يا قوم، اقبلوا ما عرض فإني لكم ناصح، مع أني أخاف
ألا تنصروا عليه! رجلٌ أتى هذا البيت معظماً له، معه الهدي ينحره وينصرف. ). إسلام عروة بن مسعود ووفاته قال
ابن إسحاق: لما انصرف رسول الله من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن
معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأل رسول الله أن يرجع إلى
قومه بالإسلام، فقال له رسول الله: "إن فعلت فإنهم قاتلوك". فقال له عروة:
يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم، وكان فيهم محببًا مطاعًا، فخرج
يدعو قومه إلى الإسلام فأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، ولكنهم
غضبوا منه وسبوه، وأسمعوه ما يكره، وفي فجر اليوم التالي صعد عروة فوق سطح
غرفة له وأذن للصلاة، فخرجت إليه ثقيف، ورموه بالنبل من كل اتجاه، فأصابه
سهم فوقع على الأرض، فحمله أهله إلى داره، وهناك قيل لعروة: ما ترى في
دَمِكَ؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس في إلا
ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني
معهم، فدفنوه معهم. فلما علم بما حدث لعروة قال: (مَثَلُ عروة في قومه
مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه)، وقال: (عُرض عليَّ الأنبياء،
فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم فإذا
أقرب مَنْ رأيت به شبهًا عروة بن مسعود).
Books عروة بن مسعود الثقفي - Noor Library
فغضب أبو بكر الصديق وقال: امصص بظر اللات، أنحن نفر عنه؟ [2] فقال عروة: أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك! وكان عروة بن مسعود قد استعان في حمل ديةٍ، فأعانه الرجل بالفريضتين والثلاث وأعانه أبو بكر بعشر فرائض، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود. فطفق عروة وهو يكلم رسول الله يمس لحيته - والمغيرة قائمٌ على رأس رسول الله بالسيف، على وجهه المغفر - فطفق المغيرة كلما مس لحية رسول الله قرع يده ويقول: اكفف يدك عن مس لحية رسول الله قبل ألا تصل إليك! فلما أكثر عليه غضب عروة فقال: ليت شعري من أنت يا محمد من هذا الذي أرى من بين أصحابك؟ فقال رسول الله: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة. قال: وأنت بذلك يا غدر؟ والله ما غسلت عنك عذرتك إلا بعلابط أمس! لقد أورثتنا العداوة من ثقيف إلى آخر الدهر!.
عروة (توضيح) - ويكيبيديا
وما تكرهون أن تسمعوا من بديل وأصحابه؟ فإن أعجبكم أمرٌ قبلتموه، وإن كرهتم شيئاً تركتموه؛ لا يفلح قومٌ فعلوا هذا أبداً! وقال رجالٌ من ذوي رأيهم وأشرافهم، صفوان ابن أمية والحارث بن هشام: أخبرونا بالذي رأيتم والذي سمعتم. فأخبروهم بمقالة النبي التي قال، وما عرض على قريشٍ من المدة، فقال عروة: يا معشر قريش تتهمونني؟ ألست الوالد وأنا الولد؟ وقد استنفرت أهل عكاظ لنصركم، فلما بلحوا علي نفرت إليكم بنفسي وولدي ومن أطاعني! فقالوا: قد فعلت! فقال: وإني ناصحٌ لكم شفيقٌ عليكم، لا أدخر عنكم نصحاً، وإن بديلاً قد جاءكم بخطة رشدٍ لا يردها أحد أبداً إلا أخذ شراً منها، فاقبلوها منه وابعثوني حتى آتيكم بمصداقها من عنده، وأنظر إلى من معه وأكون لكم عيناً آتيكم بخبره. فبعثته قريشٌ إلى رسول الله، وأقبل عروة بن مسعود حتى أناخ راحلته عند رسول الله، ثم أقبل حتى جاءه، ثم قال: يا محمد، إني تركت قومك، كعب بن لؤي وعامر بن لؤي على أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل، قد استنفروا لك أحابيشهم ومن أطاعهم، وهم يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت حتى تجتاحهم. وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين، أن تجتاح قومك، ولم نسمع برجلٍ اجتاح أصله قبلك؛ أو بين أن يخذلك من نرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم.
هذه صفحة توضيح تحتوي قائمةً بصفحات مُتعلّقة بعنوان عروة. إذا وصلت لهذه الصفحة عبر وصلةٍ داخليّةٍ ، فضلًا غيّر تلك الوصلة لتقود مباشرةً إلى المقالة المعنيّة.