تاريخ النشر: الإثنين 29 ذو القعدة 1438 هـ - 21-8-2017 م
التقييم:
رقم الفتوى: 358240
61182
0
153
السؤال
حديث: لا يفرك مؤمن مؤمنة ـ هل يطبق على من غلبت سيئاتها حسناتها في صفاتها الشخصية؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث واضح المعنى، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.
- شرح حديث أبي هريرة: "لا يفرك مؤمن مؤمنة"
شرح حديث أبي هريرة: "لا يفرك مؤمن مؤمنة"
فلنجعلْ هذا المبدأ الشرعي هو القاعِدة، ولتكن بيوتُنا أمانًا من الخِلافات، ومرفأًً للوِفاق، والسعادة والهناء. عباد الله:
كم لدَى المحاكم والشُّرَط ولجان الإصلاح مِن حالاتِ نِزاع وشِقاق بين زوجين! وكم نسمع مَن يقول: لَمْ أُحبَّ زوجتي منذ دخلتُ عليها، أو فيها أخلاقٌ وصِفات لا تروق لي! وكم هم الذين يُريدون المرأة كاملة من غير نقص! وكم مِن النساء من تستقصي عيوبَ زوجها، وتغفُل عن محاسنه! وكم سيواجه بعضُ المتزوِّجين حديثًا من الرجال والنساء من الحَيْرة والتردُّد ما قد يؤثِّر على مستقبل حياتهم! فإلى هؤلاء وأمثالهم يتوجَّه خِطاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - إذ يقول - بأبي هو وأمِّي -: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنة، إنْ كَرِه منها خُلُقًا، رَضِي منها خُلُقًا آخَرَ))؛ أي: لا يُبغض مؤمن مؤمنة. شرح حديث أبي هريرة: "لا يفرك مؤمن مؤمنة". إنَّه مِنهاج يجب اتِّباعُه في جميع العلاقات بيْن الناس ، وأخَصُّ هذه العلاقات ما جاء هذا النصُّ فيه بخصوصه، وهو العلاقة بيْن الزوج وزوجته، فمَن ذا الذي سلِم من عيوب ونقص؟! مَنْ ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَطّْ
وَمَنْ لَهُ الْحُسْنَى فَقَطْ
فقابِل - أيها المبارك - النقصَ الذي تراه إمَّا في الخَلْق أو الخُلُق بكثير من الكمالات، تصفُ لك الحياة، وتزُلِ السَّوءات.
قاعدةٌ نبوية: (لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً)! هذا جزءٌ من حديثٍ عظيمٍ رواهُ الإمامُ مسلمُ بإسنادِه عنْ أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ. لا يفرك مؤمن مؤمنة اسلام ويب. أَوْ قَالَ: غَيْرَهُ) ، والفَركُ هوَ البغضُ والشَّنَآنُ، والذي قدْ يكونُ سببُه بعض التصرفاتِ التي ربما تقعُ فيها النساءُ، فإذِا رأَى الرجلُ منْ أهلِه خُلُقًا يكرهه، فلينتقلْ إلى خُلُقٍ آخرَ، وليتفكرْ في حياتِها معهُ، نعم قدْ تكونُ أخطأتْ مرةً أو مرتينِ، و لكنَّها أَحسنتْ مرارًا وتكرارًا، وإنَّ المرءَ ليعجبُ منْ رجلٍ عاشَ معَ زوجتِه عشرينَ أو ثلاثينَ عامًا، ويَجِدُ منْها في كلِّ يومٍ إحسانًا، ثمَّ تقعُ في خطأٍ مَا أوْ تتصرفُ تصرفًا يكرههُ، فيبدأُ الشقاقُ والخلافُ، وقدْ ينتهِي بالفِراقِ، أوْ يعيشونِ حياةَ نكدٍ وشقاءٍ! وهذهِ القاعدةُ تدعو إلى عدمِ الاستغراقِ في هذا الخطأِ الذي وقعتْ فيهِ المرأةُ، أوْ هذا الخُلقِ الذي تتصرفُ بهِ ولا يعجبُه، وأنْ ينظرَ إلى مُجملِ حياتِهم الطيبةِ بما فيها منْ أخلاقٍ عظيمةٍ لزوجه، فإذا فعل ذلكَ فستتحققُ السَّعةُ والراحةُ، ويقلُّ الغَضَبُ، وَلا يكرهُ الرجلُ زوجَه.