وقال الله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 16]. عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة النفر الثلاثة، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصلي وأنام، وأصوم، وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب على سنتي؛ فليس مني))[3].
- خطبة الجمعة عن التقوى
- خطبة جمعة قصيرة عن التقوى
- خطبة قصيرة عن التقوى
- خطبة جمعة عن التقوى
- خطبة الجمعة عن التقوى الله
خطبة الجمعة عن التقوى
4- الملك يرصد كل شيء يخرج من لسانك:
قال ابن كثير رحمه الله: "ذُكِر أن الإمام أحمد رحمه الله كان يئن في مرضه فبلغه قول طاووس أنه قال: "يكتب الملك كل شيء حتى الأنين"، فلم يئن حتى مات رحمه الله". - خوف السلف من خطر اللسان:
قال ابن بريدة: "رأيت ابن عباس رضي الله عنهما آخذ بلسانه وهو يقول: "ويحك قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم". - وكان ابن مسعود رضي الله عنه يحلف: "بالله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لساني". خطبة قصيرة عن التقوى. - ودخل بعض أهل أبي بكر عليه وهو آخذ بلسانه ويقول: "أنت الذي أوردتني الموارد! ". - والعامة يقولون: "لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن هنته هانك". - علاج اللسان:
1- جاء عقبة بن عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: مَا النَّجَاةُ؟ قال: «{C} {C}أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ{C} {C}» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]. 2- السكوت خير من الكلام إن كان بالشر، قال صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ{C} {C}» [متفق عليه]. 3- الذكر خير علاج، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ{C} {C}» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]، وقال: «{C} {C}لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي{C} {C}» [رواه الترمذي، وضعفه الألباني].
خطبة جمعة قصيرة عن التقوى
فإن الله قد بين للعباد الذي يصيرهم إليه فقال: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} فلا تحقرن شيئا من الخير أن تفعله. ولا شيئا من الشر أن تتقيه. وقال بعض السلف لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين -أي الكمل- حتى يدع مالا بأس به حذرا مما به بأس. خطبة الجمعة عن التقوى. وقال بعض آخر: المتقي(أي الكامل التقوى) أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه. وقال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مبينا كمال التقوى في تفسير قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} قال: تقوى الله حق تقاته أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر. وشكر الله جل جلاله يدخل فيه فعل جميع الطاعات ومعنى أن يذكر فلا ينسى أن يذكر العبد بقلبه أوامره في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها. ونواهيه في ذلك فيجتنبها. وقد وصف الله جل شأنه المتقين الكمل بأنهم يعاملون الناس بالإحسان إليهم إنفاقا ويكظمون غيظهم وغضبهم ويعفون عنهم، فهم قد جمعوا بين وصفين جليلين بذل الندى واحتمال الأذى. ثم وصفهم سبحانه بأنهم غير معصومين فقد يذنبون ويعصون ولكنهم لا يتمادون في ذلك ولا يسترسلون بل يذكرون عظمة الله وشدة بطشه وانتقامه وما توعد به من العقاب على المعصية.
خطبة قصيرة عن التقوى
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذَّابًا))[1]. عظموا شعائر الله في قلوبكم وفي أفعالكم فإن ذلك شعار أهل التقوى. فلتنطلق سفينة التقوى (خطبة عيد الفطر المبارك) - ملتقى الشفاء الإسلامي. عظمنا الله تعالى العظيم في شهر رمضان، عظمناه في تعظيم القرآن الكريم، عظمناه في صيامنا ذلك الشهر، وعظمناه بتركنا للمحرمات، وعدم المجاهرة بالمخالفات؛ يقول الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]. وما معنى تعظيم شعائر الله؟
أن المرء يعظم حرمات ربه فلا ينتهكها، ويعظم أوامر الله فيأتي بها على وجهها، ويأتي بأنْفَسِ الأشياء، فلو طُلب منه هديٌ في الحج أو أضحية استسمنه واستحسنه، وأتى به على أحسن وأنفس وأغلى ما يجد، هذا من تعظيم شعائر الله، وكان إشعار الهدي وهو تعليمه بعلامة حتى لا يؤخذ أو إذا ضاع يُعرَف؛ هذا ما يفعله الحاج من السُّنَّة. تحروا العدل في شؤون حياتكم اليومية فإن ذلك من تقوى رب البرية:
يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]، الآية أساسًا في المشركين، والمشركون يُكرَهون ويُبغَضون لأجل الشرك والكفر، ومع ذلك أمرنا أن نعدل فيهم.
خطبة جمعة عن التقوى
[1] أخرجه مسلم "2607" في البر والصلة: باب قبح الكذب، وحسن الصدق وفضله. [2] روى البخاري برقم (2587) ومسلم (1623). [3] البخاري برقم (5063)، ومسلم (1108). [4] تفسير المراغي (4/ 177). [5] المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة (3/ 345): "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، (ت) 616، [قال الألباني: صحيح]. [6] من "جامع الأصول" (11/703، 704) لابن الأثير.
خطبة الجمعة عن التقوى الله
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ » [متفق عليه]. - وقال صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ » [متفق عليه]. - وقال صلى الله عليه وسلم: « إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ » [رواه الترمذي، وصححه الألباني]. خطبة الجمعة عن التقوى الله. 2- كيف تكون من أهل التقوى؟
1- احفظ لسانك:
- الصائم التقي يحفظ جوارحه ولا سيما اللسان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ » [متفق عليه]، وقال: « لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ والشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ، فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ » [رواه ابن خزيمة والحاكم، وصححه الألباني].
اصفحوا عمن أساء إليكم واعفوا عمن ظلمكم:
إخوة الإسلام، إن من ثمرات التقوى العفو والصفح عمن أساء إلينا؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [البقرة: 237]. قال الله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]. خطبة عن (التقوى). - ملتقى الخطباء. وقال: ﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35]. صلوا أرحامكم؛ فإن ذلك من تقوى الله تعالى:
يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]؛ أي: واتقوا الله الذي يسأل به بعضكم بعضًا، بأن يقول سألتك بالله أن تقضى هذه الحاجة، وهو يرجو بذلك إجابة سؤاله، والمراد من سؤاله بالله سؤاله بإيمانه به وتعظيمه إياه؛ أي: أسألك بسبب ذلك أن تفعل كذا. واتقوا إضاعة حق الأرحام، فصلوها بالبر والإحسان ولا تقطعوها.