، فتكون تعديته بالباء كما في قوله تعالى ويستعجلونك بالعذاب وقوله يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها. وقوله ( للكافرين) يجوز أن يكون ظرفا لغوا متعلقا ب ( واقع) ، ويجوز أن يكون ظرفا مستقرا خبرا لمبتدأ محذوف ، والتقدير: هو للكافرين. واللام لشبه الملك ، أي عذاب من خصائصهم كما قال تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. ووصف العذاب بأنه واقع ، وما بعده من أوصافه إلى قوله ( إنهم يرونه بعيدا) إدماج معترض ليفيد تعجيل الإجابة عما سأل عنه سائل بكلا معنيي [ ص: 156] السؤال ؛ لأن السؤال لم يحك فيه عذاب معين وإنما كان مجملا ؛ لأن السائل سأل عن عذاب غير موصوف ، أو الداعي دعا بعذاب غير موصوف ، فحكي السؤال مجملا ليرتب عليه وصفه بهذه الأوصاف والتعلقات ، فينتقل إلى ذكر أحوال هذا العذاب وما يحف به من الأهوال. تفسير قوله تعالى: للسائل والمحروم. وقد طويت في مطاوي هذه التعلقات جمل كثيرة كان الكلام بذلك إيجازا ؛ إذ حصل خلالها ما يفهم منه جواب السائل ، واستجابة الداعي ، والإنباء بأنه عذاب واقع عليهم من الله لا يدفعه عنهم دافع ، ولا يغرهم تأخره.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قال: المحروم: هو المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه، فلا يسأل الناس. حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، قال في المحروم: هو المحارف الذي ليس له أحد يعطف عليه، أو يعطيه شيئا. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عمرو، عن منصور، عن إبراهيم، قال: المحروم: الذي لا فيء له في الإسلام، وهو محارف في الناس. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: أخبرنا أيوب، عن نافع: المحروم: هو المحارف. وقال آخرون: هو الذي لا سهم له في الغنيمة. * ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم أن ناسا قَدِموا على عليّ رضي الله عنه الكوفة بعد وقعة الجمل، فقال: اقسموا لهم، وقال: هذا المحروم. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: المحروم: المحارف الذي ليس له في الغنيمة شيء. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله. قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن مسلم الجدّلي، عن الحسن بن محمد ابن الحنفية أن النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث سرية، فغنموا، وفتح عليهم، فجاء قوم لم يشهدوا، فنزلت: (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) يعني: هؤلاء.
منتديات ستار تايمز
وقال الخطَّابيُّ: "(ذو المعارج): وهو الذي يُصعَدُ إليهِ بأعمالِ العبادِ، وإليه يُصْعَدُ بِأَرْوَاحِ المؤمنينَ" [6]. وقالَ الحَلِيمِيُّ: "(ذو المعارجِ): وهُو الذي إليه يُعْرجُ بالأرواحِ والأعمالِ. وهذا أيضًا يَدْخُلُ فِي باب الإِثباتِ والتوحيدِ والإِبداعِ والتدبيرِ، وبالله التوفيقُ" [7]. ثمراتُ الإيمان بهذا الاسمِ:
1- اللهُ تبارَك وتعالى هو الربُّ الملِكُ الخالِقُ المدبِّرُ (ذو المعارج)؛ الذي تَعْرجُ إليه الملائكةُ والأرواحُ، وتصعَد إليه الأعمالُ والأقوالُ الصالحةُ الطيبةُ. قال أبو القاسِم الأَصْبَهاني: "ومن أسمائِهِ: (ذو المعارج) ومعناه: تَعرجُ أعمالُ الخلقِ إليه كما قال عز وجل: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]، فملائكة النهار تعرجُ بأعمالِكم بالنهارِ، وملائِكَةُ الليلِ تَعْرُجُ بأعمالكم بالليلِ؛ فَزيِّنُوا صَحَائِفَكم بالأعمالِ الصالِحةِ، والمواظبةِ على الصلواتِ الخَمْسِ، فإن الصلواتِ يُذْهبْنَ السيئاتِ. قيل في التفسير: الحسناتُ: الصلواتُ الخَمْسُ" [8]. قلتُ: وقد جاء في الحديث الصحيح قولُه صلى الله عليه وسلم: "يَتَعاقَبونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهم، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ" [9].
أى: ومن الذين استثناهم- سبحانه- من صفة الهلع: أولئك المؤمنون الصادقون الذين جعلوا في أموالهم حقا معينا، يخرجونه عن إخلاص وطيب خاطر، لمن يستحقونه من السائلين والمحرومين.. على سبيل الشكر لخالقهم على ما أنعم عليهم من نعم. ووصف- سبحانه- ما يعطونه من أموالهم بأنه حَقٌّ للاشارة إلى أنهم- لصفاء أنفسهم- قد جعلوا السائل والمحروم، كأنه شريك لهم في أموالهم، وكأن ما يعطونه له إنما هو بمثابة الحق الثابت عندهم له. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) أي: في أموالهم نصيب مقرر لذوي الحاجات. وقد تقدم الكلام على ذلك في " سورة الذاريات ". ﴿ تفسير القرطبي ﴾
للسائل والمحروم تقدم في الذاريات. ﴿ تفسير الطبري ﴾
حدثنا سهل بن موسى الرازي، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، عن ابن عباس قال: (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ): المحارف الذي ليس له في الإسلام نصيب. قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، عن ابن عباس أنه قال: المحروم المحارَف الذي ليس له في الإسلام سهم. حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، عن ابن عباس، في هذه الآية (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) قال: السائل الذي يسأل، والمحروم: المحَارف.