وتمثل قوافل "العقيلات" نقل المؤن والطعام والمتاجرة بين بريدة ومناطق الغربية، كما يطلق عليها في ذلك الوقت، وتعتمد "العقيلات" على الإبل في مواصلاتهم، ويعودون بالتمن العراقي وبعض الأقمشة. شاهد تفاصيل جولة شاب أمريكي داخل سوق الإبل في بريدة. بريدة عام 1918
ولا تزال الأسواق في بريدة تحمل بعض قصص تلك التجارة، حيث يحمل السوق القديم "الجردة" نفس الاسم عندما كانت تنطلق منه رحلات "العقيلات" وكذلك السوق الشهير "قبة رشيد"، والذي لا يزال قائماً ويقصده الزوار من كل مكان. والتجارة حملت أمين الريحاني على وصف سوق الإبل في بريدة بأنها أكبر سوق لبيع "البعارين" بالمزاد في البلاد العربية. أكبر سوق للتمور في العالم ولا تزال التجارة تجري كما كان يصفها الرحالة أمين، بأنها سوق لا تنقطع فيه التجارة، وينطلق في كل عام مزادات التمور في واحدة من أكبر أسواق التمور في العالم، حيث يرد للسوق إنتاج أكثر من 7 ملايين نخلة من أجود أنواع التمور. ويحضر تجار التمور من كافة أنحاء العالم، مع بداية شهر آب/أغسطس، لمزيد من صفقات التمور التي تصل مبيعات سوق التمور وتداولاتها إلى أكثر من 2 مليار ريال، وتشهد تنافساً محموماً يستمر قرابة 75 يوماً بلا انقطاع، ويواصل السوق العمل فيها الليل والنهار لاستقبال كميات التمور الهائلة.
سوق الابل في بريده اليوم
امتدت الدراسة، التي صدرت عن دار جداول للنشر والترجمة، لتشمل الخصائص التي تميز بها العقيلات من شجاعة وكرم وأمانة ومعرفة بالدروب، مشيرة إلى شجاعة حمود الشريدة وفهد النصار، وإبراهيم العلي الرشودي، وصالح المطوع، وذكرت نماذج وقصصا لكرم اشتهر به العقيلات. ومن مشاهير الكرم، محمد بن شريدة، وحمود البراك، ومحمد العبدالله البسام، العقيلي ذائع الصيت، والتاجر الذي ربط بين دمشق وبغداد، ومثلت مؤسسته قوسا تجاريا يمتد من بغداد إلى دير الزور فدمشق، وهو الوجيه الذي أطلق اسم أسرته الكبرى "البسام" على إحدى حارات دمشق، والمعروفة بـ"حارة البسام". شاهد بريدة عاصمة القصيم.. لماذا سُميت "القدس بالصحراء"؟. وهو أحد أمراء العقيلات ومشاهير الكرم فيهم، حتى إنه ذات يوم مر بحائل في فترة حكم الأمير محمد بن عبدالله آل رشيد، فذهب للسلام عليه، فأخذ ابن رشيد يداعب محمد البسام قائلا له، أنت تدور حكم يا محمد في كرمك وعطاياك! فقال البسام، الحكم يبي أهله يا طويل العمر. أنا تاجر أدوّر المكسب، وإذ ربحت نجود من فضل الله على الناس.
رصدت قناة السعودية جولة قام بها شاب أمريكي يُدعى ماكس في سوق الإبل بمدينة بريدة بالقصيم، وهي الجولة التي رافقه خلالها اثنين من أصدقاءه السعوديين، واللذين وجها له بعض النصائح قبل دخول السوق حتى لا يقع ضحية لأي عملية نصب. وتحدث الشاب الأمريكي ماكس عما شاهده في سوق الإبل من المزايدات بين المشترين المتنافسين على شراء الإبل المعروضة للبيع في السوق. ورصد تقرير قناة السعودية حوار دار بين الشاب الأمريكي وأحد المرتادين القدامى لسوق الإبل، والذي رد على تساؤلات ماكس بخصوص الدور الذي يلعبه "الدلال" في عمليات بيع وشراء الإبل في السوق والنسبة التي يتحصل عليها من كل عملية بيع. سوق الابل في بريده الطقس. كما تساءل الشاب الأمريكي عما يتم في حال قام شخص بدخول المزايدة على واحدة من رؤوس الإبل، لكن دون أن يوافق في نهاية المطاف على دفع المبلغ الذي نطق به خلال المزايدة. وفي ختام التقرير مازح الشاب الأمريكي ماكس مرافقيه السعوديين قائلًا إنه ينوي جمع الأموال والعودة مرة أخرى لشراء الإبل من سوق بريدة.