[٢]
البدء بحمد الله والثناء عليه
إنّ من آداب الدّعاء ليكون دعاء المسلم أقرب للإجابة ويحصل له منه أكبر أجر وفائدة أعظم أن يبدأ الدّعاء بحمد الله -تعالى- والثناء عليه ، وأن يتخيّر لذلك أفضل ما يحسنه من الألفاظ التي تليق بالله -جلّ جلاله- ويتخيّر أنبل الصّفات وأكرمها، فهو يخاطب ملك الملوك، وأن يختم دعاءه بالثناء والحمد. [٣]
والدّليل على استحباب ذلك: عن فضالة بن عبيد -رضيَ الله عنه- قال: (سمعَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- رجُلًا يدعو في صَلاتهِ، ولم يحمَدِ اللهَ، ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ-، فقالَ: عجِلَ هذا، ثمَّ دعاهُ، فقالَ: إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ ربِّهِ والثَّناءِ علَيهِ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاءَ). [٤] [٣]
الصلاة على النبي
إنّ الصلاة على النبيّ من الآداب التي يحسن بالداعي مراعاتها عند شروعه بالدعاء، وذلك لأنّ الصّلاة على النبيّ تجعل الدعاء أدعى للقبول، وينال العبد بها أجر الصّلاة على النبيّ، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً؛ صلَّى اللهُ عليه عشرَ صلواتٍ، وحطَّ عنه بها عشرَ سيئاتٍ، ورفعَه بها عشرَ درجاتٍ)، [٥] [٦] وللصّلاة على النبيّ أثناء الدّعاء ثلاثة مواضع؛ وهي: [٦]
أن يُصلّي على النبيّ قبل الدّعاء وبعد الحمد والثناء.
- آداب الدعاء - موقع مقالات إسلام ويب
آداب الدعاء - موقع مقالات إسلام ويب
قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2765 ، 2767). 5. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني في "الأوسط" (1/220) ، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (4399). 6.
وروى ابن خزيمة في التوحيد عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزلُ اللهُ تبارك وتعالَى إلى سماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ فيقولُ: هل من داعٍ فأستجيبَ له ؟ هل من سائلٍ فأُعطيَه ؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ ". وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ". (الترمذي وغيره وصححه الألباني). 2- في السجود:
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِن (أي جدير) أن يستجاب لكم ". (مسلم). 3- أن يبيت طاهرا على ذكر فيتعار من الليل فيدعو:
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعار من الليل(أي يتقلب ويستيقظ) فيسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه " (أحمد وغيره). 4- عند الأذان:
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء " (صححه الألباني في صحيح الجامع). وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا نودي بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء " (صححه الألباني).