(۳)
وقيل انّه توفي بعد قتل الحسين بقليل، وقد ترجمه ابن عساكر ترجمة مفصلة. (۴)
وجمعت أحاديثه في المسند الجامع فناهزت ۵۲ حديثاً (۵) ولكن هذا العدد بالنسبة إلى ما ذكره الجزري قليل، لاَنّه قال: روى حديثاً كثيراً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وإليك شيئاً من روائع أحاديثه وما أكثرها. قصة الصحابي زيد بن الدثنة الأنصاري. روائع أحاديثه
۱. أخرج أحمد في مسنده، عن العزيز بن حكيم، قال: صليت خلف زيد ابن أرقم على جنازة فكبّر خمساً، ثمّ التفت، فقال: هكذا كبّر رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» أو نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم). (۶)
وهذا هو المروي أيضاً عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) من أنّ التكبيرة على الجنازة هي الخمس. نعم روى مسلم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: كان زيد يكبّر على جنائزنا أربعاً وانّه كبَّر على جنازة خمساً، فسألته، فقال: كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يكبّرها. (۷)
أقول: الرواية الثانية لا يمكن تصديقها، لاَنّه لو كان الاقتصار بالتكبيرات الاَربع جائزاً، فالمصلّي يخرج من الفريضة بالتكبيرة الرابعة وتكون الخامسة ذكراً زائداً على الصلاة لا تمت لها بصلة فلا يصحّ القول بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تارة يكبّر أربعاً وأُخرى خمساً.
عَن زيدِ بنِ الأرقمَ رضي الله عنه قالَ : (عادَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من وجَعٍ كانَ بعيني) هذا دليل ان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم - الأعراف
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته مَنْ حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
قصة الصحابي زيد بن الدثنة الأنصاري
وشهد الأرقم بدراً وأحداً والمشاهد كلها، وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم داراً بالمدينة. توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين. والله أعلم.
جهاد سعيد بن زيد
لَمَّا تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار على نهجه وهديه، وكان سعيد بن زيد رضي الله عنه في مقدمة الصحابة الذين توجهوا للقتال في بلاد الشام، ولم يكن أميرًا، بل كان من ضمن الأجناد، ثم شارك في معركة اليرموك وكان من قادتها، كما شهد حصار دمشق وفتحها، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية وأربعين حديثًا. وفاة سعيد بن زيد:
وكانت وفاة سعيد بن زيد رضي الله عنه بالعقيق سنة إحدى وخمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين وقد غسله سعد وحمل من العقيق على رقاب الرجال إلى المدينة. [11] [12]
[1] رواه البخاري: (3867). [2] رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ عَنْهُ، وَفِيهِ الْمَسْعُودِيُّ وَقَدِ اخْتَلَطَ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. [3] رواه البخاري: (3826). عَن زيدِ بنِ الأرقمَ رضي الله عنه قالَ : (عادَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من وجَعٍ كانَ بعيني) هذا دليل ان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم - الأعراف. [4] أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَة، وَعَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: كَتَبَ إِلَىَّ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ بِهِ. [5] التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 20 / 442. [6] رواه ابن سعد في "الطبقات" 3 / 381، تاريخ دمشق لابن عساكر 19 / 493 رقم: 2348، الحاكم 3 / 216- 217، وقال: صحيح على شرط مسلم، وحسن إسناده الألباني في صحيح السيرة النبوية 1 / 94.