جدير بالذكر أن المسلسل مأخوذ عن رواية تركية بعنوان "القرن العظيم"، ثم ترجمت إلى العربية بـ"حريم السلطان" للكاتبة ميرال أوكاي، وهي ليست مؤرّخة ولا علاقة لها بالتاريخ، وقد تبنّت ميرال وجهة نظر سلبية تجاه روكسلانا أو هويام فأظهرتها بمظهر المتآمرة الطامحة، وهي الصورة التي أيّدها بعض المؤرخين وعارضها آخرون. ويرى بعض النقاد أن ميرال أوكاي قد أنتجت هذا المسلسل لا من وجهة نظر تركيّ يعتز بتاريخه وأمجاده بل من وجهة نظر استشراقية، ثم قدّمت رأيها هذا لملايين المشاهدين من الأتراك والعرب وهي تزعم أنها تكشف الغطاء عن حقائق تاريخية كانت مستورة، ونجد أن الكاتبة اعتمدت على ما كتبه المستشرقون والغربيون الذين كانوا يتربصون بالدولة الدوائر ويبحثون لها عن كل فرصة للنيل منها والإيقاع بها. وعن مصادرها التاريخية قال البعض، إنها لم تجد سوى دنيز أسَمانْلي وأورخان أفينجو العلمانيّيْن المغموريْن ليكونَا مُستشاريْن لها في هذا العمل التلفزيوني الخطير. مسلسل حريم السلطان ج 1 حلقة 55 والاخيرة تركى مدبلج - video Dailymotion. فلماذا لم تستعن بأساتذة مرموقين عالميا مثل خليل إينالجيك، ومباهات كوتوك أوغلو، وإدريس بوسطان، وإلبار أرطايلي، وفريدون أمجان وغيرهم. اختلاف حول شخصية روكسلانا
روكسلانا أو هويام كما كانت في المسلسل، جسّدت شخصيتها مريم أوزلي، التي ولدت لأب تركي وأم ألمانية، وقد نالت جائزة "إسماعيل جيم" كأفضل ممثلة عن هذا الدور.
مسلسل حريم السلطان ج 1 حلقة 55 والاخيرة تركى مدبلج - Video Dailymotion
مسلسل "حريم السلطان" التركي وتعديه على سليمان القانوني
إذا كانت الدراما التاريخية تُستغل للتوعية وإيضاح نقاط أغفلها التاريخ، فمن الممكن أن تُستغل عكس ذلك، فتقوم بتشويه وتزييف أحداث تاريخية لا يعرف عنها الكثيرون، لاسيما أن الدراما دائما ما تخاطب الشخص العادي، معتمدة على قلة الثقافة التاريخية لديه. مسلسل حريم السلطان أو (القرن العظيم) هو خير دليل على تزييف التاريخ وبلورة الأحداث على غير ما كانت عليه، مستغلّة بذلك عدم معرفة الكثيرين تاريخ الدولة العثمانية. قدّم المسلسل صورة متخيّلة لحياة الخليفة السلطان العثماني سليمان القانوني حسب رواية" ميرال أوكاي"، التي تناولت حياته مع نسائه. وقد ركّزت على تصوير درامي لعلاقته الغرامية مع الجارية روكسلانا أو هوريم التي تزوجها مخالفا التقاليد العثمانية، وتمّت دبلجة هذا المسلسل بشكل كامل إلى اللهجة العربية السورية. المسلسل حقّق نسب مشاهدة عالية جدا بلغت 400 مليون مشاهدة، وتم بيع المسلسل لـ40 دولة، وذلك بحسب منتج المسلسل "تيمور ساوجي"، وهو من بطولة خالد ارغنش، ومريم أوزيرلي و نور فتاح اوغلو، ومن إخراج الأخوين تيلان. قوبل المسلسل بانتقادات واسعة، حيث تلقى أكثر من 75 ألف شكوى أُرسلت للمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي، بسبب ما وصف بأنه "تلاعب بالحقائق التاريخية" و70 ألف شكوى لإيقاف المسلسل الأضخم في تاريخ الدراما التركية.
حكم المسلمين قرابة ثمانٍ وأربعين سنة، وامتدت دولة الخلافة الإسلامية في عهده على ثلاث قارات، وأصبحت القوة العظمى في العالم بأسره بلا منازع، فقد امتلك الدولة أعتى الجيوش والأسلحة وصارت صاحبة السيادة في البحار والمحيطات. يقول عنه المؤرخ الألماني هالمر "كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه" ويقول المؤرّخ الإنجليزي هارولد "إن يوم موته كان من أيام أعياد النصارى. " أجرى السلطان سليمان تعديلات إدارية فى إدارة الدولة الاسلامية وشؤون أفرادها من مختلف الديانات والجنسيات والأعراق والأقليات, فجلب السلطان سليمان العلماء الربانيين وجلس معهم ووضع قوانين إدارية مستمدة من الشريعة الإسلامية. وكان من أهم أعمال السلطان سليمان الإدارية أنه وضع قانون الدولة العثمانية المسمى "قانون سليمان نامه" أي "قانون السلطان سليمان"، وكان الذي شاركه في وضع تلك القوانين من القرآن والسنة هو العالم الجليل أبو السعود أفندي المفسر الكبير وصاحب التفسير العظيم "إرشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم" المشهور بـ "تفسير أبى السعود". وبعد وضع تلك القوانين الإدارية التى تحكم الدولة الاسلامية, أخذ السلطان سليمان بتطبيقها بكل عدل ومساواة وبكل حزم، ومن هنا جاءت تسمية السلطان سليمان الأول بـ"القانوني"، ليس لأنه من وضع القوانين, بل لتطبيقه تلك القوانين بكل صرامة لا يفرّق بين كبير أو صغير و لا بين عامة أو خاصة.