— عز الملك محمد بن عبيد الله المسُبَحِّي، الأديب والشاعر الذي عاش بمصر بين عامي 366 و 420 هجري، (977-1029 م). كتاب أصيلة ونسخ عنها:-
تولى مجموعة من
العلماء والعارفين إدارة دار الحكمة في القاهرة، ومن أبرزهم الشيرازي الذي ألّف
ثمانية مجلدات عرض فيها للدعوة الفاطمية وأفكارها واجتهاداتها، ويعتقد عدد كبير من
المؤرخين أن الهدف الأساسي من بناء الدار هو التعريف بالمذهب الإسماعيلي الفاطمي
وجذب المريدين اليه. احتوت خزائن
مكتبة دار الحكمة على نسخ متعددة لبعض الكتب المهمة، ومنها أكثر من ألف نسخة من
كتاب "تاريخ الطبري" إحداها نسخة بخط الطبري نفسه، كما وجِد بالدار ما
يقارب المئة نسخة من كتاب "الجمهرة" لابن دريد وثلاثين نسخة من كتاب
"العين" للخليل بن أحد الفراهيدي منها نسخة بخط يده. الفراهيدي.. العلم في علم العروض
كانت ظاهرة تعدد
النسخ من نفس الكتاب من الظواهر التي عانى منها الدار، وهذا ما دفع الحاكم بأمر الله
لتوزيعها وإجراء مسابقة لاقتنائها. على الرغم من أن
مكتبة دار الحكمة في القاهرة كانت مفتوحة للجميع، بيد أنها احتوت على خزانة داخلية
تقع تحت الإشراف المباشر لقصر الخليفة الفاطمي، وقد كان الاطلاع على محتويات هذه
الخزانة محظوراً على العامة ولا يسمح به إلا للمقربين جداً من الحاكم بأمر الله أو
لمن يحصل على إذن خاص بذلك.
دار الحكمة - المعرفة
[٣] عندما كثرت هذه الكتب والمخطوطات المترجمة والمؤلفة، وضاق عليها قصر الخليفة العباسي على سعته قام الخليفة العباسي هارون الرَّشيد بإخراج تلك الكتب والمخطوطات من خزائن القصر لتكون مكتبة عامة مفتوحة الأبواب للدارسين وطلاب العلم، فأسس دار رحبة فخمة أسماها دار بيت الحكمة تقديراً لجلال رسالتها، فكانت مهمتها الأولى الملازمة كما يقول ابن النَّديم. [٤] ثمَّ تطورت في عهد خلافة ابنه المأمون، وأصبحت مؤسسة علميَّة من الطِّراز الأول، فصار فيها أماكن للدرس وأماكن لخزن الكتب وأماكن مخصصة لنقلها وأماكن للتأليف، يُضاف إلى ذلك المرصد الفلكي الَّذي كان موجوداً فيها وساهم في تأليف عدد من كتب الفلك في ذلك العصر. [٤]
أهمُّ المشرفين والعاملين في مكتبة بيت الحكمة
جعل الخليفة العباسي هارون الرّشيد يوحنا بن ماسويه مشرفاً عاماً على ترجمة الكتب، أما ابنه المأمون فقد جعل الوزير سهل بن هارون مشرفاً على دار الحكمة لما كان لها من أهمية في نظره ونظر الدَّولة الإسلاميَّة جمعاء. [٥] في عهد الخليفة العباسي المأمون تمَّ التَّوسع بالتَّرجمة لتتعدى الثَّقافة الفارسيَّة وتصل إلى الثَّقافة الإغريقيَّة، فقد بعث المأمون وفداً إلى ليو الأرمني لجمع الكتب الإغريقية لكي يطلع عليها، وقد تولى كلٌّ من حنين بن إسحاق الَّذي درس اليونانيَّة في الإسكندرية والعربيَّة على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويعقوب الكندي مهمة ترجمة الكتب من الإغريقية إلى العربيَّة.
دار الحكمة
اندثار دار الحكمة في القاهرة: –
تأثر دار
الحكمة بضعف الدولة الفاطمية، فبعد أن كان
مركزاً ثقافياً ومكاناً لجذب المريدين للمذهب الفاطمي؛ فقد تعرض للسلب والنهب
والضياع في عام 461هـ الموافق لسنة 1068م
، وذلك نتيجة للخلاف الذي نشب في مصر بين الأتراك والجنود السودانيين، وقد أحرقت
بعض محتوياته من بعض العابثين. كما كان لانتشار
الطاعون والأوبئة أثر تدميري على المكتبة التي لم يبق منها سوى ما يقارب مائة ألف
كتاب. بعد نهاية الدولة
الفاطمية ودخول صلاح الدين الأيوبي الى القاهرة في عام 1171م؛ أبقى على دار الحكمة
لكنه قضى على مهمة الدار في نشر المذهب الفاطمي، لتعود المكتبة وتتأثر في عامي
1348و1349م بتعرض القاهرة للمجاعة والقحط، ما أجبر بعض الأشخاص على مقايضة مجلدات
هامة برغيف من الخبز. رسم تقريبي لصلاح الدين الأيوبي يعود للقرن التاسع عشر
وبعد دخول
العثمانيين لمصر في عام 1517م؛ نقل الأتراك الكتب المتبقية إلى إسطنبول للحفاظ
عليها. وبذلك اندثرت مكتبة
دار الحكمة في القاهرة والتي كانت إحدى أهم المراكز الثقافية في العالم الوسيط،
وساهمت بنشر العلم وحفظ المخطوطات النادرة. المصادر: –
ظهر الإسلام، أحمد أمين.
[١١]
المراجع ↑ "مكتبة بيت الحكمة أعظم مكتبات العصور الوسطى" ، عالم المعرفة ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف. ↑ خضر احمد عطا الله، بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 42. بتصرّف. ↑ خضر أحمد عطا الله، بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 28. بتصرّف. ^ أ ب خضر أحمد عطا الله، بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 29. بتصرّف. ↑ خضر أحمد عطا الله، بيت الحمكة في عصر العباسيين ، صفحة 60. بتصرّف. ↑ خضر أحمد عطا الله، بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 62. بتصرّف. ↑ خضر أحمد عطا الله، مكتبة بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 66. بتصرّف. ^ أ ب خضر أحمد عطا الله، بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 154. بتصرّف. ^ أ ب خضر أحمد عطا الله، بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 99. بتصرّف. ↑ خضر أحمد عطا الله، بيت الحكمة في عصر العباسيين ، صفحة 122. بتصرّف. ^ أ ب شحادة بشير (13/09/2020)، "ما الَّذي فقدناه بخراب مكتبة بيت الحكمة" ، تاريخكم ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.