السجع هو- توافق الحروف الاخيـرة في مواضع الوقف من النثر/الخاطرة /الرسالة. وهو أفضل الأنواع التي تتلذذ به الأسماع, ولهذا قالوا: ( ما أحسن الأسجاع, وما أخفها على الأسماع) وقيل. الأسجاع من النثر, كالقوافي في الشعر. واليكم الامثلة للتوضيح اكثر: (1) قال صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وأعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً ". (2) وقال أعرابي ذَهَبَ بابنه السَّيْل: اللهُمَّ إنْ كنْتَ قَدْ أبْلَيْتَ ، فَإنَّكَ طَالَمَا قَدْ عَافَيْتَ. السجع - موقع المعلمة - رونيت رباح. (3) الحُرُّ إذَا وَعَدَ وَفَى ، وإِذَا أعَانَ كَفَى ، وإِذَا مَلَكَ عَفَا.
السجع - موقع المعلمة - رونيت رباح
كذا قوله تعالى: {قَ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوَاْ أَن جَآءَهُمْ مّنذِرٌ مّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} [ق: 1، 2]. فالدال والباء حرفان متقاربان. ما هو السجع في البلاغة. ومن وقوعه في الشعر قول أبي تمام:
تجلَّى به رشدي وأثرتْ به يدي * وفاضَ به ثَمْدي وأورَى به زِندي
وقول المتنبي:
فنحن في جذل والروم في وجل * والبر في شغل والبحر في خجل
جذل: هو الفرح، والوجل: هو الخوف، والمعنى: نحن فرحون بالنصر والروم في خوف من غاراته، والبَر مشتغل بجيش الممدوح، والبحر في خجل من غزارة كرمه. هذا ويرى بعض البلاغيين كالسكاكي والخطيب: أن السجع لا يكون إلا في النثر، وأنه لا يكون إلا بتواطؤ الفاصلتين أو الفواصل على حرف واحد، فليس منه التواطؤ على حروف متقاربة. يقول الخطيب: "السجع تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد، وهذا معنى قول السكاكي: الأسجاع في النثر كالقوافي في الشعر". ولشراح (التلخيص) كلام حول عبارة السكاكي هذه، وفحوى كلامهم: أن التشبيه لا يصح إلا بحمل كلام السكاكي على أنه أراد بالسجع الفاصلةَ الثانيةَ التي واطأت الأولى، ولا يمكن حمل كلامه على أن المراد بالسجع تواطؤ الفاصلتين؛ لأنه لو كان هذا مراده لَمَا صح التشبيه؛ لأن القافية إما كلمة كما يرى الأخفش، وإما الحرف الثاني في البيت إلى أول متحرك بعد ساكن بينهما، وعلى هذا فإن الثانية قد تتحقق بجزء كلمة، وقد تتحقق بكلمة وجزء أخرى.
السَّجْع المُتوازن: في هذا النوع من السجع فإنّ الكلمة الأخيرة فقط في كلّ من الفقرتين تتوافقان بالوزن ولا تتوافقان بالقافية ، أي أنّ الفاصلتان تتفقان في الوزن ما عدا الحرف الأخير، وفيما يلي مِثال للتوضيح: [٤]
قول مسلمة بن عبد الملك: "ما حمدتُ نفسي على ظفر ابتدأته بعجزٍ ، ولا لمتها على مكروهٍ ابتدأته بحزمٍ " في القَوْل يوجد السجع بين كلمتي (عَجز، وحَزم)، وهما تتفقان في الوزن وهو هُنا (فَعْل)، لكنّهما تختلفان في القافية، فكلمة (حزم) فتنتهي بحرف (الزاي) أمّا كلمة (حزم) فتنتهي بحرف (الميم). السجع المتوازي: هو السَّجْع الذي تكون فيه آخر كلمة في الفقرتين مُتوافقتين في الوزن العَروضيّ والقافية ، أي تتفق الفقرتان في آخر كلمتين فقط ، وفيما يلي مِثال للتوضيح: [٣] [٢]
الْحِقْدُ صَدَأُ الْقُلُوبْ ، واللَّجَاجُ سَبَبُ الْحُروبْ ورد في الجملة الأولى كلمتي (صَدَأ، القلوب) وقد قابلهما في الجملة الثانية كلمتي (سَبَب، الحروب)، وقد اتفقت كلمتا (القلوب) و(الحروب) في الوزن والحرف الأخير، لكنّ كلمتي(صَدَأ) و(سَبَب) اتفقتا في الوزن لكنهما اختلفتا في الحرف الأخير، كما أنّ كلمتي (الحقد) و(اللّجاج) مختلفتان في الأمرين كليهما.