وقد كتب بعض العلماء كتابات فيما يُسمى بالمبهمات في القرآن، وتتبعوا هذه الأشياء، وأتعبوا أنفسهم حتى إن بعضهم ذكر أنه بقي أربع عشرة سنة مثل عكرمة يبحث عمن خرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم أدركه الموت، من هو؟
فمثل هذا لا فائدة فيه، والعبرة في هذه الآيات هو ما وجه الله إليه هذه الأمة، فإن هذا الفساد الذي وقع، أو الإفساد الذي وقع من بني إسرائيل -مع أن الله اصطفاهم على عالم زمانهم- كان سبباً لتسليط عدوهم الكافر عليهم، وبطشه بهم، ووقع عليهم ما وقع من القتل الذريع والتشريد والسبي، وأخذ الأموال، إلى غير ذلك مما حل بساحتهم. لتفسدن في الأرض مرتين كامل. والشاهد هنا فيما يتصل بالحديث عن هذه الآية هو أن الكثير من المتحدثين في هذا العصر يقولون: الإفساد الأول قد مضى. والإفساد الثاني: هو ما يفعله الآن تلك العصابات من شُذاذ الآفاق الذين قد تجمعوا في فلسطين، وصاروا يفسدون في الأرض ويفعلون ما تعلمون. فالشاهد أنهم يقولون: هذا هو الإفساد الثاني لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ [الإسراء:4]، الأول مضى وسلط الله عليهم من سلط بُخْتنصر أو غير بُخْتنصر، والإفساد الثاني هو هذا، وهذا الكلام فيه نظر، كل من وقفت عليه من المحققين من المفسرين منهم من يُعرض عن تحديد هذا ويقول: لا فائدة فيه والله لم يُحدده، ويقولون: إنما ورد ذلك في الإسرائيليات.
- لتفسدن في الأرض مرتين مشاهدة
- لتفسدن في الأرض مرتين كامل
لتفسدن في الأرض مرتين مشاهدة
طريقة العرض:
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
لتفسدن في الأرض مرتين كامل
وقد اختلف المفسرون في العباد الذين أخبر الله تعالى أنه سيبعثهم لقتال بني إسرائيل في المرة الثانية، فقال بعضهم أفسدوا في المرة الأولى فأرسل الله عليهم جالوت، وأفسدوا في المرة الثانية فأرسل الله عليهم بختنصر، ثم قال تعالى: وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا أي إن عدتم إلى الإفساد عدنا إلى تسليط من يذلكم فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين، قال قتادة: فعادوا فبعث الله عليهم محمداً صلى الله عليه وسلم. ولمعرفة أقوال المفسرين في ذلك يمكن للسائل الرجوع إلى كتب التفسير، وإننا لنبشر الأخ الكريم والمسلمين جميعاً بأن النصر على اليهود قادم لا شك فيه وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. وللمزيد من الفائدة نحيل السائل إلى الفتوى رقم: 28825 والفتاوى المرتبطة بها. تفسير الشيخ الشعرواي لتفسدن في الارض مرتين - YouTube. والله أعلم.
"الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح" ( 6 / 416). ثالثاً:
وثمة أشياء تستحق التنبيه عليها جاءت في سؤال الأخ الفاضل ، ومنها:
1. قلتَ " وإن القرآن فيه كل شيء حتى حركاتنا وكلامنا " ، نقول: هذا غير صحيح ،
وإنما ذلك " اللوح المحفوظ " لا القرآن الكريم. وأما قوله تعالى: ( وَنَزَّلْنَا
عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى)
النحل/89 ، فقد قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيرها: "يَقُولُ:
نَزَّلَ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا الْقُرْآنَ بَيَانًا لِكُلِّ مَا بِالنَّاسِ
إِلَيْهِ الْحَاجَةُ مِنْ مَعْرِفَةِ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ ، وَالثَّوَابِ
وَالْعِقَابِ وَهُدًى مِنَ الضَّلاَلَةِ وَرَحْمَةً لِمَنْ صَدَّقَ بِهِ،
وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، فَأَحَلَّ
حَلاَلَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ. وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ يَقُولُ: وَبِشَارَةً
لِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَخَضَعَ لَهُ بِالتَّوْحِيدِ، وَأَذْعَنَ لَهُ
بِالطَّاعَةِ، يُبَشِّرُهُ بِجَزِيلِ ثَوَابِهِ فِي الآخِرَةِ، وَعَظِيمِ
كَرَامَتِهِ " انتهى من "تفسير الطبري" (14/333). تفسير قوله تعالى لتفسدن في الأرض مرتين - إسلام ويب - مركز الفتوى. 2.