معرض الكتاب وسيلة عميقة في تأصيل المعنى الجميل في حب القراءة، وحث الآخرين على اقتناء الكتب، وتبادل المنفعة الفكرية المتنوعة والمتعددة من مصادر وأماكن عدة، وهذا ما تقوم به كل دور النشر في المشاركة في معرض الكتاب. هي فرصة حقيقية في تعليم أبنائنا وبناتنا حب القراءة في محفل جماعي، يحضره العديد من أفراد المجتمع بمختلف توجهاتهم. أسرعت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في نشر آليات المعرض ونشاطاته. تغطية جميلة للمشاركين فيه، تنقل صورة حية عبر التغطية التلفزيونية والإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعل الإقبال على المعرض مغرٍ ودسم، وهذا بالفعل ما شهدناه في معرض الكتاب في جدة. إقبال أعداد كثيرة للمعرض وحضور لافت لكل الأعمار في المجتمع، شباب ونساء ورجال، نعم هي حفلة ثقافية متنوعة، تجعل الأفراد يستشعرون قيمة الكتاب وحب قراءته، وهذا هو الهدف الأساسي الإنساني الفكري والثقافي في جميع الدول هو الحث على القراءة والتعريف بالكتاب ومؤلفاتهم، وبالطبع له أهداف أخرى كالربح المادي والتسويق للكتب، وهذا ليس عيباً، لكن نأمل بألا يكون على حساب العقول وتهميشها بضعف المحتوى. حرص معرض الكتاب على التنوع في الدور المشاركة، وإقامة الأمسيات الشعرية ومشاركة العنصر النسائي فيها، مع القدرة في تنظيم ذلك بهدوء وتوازن، من دون الدخول في صراعات أو مشكلات.
معرض الكتاب في جده
600 متر مربع، حيث يصل مجموع أطوال الممرات التي يسلكها الزوار وصولاً إلى دار النشر التي يريدونها بـ 3500 متر كأكبر صالة عرض بالمملكة لمتابعة أكثر من مليون عنوان تحويها الكتب المختلفة الأحجام، والتي تحاكي النواحي المعرفية سواء كانت ثقافية أو أدبية أو علمية أو اجتماعية أو اقتصادية. وأكدت اللجنة العليا لمعرض جدة الدولي للكتاب حرصها أن يخرج معرض الكتاب عن النطاق المعروف عنه في مختلف الدول، حيث اشتملت فعالياته التي تستمر على مدار 11 يوماً على مزيج متناغم من الحراك الثقافي وتنمية المعرفة والتبادل الثقافي ونشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع، بما ينمي معارفهم، ويشجعهم على المزيد من القراءة والاحتفاء بالكتاب والمهتمين به إثراءً للحركة الفكرية والمعرفية واهتماماً بالأدباء والمثقفين.
معرض الكتاب جده
في قلب معرض جدة للكتاب وبين أروقته التي تملؤها روح الفن والتشكيل تواجدت جدة التاريخية بعبق تاريخها وآثارها في معرض جدة الدولي الرابع للكتاب كما تواجدت العديد من الأعمال الفنية والمجسمات والمنحوتات للكثير من الفنانين المتميزين في هذا المجال الواسع، ولكن هنالك بعض الأعمال التي أخذت جزء كبير من الأضواء ومنها عمل الفنان عدنان أمريكي، والذي جسد جدة التاريخية بمجسمات متقنة للحواري القديمة وبيوتها الفريدةوموروثها الشعبي. التقت سيدتي بالفنان عدنان امريكي وهو فنان مجسمات تراثية ليحكي عن العمل الذي يشارك فيه بمعرض جدة الدولي للكتاب بنسخته الرابعة ونتعرف أكثر على فكرة المجسم..
بدأ الفنان عدنان حديثه وقال:خلال العشرين سنة الأخيرة اتجهت لعمل مجسمات عن مدينة جدة لتاريخية وخاصة البيوت القديمة منها والحارات والمعروفة، أردت أن أحافظ على هذه الأعمال ونفذتمنها عدة مجسمات لحارات جدة التاريخية، وصنعت ما يقارب العشرون مجسم، منها عملي هذا الذي أشارك فيه بمعرض جدة الدولي للكتاب، والذي يتحدث عن بيوت جدة التاريخية الشهيرة، كما يحوي تفاصيل تصور كيف كان الناس في ذلك الوقت يعملون ويعيشون حياتهم اليومية. مجسم جدة التاريخية:
يضم العمل تفاصيل عدة منها باب مكة و بيت نصيف الذي يتميز بتصميمه الفريد عن باقي البيوت وبيت مغربي وبيت باعشن الذي كان يشتهر بأن لديه ثلاث أخوه وبيت حزوقة وبيت البلد.
مما يميز عمل الفنان عدنان أنه مهتم بالتفاصيل حيث احتوى عمله على مجسمات صغيرة لأشخاص يضيئون الشوارع وهم يحملون مجموعة من الأتاريك المضيئة ويعلقونها في كل شارع، وكذلك يوجد مجسم لبائع الآيسكريم وبائع البليلة وحامل السكاكين، وكذلك اهتم بتجسيم كيف كانت النساء قديماً تغسل الثياب فوق اسطح المنازل، كما يوجدفوق البيوت المجسمة أشخاص يساعدون في البناء ويجلسون على خشبة كانت تسمى بالرحمانية، وتوجد عربة حول بيت نصيف تحمل حجارة تسمى بالحجر المنقبي، والقراري هو الشخص الذي يقوم بتصليح الحجر المنقبي بحيث يصبح مناسب للبناء. كل تلك التفصيل الصغيرة في العمل المميز للفنان عدنان عن جدة التاريخية و التي تصور الحياة القديمة بكل تفاصيها لفتت أنظار زوار المعرض الذين التفوا حول المجسم لتصويره والتقاط الصور بجانبه، وهم يتبادلون أطراف الحديث حول الذكريات الحقيقة في جدة التاريخية.