عبدالله العلي النعيم ولد بمدينة عنيزة عام 1932. يحمل شهادة بكالوريوس من جامعة الملك سعود بالرياض ، شغل منصب مدير تعليم منطقة الرياض عام 1962 ، عين اميناً لمدينة الرياض عام 1396 إلى عام 1411 هـ. يشغل حالياً منصب رئيس مجلس أمناء المعهد العربي لإنماء المدن
قدوة ورمز من رموز هذا المجتمع الطيب المبارك والذي عرف حق وطنه وولاة أمره وأهله وأبناء مجتمعه فجرى حب الخير والعطاء والبذل أسرع مما يجري الدم في عروقه - فالشيخ عبد الله العلي النعيم لم يعرف عنه قطعاً أنه من أرباب التجارة والمال، ولكن عرف عنه حب الخير والعمل التطوعي والخيري.
عبدالله العلي النعيم.. الأمين الأمين &Bull; Turki Aldakhil - تركي الدخيل
أصر النعيم على التقاعد، وابتعد عن الأضواء، فانصرف، إلى حياته الخاصة، وأعماله الخيرية، ممضياً وقته، مع عائلته، وأصدقائه، ومعارفه الكثيرين، إضافة إلى نشاطاته الاجتماعية، التي تملأ عليه زمنه، وتفيده وتنفع الناس، فهو إنسان لم يألف الفراغ، ولم يشأ، في شيخوخته، أن يسمح للفراغ بالتسلل إلى يومه. بجهود من النعيم، اجتمع عدد من رجال الأعمال بالرياض، وجمعوا أكثر من أربعين مليون ريال، أسسوا بها مركزاً الأمير سلمان الاجتماعي، صار مركز الملك سلمان لاحقاً، كما كان وراء إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية، ورأس مجلس أمنائها لفترات متطاولة، وعدد آخر من منظمات المجتمع المدني، باذلاً جاهه لخدمة الناس، ونفعهم، ومسخراً علاقاته ومعارفه، من أجل تأسيس أعمال تفيد المجتمع، وترفع من مستوى مؤسساته غير الربحية. ولقد أوتي الشيخ عبدالله العلي النعيم، حضوراً جميلاً، حين يتحدث، على قلة ظهوره في وسائل الإعلام المرئي، وقلماً ظريفاً رشيقاً حين يكتب، وقد كتب معاليه طرفاً من سيرته الذاتية، تحت عنوان «بتوقيعي، حكايات من بقايا السيرة»، تناول فيها نشأته، وركز على عمله أميناً لمدينة الرياض. هذا هو أبو علي، لوحةٌ وطنيةٌ في إنسان، ومسيرةٌ عاطرة، باذخة، حافلة بالسعي في خدمة الوطن، وغيمةٌ جوابةٌ، حيث حلّت أمطرت، فأغاثت، وأبهجت، وأبدعت، وأمتعت، وأثمرت فأينعت.
وبعد أن تخرج في الجامعة أكمل دراسة الماجستير دون أن يعوقه الخلاف بين الرياض والقاهرة لقصر المدة المتبقية عليه، وحين عاد إلى المملكة درّس في الجامعة، واستثمر وقته الزائد بتعلّم اللغة الإنجليزية في دورات يقيمها معهد الإدارة العامة بعد أن نصحه بها صديقه الوزير د. مطلب النفيسة نائب رئيس المعهد الإدارة آنذاك، وصرف د. النعيم بعض الوقت في القراءة حتى كوّن مكتبة كبيرة، ومن طلابه في الجامعة حينذاك الوزيران د. إبراهيم العساف، ود. جبارة الصريصري. عقب ذلك جاءته الفرصة لنيل درجة الدكتوراة في أمريكا بيد أنه رفض مفضلًا مصر عليها حتى يكون قريبًا من أولاده الدارسين هناك، ويرجع لشقته الكبيرة التي استأجرها منذ أيام الجامعة، وتراخى في دراسته لمدة خمس سنوات كي يقضي أكبر وقت مع أنجاله الذين انضموا للبعثة الحكومية، وأصبحوا خمسة يدرسون على حساب الدولة، وبعد أن نال الشهادة حجّ عن مشرفه المخلص المتفاني إكرامًا له، علمًا أن علاقاته بالمصريين الذين تعامل معهم منذ حضوره الأول للقاهرة مستمرة إلى اليوم إن معهم أو مع أولادهم من بعدهم باستثناء سعاد التي اختفت واختفى خبرها فما بانت. له في مصر حكايات ومواقف، منها ما كان مع الجزار وبائع البقالة، وصلته بالبواب، واختفاء النعال من شقته، وتعرضه للسرقة واسترجاعه للمسروق وإن ندم على صنيعه فيما بعد، ومنها العلاقة بين الدولار والبسكوت، وولادة ابنته الوحيدة هدى التي تعلّق بها وتعلقت به حتى اضطر لاصطحابها معه للمطار؛ فصافحت الطفلة الملك فيصل والرئيس السادات، وفازت في مسابقة رسوم بمصر وهي لم ترسمها!