عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «بينا رجل بطريق اشتد
عليه العطش
فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل
الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل
البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله:وإن لنا
في البهائم لأجراً. فقال:في كل ذات كبد رطبة أجر ».
في كل كبد رطبة أجر..........
ففي هذا الحديث رد بليغ على جمعيات الرفق بالحيوان الزاعمة بأن الإسلام ظلم الحيوان، وهذه الجمعيات تنشط عند قدوم عيد ماذا؟ الأضحى، وبخاصة في البلاد التي فيها أقليات إسلامية، والإسلام العظيم قد أعطى الحيوان حقوقه، ولو تأملت في النصوص الشرعية لوجدت أن تلك الجمعيات قد ظلمت الإنسان والحيوان سويا. أنفقت الأموال الطائلة على الحيوانات، وضيعت حقوق الإنسان، مساجد تهدم، وحيوانات تكرم، أطفال ييتمون، ونساء ترمل، ومدارس تهدم، وكلاب وقطط يعقد لها حفلات، ويعقد لها اجتماعات، بل أعجب ما قرأت وأستميحكم عذرا عن مصنع لعطر خاص للكلاب، فهنيئا للكلاب بالكلاب، وعزاء لك أيتها العقول، كنت في دولة أوروبية، كنت أعبر الشارع كان ورائي امرأة تقود كلبا بسلسلة، ومع الكلب صبي يمشي وراءه، المهم بعد ما عبرت الشارع سمعت صوت كوابح سيارة، فالتفت فإذا بالمرأة تتكلم بشدة على سائق السيارة، أنا لا أفهم تلك اللغة، فسألت المترجم، فقال: تقول له سأقيم عليك دعوى في المحكمة؛ لأنك عرضت حياة كلبي للموت. قلت: والطفل؟ قال: لم تذكر طفلها في الكلام.
وبدوره يعمل الألبومين على المحافظة على الضغط الأسموزي, الذي يعمل على بقاء السائل ضمن مجرى الدم بدلا من احتباسه في الأنسجة. وانخفاض مستوى هذا البروتين يؤدي الى عدم السيطرة على توازن الماء وبالتالي انتقاله من خارج الخلية الى داخلها مما يعني احتباس الماء في الخلية, هذا الاحتباس يؤدي في النهاية الى موت الخلية..!! وهذا مؤشر على وجود خلل في وظائف الكبد وعدم قدرته على تصنيع بروتين الألبومين..! من ناحية أخرى.. يعتمد مستوى بروتين الألبومين على مدى رطوبة الجسم, فالشخص الذي يعاني من نقص الماء (الجفاف) تقل نسبة الألبومين في دمه, وترتفع بعد معالجة حالة الجفاف. وهذا يؤكد على مدى حساسية مستوى هذا البروتين للتغيرات التي تحدث في رطوبة الجسم أو جفافه..! في كل كبد رطبة أجر معنى. وفي قوله عليه الصلاة والسلام "كَبِد رطبة… " كِنايةٌ عن الحياة, والكِناية أن تُطْلِقَ اللفظَ وتريد لازمَه. ومثال ذلك قولهم "فلان كثيرُ الرَّمادِ"، أي هو كريم. فلازم هذا المعنى، هو كثرةُ إِيقاد النار لكَثْرَة ما يُطْبَخُ عليها لكثرة الآكلين، وذلك دليلُ الجُودِ والكَرَم، فيكون الموصوف بالكرم رمادهُ كثيراً. وكذلك المقصود بالرُّطُوبة هنا لازمُ الرُّطوبةِ وهو الحياة.
