• ماذا تردد عادة بينك وبين نفسك (بيت شعر، أغنية، مثل)؟ •• رمضان كريم.
محمد لطفي يكشف عن فيلمه في عيد الفطر &Quot;العنكبوت&Quot; - مجلة هافن
«مرت الأيام ودارت كما أكدت علينا أم كلثوم فى أغانيها التى يشغلها معتوق كل ليلة، وانشغل القدر بغيره فيما يبدو وترکه يعيش أياما عادية بلا أحداث، فلما طالت ناوشه معتوق ليلفت انتباهه مرة ثانية. ارتدى ملابسه بعدما أعد إفطارا خفيفا لزهرة والقط الأعور، أوصلها لمدرستها مع وعد بالعودة قبل الحصة الخامسة لاستكمال درس التاريخ، مضى فى طريقه باحثا عن آماله المفتقدة خارج حدود عزبة الوالدة بعدما حبس قلقه وحيدا بغرفته، لا يزال غریب أبوإسماعيل مختفيا لليوم الأربعين على التوالى، هاتف بيته لا يرد، شقته الصغيرة بأطراف عزبة الوالدة مغلقة، ولا يظهر على مقاهى وسط البلد». بيت شعر عن يوم المعلم. عطفا على ما ذكرنا فى السابق من أنه ليس عملا صحفيا أو توثيقيا، فإن خيال المؤلف وقدرته على نسج الشخصيات إلى درجة شديدة الواقعية، خلقت حالة من الانسجام التام بين القارئ وأبطال العمل من أعضاء «الجمعية السرية»، حيث ننطلق منهم لنرى صورة متكاملة تتجاوز الأفراد وتتخطى التفاعلات إلى اللحظية إلى التعبير عن أحوال بلد بأكمله وما يختزنه من سجالات تقع بين أفراد المجتمع فيه من أجل حياة تليق بتطلعاتهم وآمالهم وحقهم فى العيش. ♦ الجمعية السرية يمعن أبطال الرواية فى مطاردة أحلامهم، حتى وإن ورطهم ذلك فى عبور جسر الطموح إلى الجريمة بدافع إنسانى، وبعد ما ظن كل منهم أنه عضو بجمعية سرية لا يدرى الآخرون بأمرها، اكتشف أنه مجرد رقم فى طابور طويل ينتظر دوره ليقبض نصيبه، لكنه يدفع للآخرين فى الوقت ذاته بانتظام من سنين حياته وأيام عمره دون أن يدرى.
أسماء سعد نشر في: الجمعة 29 أبريل 2022 – 8:37 م | آخر تحديث: الجمعة 29 أبريل 2022 – 8:37 م نصوص حملت للقارئ «بطولة جماعية» على مدى ثلاثة عقود فى «عزبة الوالدة» «ذات صباح فى يوم عادى أشرقت شمس تميل للكسوف على أشخاص عاديين، لعبوا دور البطولة فى مسلسل حياتهم لأول مرة»، جاءت تلك الكلمات فى بداية رحلة «الجمعية السرية للمواطنين»، للكاتب المستشار أشرف العشماوى، ليطل علينا من خلال «لوحة سردية بديعة»، بها مزيج مثالى من الأبعاد الأدبية والإنسانية والسياسية والاجتماعية. على مدى صفحات الرواية الصارة عن الدار المصرية اللبنانية، فى 283 صفحة، من القطع المتوسط، يطلعنا العشماوى على تجربة قاسية تعرض لها أبطال العمل الذين ينتمون إلى منطقة شعبية تعج بالتفاصيل والتطورات، فى سياق زمنى يمتد لقرابة الثلاثة عقود، ومن خلالها نتلمس خيالا مشتعلا لكاتب يجيد التعبير عن همومه ورؤيته للواقع ونظرته للمستقبل المقترنة بقياسها وفقا لمعطيات الماضى، وما حمله من أحداث وتفاعلات سيكون لها صدى متواصل عبر الأجيال والأزمنة والعهود المختلفة. برهنت «الجمعية السرية للمواطنين» على امتلاك أشرف العشماوى، ميزة فريدة متمثلة فى إحداث حالة من التنوع وتعمد إحداث الدهشة للقارئ، لم يضع العشماوى نفسه فى «قالب نمطى» واحد، فما بين «سيدة الزمالك»، «صالة أورفانيللى»، وأحدث أعماله، سيتضح لنا إجادته فى تغيير معطيات معادلته الأدبية على الدوام، حيث الأحداث والشخصيات والسياقات الزمانية والمكانية، كلها تتعرض للتغير والتبدل والتطور.