والهجر كما قال "المناوي": هو مفارقة الإنسان غيره، إما بالبدن, أو اللسان, أو القلب). وقال ابن رجب الحنبلي: "والهجران: مأخوذ من أن يولّي الرجل صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه، وهو التقاطع". ومن مفردات الهجر: عدم المجالسة، والمكالمة، وبسط الوجه للمهجور.
شرح وترجمة حديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - موسوعة الأحاديث النبوية
نحن بشر لنا مشاعر وأحاسيس وأفكار وآمال، مما يجعلنا نختلف لإختلاف هذه الآمال والأفكار والمشاعر والأحاسيس، ثم في أحيان كثيرة نتخاصم، ثم وللأسف الشديد نتقاطع ونتهاجر إلا من رحم الله، ومن المؤسف حقاً أن التهاجر والتقاطع وعدم الارتياح الشخصي صار علامة مسجلة بين الأقارب إلا من رحم الله. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدلله السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار والصلاة والسلام على من جاء بشريعة السلام. أما بعد: فنحن بشر لنا مشاعر وأحاسيس وأفكار وآمال، مما يجعلنا نختلف لإختلاف هذه الآمال والأفكار والمشاعر والأحاسيس، ثم في أحيان كثيرة نتخاصم، ثم وللأسف الشديد نتقاطع ونتهاجر إلا من رحم الله، ومن المؤسف حقاً أن التهاجر والتقاطع وعدم الارتياح الشخصي صار علامة مسجلة بين الأقارب إلا من رحم الله. والشيطان له تركيز وعمل متخصص في التحريش في جزيرة العرب ففي الحديث: « إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب؛ ولكن في التحريش بينهم » ( صحيح مسلم:2812). عمومًا لن أطيل في أسباب التهاجر؛ لكن كيف نستفيد من رمضان في علاج هذه المشكلة؟! شرح وترجمة حديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - موسوعة الأحاديث النبوية. جاء في الحديث: « لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم » (صحيح الترمذي:2688).
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - موقع مقالات إسلام ويب
وبيَّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الصلح بين المتخاصمين من أفضل الصدقات، وأفضل من الاشتغال بنوافل العبادات، لما في الإصلاح بين الناس من النفع المُتَعَّدي الذي يكون سببا في وصل أرحام قُطِعَت، وزيارة إخوان هُجِروا، وذلك يؤدي إلى وحدة وسلامة المجتمع وقوته، بتآلف أفراده وحبهم وتماسكهم. عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟! ، قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة)، وفي رواية: ( لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين) رواه الترمذي. قال الطِّيبي في عون المعبود: " في الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب الإفساد فيها، لأن الإصلاح سببٌ للاعتصام بحبل الله وعدمِ التفرق بين المسلمين، وفسادُ ذات البين ثُلمة في الدين، فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها، نال درجةً فوق ما يناله الصائمُ القائم المشتغل بخاصة نفسه ". وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - موقع مقالات إسلام ويب. وقال الأوزاعي: " ما خطوةٌ أحبُ إلى الله ـ عز وجل ـ من خطوة في إصلاح ذات البين، ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءةً من النار ". ومع كونه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أكثر الناس عملاً ومسؤوليات، فإن ذلك كله لم يشغله عن أن يسارع في رأب الصدع وعلاج الخلافات بين أفراد مجتمعه، إذ أن إصلاح ذات البين فيه تأليفٌ للقلوب، وتقويةٌ للروابط، ودفْع للشحناء، وبِه يزول الخلاف، وتذهب الفُرْقة..
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخْبِرَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ( اذهبوا بنا نصلح بينهم) رواه البخاري.
ما معنى "وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام" بالحديث؟
* النوع الثاني: الهجر على وجه التأديب ~
وهو هجر من يظهر المنكرات، يهجر حتى يتوب منها، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا، حتى أنزل الله توبتهم، حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر ، و لم يهجر من أظهر الخير وإن كان منافقاً ، فإن الهجر بمنزلة التعزيز، والتعزيز يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات، وفعل المحرمات، كتارك الصلاة والزكاة، والتظاهر بالمظالم والفواحش، والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع.. فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها بخلاف الباطنة فإن عقوبتها على صاحبها خاصة. ما معنى "وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام" بالحديث؟. * ثالثاً: اعتبار المصالِح والمفَاسِدْ ~
قال شيخ الإسلام: "وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم، وقلتهم، وكثرتهم، فإن المقصود به: زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله ، فإن كانت المصحلة في ذلك راجحة، بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور، ولا غيره يرتدع بذلك، بل يريد الشر والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهرج ، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر". * رابِعاً: النظر في طبَائع النُفوس ~
قال شيخ الإسلام: "والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً، ويهجر آخرين ، كما أن الثلاثة الذي خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك سادة مطاعين في عشائرهم، فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم ، وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير، فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم ".
وقد وردت أقوال كثيرة للصحابة والتابعين ومن بعدهم في عدم مجالسة أهل الأهواء نظراً لانتفاء المصلحة من مجالستهم، وعِظم الضّرر الذي قد يحصل منهم، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب". وقال أبو قلابة: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبِّسوا عليكم في الدّين بعض ما لُبّس عليهم". وقال الحسن البصري: "لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم" ، وقال الشاطبي في معرض ذكره لأحكام أهل البدع: "الهجران وترك الكلام والسلام، حسبما تقدم عن جملةٍ من السلف في هجرانهم لمن تلبَّس ببدعة، وما جاء عن عمر – رضي الله عنه- من قصة صبيغ العراقي". وقال ابن تيميه: "فالمقصود بهذا أن يهجر المسلم السيئات ويهجر قرناء السوء الذين تضر صحبتهم، إلا لحاجةٍ، أو مصلحةٍ راجحة". وقال الغزالي: "الهجر فوق ثلاث جائز في موضعين: أحدهما: أن يرى فيه إصلاحاً للمهجور في الزيادة. الثاني: أن يرى لنفسه سلامة فيه". وقد بوَّبَ النووي فقال: باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام، إلا لبدعةٍ في المهجور أو تظاهرٍ بفسقٍ أو نحو ذلك. الثالث. الهجر لاستصلاح أمر دنيوي، أي الهجر لحق العبد، وفيه جاءت أحاديث الهجر بما دون ثلاث ليال، وقد تقدم ذكرها.
فانظر، كيف أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لما عجزوا عن باب من أبواب الخير، لم يحملهم ذلك على الحزن المقعد عن الطاعات، ولا الضعف عن أبواب الخير، بل سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدلهم على ما يعوضون به ما فاتهم من السبق ، وفتح لهم برحمة الله وفضله، من أبواب الخير، ما يقدرون عليه، ويسابقون فيه السابقين والمحسنين! !