“في كل كبدٍ رطبة أجر” البيئة تطلق مبادرة سقيا الطيور الثانية | شاهد الآن
وفي الحديث أيضا: " السعي في عمل الخير مع كل أحد " التقرب إلى الله في عمل الخير، تقدم قبل قليل أن إماطتك الأذى صدقة، هنا مخلوق له كبد رطبة، روح، كلب تؤجر عليه، فمن باب أولى أن لا يسترخص الإنسان عملا فيه شيء من الخير، هنا صدقت نية الرجل، وأعطى الكلب لذاته، يعني لم يره أحد ولم ينتظر أجرا، بل أعطاه لأنه شعر أن الكلب قد بلغ منه العطش والألم كما بلغ به، فكان عاقبة أمره خيرا، وعاقبة أمره أجرا عظيما. في كل ذات كبد رطبة أجر | موقع البطاقة الدعوي. وفيه أن شكر الله تعالى يكون بالقول والفعل، وحتى تكون الفائدة كاملة، قالوا: شكر الله -جل وعلا- على أربعة أقسام: بالقول باللسان، وبالقلب، وبالجوارح، وبالنعمة ذاتها. فباللسان يلهج لسانك بشكر الله تعالى، وبالقلب أن تعتقد أن كل ما تيسر لك من النعم فهو من فضل الله ورحمته، وبالجوارح أن تسخر جوارحك في طاعة الله وأن تكفها عن معصية الله، فهذا شكر لله بنعمة الجوارح، وبالنعمة ذاتها آتاك الله مالا أنفق في طاعة الله، آتاك الله علما علم الناس كما علمك الله، وفي قول الصحابة: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا، فيه حرص الصحابة على جميع سبل الخير. ومن ذلك أن على داعي الخير أن يحرص على كل سبيل يحصل به خيرا، وأن لا يسترخص شيئا من ذلك، وفي الحديث الرد على جمعيات الرفق بالحيوان، وطالب العلم ينبغي أن يكون على بينة فيما يُرمى به الإسلام من الشبهات والتضليل، وبخاصة أن كثيرا من ضعفاء النفوس من المسلمين ينساق وراء هذه الشبهات جهلا أو مرضا، مرضا قلبيا.
فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلبُ من العطش مثل الذي كان بلغ مني ، ويحتمل أن يكون: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطش، يعني: العطش هو الذي بلغ منه، العطش هو الفاعل. يقول: فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رَقِي فسقى الكلب، فشكر اللهُ له فغفر له ، وفي بعض الروايات: أنه سقاه حتى ارتوى -حتى ذهب عنه العطش، فشكر اللهَ له ، إذا ضُبطت هكذا يكون الذي صدر منه الشكر هو هذا الكلب، والله يجعل لهذه البهائم من الإدراكات ما لا يخفى، وقد يكون بالحال، والمشهور "فشكر اللهُ له"، أي: أن الله -تبارك وتعالى- شكور لعباده، أي: أنه يجزي بالإحسان إحسانًا، ويوفي عمل العاملين، ويضاعف ذلك، فهذا من شكره -تبارك وتعالى- للعبد.
في كل ذات كبد رطبة أجر | موقع البطاقة الدعوي
وكم من عمل كبير أصبح بالغفلة صغيرًا! «شرح رياض الصالحين» (2 /171 - 174)
مسألة: أعمال المشركين الخيرية في الدنيا:
لا شك أن هذا الحديث وما فيه من مغفرة لذنب من أحسن إلى حيوان يتعلق بالمسلمين،
والرجل ممن كان قبلنا وكذلك المرأة الذين سقوا الكلب الذي يأكل الثرى من العطش إنما
كانوا مسلمين من أتباع الأنبياء السابقين. فإن الله تعالى يغفر ذنب من عصاه من
المسلمين، فأما الكافر فلا يغفر الله له ما دام على شركه، إلا أن يتوب من الشرك فإن
الله يغفر له الذنوب جميعاً، ولهذا فإن الكافر والمشرك لو عمل أعمالاً خيرية لن
يقبلها الله منه ما دام على شركه وكفره، كما قال تعالى:
{ قُلْ
هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا *
أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} (103-105)
سورة الكهف. وقال الله تعالى في ذلك: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن
يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ
فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (48) سورة النساء. في كل ذات كبد رطبة أجر. فلا يجوز الاستدلال بهذا على ما يفعله الكفار اليوم من الجمعيات الخيرية والهيئات
الإغاثية على أن الله راض عنهم، وأن الله يتقبل منهم، بل هي أعمال يجعلها الله هباء
منثوراً، وهي إنما تنفعهم في الدنيا من حيث مدح الناس وثنائهم أو مكافآت يحصلون
عليها نتيجة لتلك الأعمال، فأما الأجر والثواب من الله تعالى في الآخرة فليس إلا
لمن كان مسلماً، بدليل قوله تعالى عن الكفار: { وَقَدِمْنَا
إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} (23) سورة
الفرقان ، فأثبت لهم وجود العمل في الدنيا والجهد فيها، لكن بغير الإسلام والإيمان
يصبح ذلك العمل هباء منثوراً.. وقد دلت الآيات والأحاديث الكثيرة على ذلك.