وكان أبو العباس ثعلب يستحسن قول الأصمعي ويقول: ليس أحد يفسر كتفسير الأصمعي. النحاس: العرب تقول أولى لك كدت تهلك ثم أفلت ، وكأن تقديره: أولى لك وأولى بك الهلكة. تفسير سورة القيامة. المهدوي قال: ولا تكون أولى ( أفعل منك) ، وتكون خبر مبتدأ محذوف ، كأنه قال: الوعيد أولى له من غيره; لأن أبا زيد قد حكى: أولاة الآن: إذا أوعدوا. فدخول علامة التأنيث دليل على أنه ليس كذلك. و ( لك) خبر عن أولى. ولم ينصرف أولى لأنه صار علما للوعيد ، فصار كرجل اسمه أحمد. وقيل: التكرير فيه على معنى ألزم لك على عملك السيئ الأول ، ثم على الثاني ، والثالث ، والرابع ، كما تقدم.
- تفسير سورة القيامة
- دلالة التكرار في قوله تعالى (أولى لك فأولى) (ثم أولى لك فأولى) في سورة القيامة – Albayan alqurany
- تفسير قوله تعالى: أولى لك فأولى
تفسير سورة القيامة
ولكن القضاء والقدر، إذا حتم وجاء فلا مرد له،
{ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}
للدنيا. { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}
أي: اجتمعت الشدائد والتفت، وعظم الأمر وصعب الكرب، وأريد أن تخرج الروح
التي ألفت البدن ولم تزل معه، فتساق إلى الله تعالى، حتى يجازيها
بأعمالها، ويقررها بفعالها. {
إِلَىٰ
رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} فتساق إلى الله تعالى، حتى
يجازيها بأعمالها، ويقررها بفعالها. فهذا الزجر، [الذي ذكره الله] يسوق القلوب إلى
ما فيه نجاتها، ويزجرها عما فيه هلاكها. تفسير قوله تعالى: أولى لك فأولى. ولكن المعاند الذي لا تنفع فيه
الآيات، لا يزال مستمرا على بغيه وكفره وعناده. { فَلَا صَدَّقَ}
أي: لا آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره
{ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ}
بالحق في مقابلة التصديق،
{ وَتَوَلَّى}
عن الأمر والنهي، هذا وهو مطمئن قلبه، غير خائف من ربه، بل يذهب
{ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى}
أي: ليس على باله شيء، توعده بقوله:
{ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
وهذه كلمات وعيد، كررها لتكرير وعيده، ثم ذكر الإنسان بخلقه الأول، فقال:
{ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى}
أي: معطلا ، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يعاقب؟ هذا حسبان باطل وظن
بالله بغير ما يليق بحكمته.
دلالة التكرار في قوله تعالى (أولى لك فأولى) (ثم أولى لك فأولى) في سورة القيامة – Albayan Alqurany
{ يَقُولُ الْإِنْسَانُ}
حين يرى تلك القلاقل المزعجات:
{ أَيْنَ الْمَفَرُّ}
أي: أين الخلاص والفكاك مما طرقنا وأصابنا? { كَلَّا لَا وَزَرَ}
أي: لا ملجأ لأحد دون الله،
{ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}
لسائر العباد فليس في إمكان أحد أن يستتر أو يهرب عن ذلك الموضع، بل لا
بد من إيقافه ليجزى بعمله، ولهذا قال:
{ يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}
أي: بجميع عمله الحسن والسيء، في أول وقته وآخره، وينبأ بخبر لا ينكره. { بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}
أي: شاهد ومحاسب،
{ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
فإنها معاذير لا تقبل، ولا تقابل ما يقرر به العبد ، فيقر به، كما قال
تعالى:
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
تفسير قوله تعالى: أولى لك فأولى
وفِعْلُ (صَدَّقَ) مُشْتَقٌّ مِنَ التَّصْدِيقِ، أيْ تَصْدِيقِ الرَّسُولِ ﷺ والقُرْآنِ وهو المُناسِبُ لِقَوْلِهِ (﴿ولَكِنْ كَذَّبَ﴾). والمَعْنى: فَلا آمَنَ بِما جاءَ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ. وبَعْضُ المُفَسِّرِينَ فَسَّرَ (صَدَّقَ) بِمَعْنى أعْطى الصَّدَقَةَ، وهو غَيْرُ جارٍ عَلى قِياسِ التَّصْرِيفِ إذْ حَقُّهُ أنْ يُقالَ: تَصَدَّقَ، عَلى أنَّهُ لا يُساعِدُ الِاسْتِدْراكَ في قَوْلِهِ (﴿ولَكِنْ كَذَّبَ﴾). وعُطِفَ (﴿ولا صَلّى﴾) عَلى نَفْيِ التَّصْدِيقِ تَشْوِيهًا لَهُ بِأنَّ حالَهُ مُبائِنُ لِأحْوالِ أهْلِ الإسْلامِ. والمَعْنى: فَلَمْ يُؤْمِن ولَمْ يُسْلِمْ. و(لا) نافِيَةٌ دَخَلَتْ عَلى الفِعْلِ الماضِي والأكْثَرُ في دُخُولِها عَلى الماضِي أنْ يُعْطَفَ عَلَيْها نَفْيٌ آخَرُ وذَلِكَ حِينَ يَقْصِدُ المُتَكَلِّمُ أمْرَيْنِ مِثْلَ ما هُنا وقَوْلِ زُهَيْرٍ:
؎فَلا هو أخْفاها ولَمْ يَتَقَدَّمْ
وهَذا مَعْنى قَوْلِ الكِسائِيِّ (لا) بِمَعْنى لَمْ ولَكِنَّهُ يُقْرَنُ بِغَيْرِهِ يَقُولُ العَرَبُ: لا عَبْدُ اللَّهِ خارِجٌ ولا فُلانٌ، ولا يَقُولُونَ: مَرَّرْتُ بِرَجُلٍ لا مُحْسِنٍ حَتّى يُقالَ: ولا مُجْمِلٍ اهـ.
ولكن ذكر اللسان والقاموس والتاج في «الفقرة» لغتين بسكون القاف مع كسر الفاء أو فتحها، فعلى اللغة الثانية يجوز قياسًا كذلك أن يقال: فَقَرات، وفَقْرات. وضبط الوسيط كلمة «فقرة» المفتوحة الفاء بفتح القاف كذلك: «فَقَرة»، ولم نعثر على هذا الضبط فيما تحت أيدينا من مراجع، فإذا صح هذا يصح الجمع «فَقَرات» كذلك. نَفَذَت الطبعة الأولى للكتاب الحكم: مرفوضة عند بعضهم السبب: لأنها لم ترد بهذا المعنى في المعاجم. المعنى: فنيت الصواب والرتبة: -نَفِدَتِ الطبعةُ الأولَى للكتابِ [فصيحة] التعليق:أوردت المعاجم الفعل «نَفِد» بمعنى: فني وذهب، كما في قوله تعالى: {مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} لقمان/27. أما الفعل «نَفَذَ» بالذال المنقوطة، فمعناه: مضى وجرى، أو اخترق.