فليس القصد من السؤال هنا: الاستعلام عن حال العباد ، كما هو مقرر معلوم ، وكما في
الحديث نفسه (وهو أعلم بهم) ، وإنما الحكمة من ذلك: بيان شرف هؤلاء العباد ،
والتنويه بعظيم شأنهم ، والإشادة بفضلهم عند الملائكة. ومن مقاصد السؤال ، ما قد يكون عكس ذلك ، والسائل يعلم ـ يقينا ـ أن المسؤول لا
يجيبه.
- لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
- لمن الملك اليوم صورة
- لمن الملك اليوم الشيخ صديق المنشاوي
- لمن الملك اليوم بصوت
- لمن الملك اليوم لله رب العالمين
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
وفي صحيح البخاري (3976) قَالَ قَتَادَةُ: " أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى
أَسْمَعَهُمْ، قَوْلَهُ ، تَوْبِيخًا ، وَتَصْغِيرًا ، وَنَقِيمَةً ، وَحَسْرَةً ،
وَنَدَمًا ". فقد بين قتادة رحمه الله مقاصد مثل هذا السؤال ، وإسماع هذا الكلام للكفار ، وليس
في شيء منها أنه طلب خبرهم حقيقة ، ولا أنه أراد منهم أن يخبروه بشيء كان يجهله ،
صلى الله عليه وسلم. لمن الملك اليوم لله رب العالمين. وهذا أمر شائع في لسان العرب ، دائر في أشعارهم ، أن يسأل الشاعر الأطلال ، ومنازل
الأحباب ، أو يحدث ناقته وجمله ، أو يأتي القبور فيناديها ويسألها ، أو نحو ذلك ،
مما هو شائع معروف ، لا ينكره من له أدنى معرفة بلسان العرب وأشعارها. وحينئذ ، يقال هنا:
ليس في شيء من ظاهر الكلام ، ولا فحواه أن الله جل جلاله أراد أن ينطق الخلائق
بجواب سؤاله ، ولا أنه طلب منهم أن ينطقوا بشيء من ذلك أصلا ؛ وإنما هذا مقام إظهار
كبريائه وعظمته ، وأن من كان ينازعه الملك في الدنيا ، بقوله ودعاواه وأكاذيبه ، لا
يملك ـ في ذلك اليوم العسير ـ شيئا من أمره ، ولو بمجرد القول والدعوى باللسان ،
ولا يقوى أن يتقدم بين يدي رب العالمين بقول ، ولا فعل.
لمن الملك اليوم صورة
{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} أي: من هو المالك لذلك اليوم العظيم الجامع للأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض، الذي انقطعت فيه الشركة في الملك، وتقطعت الأسباب، ولم يبق إلا الأعمال الصالحة أو السيئة؟
لله ملك السموات والأرض الملك المطلق الكامل الذي لا يعتريه نقص مهما بلغ ملك العبد في الدنيا واتسع فهو مفتقر إلى الله حتى في تصريف شربة الماء التي يشربها. لمن الملك اليوم عبد الباسط. العبد متصف بصفات متلازمة هي الفناء والفقر والضعف, فمهما طال عمره سيموت ومهما بلغ غناه وملكه فهو فقير إلى الله لا يتحرك ولا يقوم إلا بإذن الله وقيوميته, ومهما بلغت قوته فهو ضعيف لن يخرق الأرض مهما فعل ولن يبلغ طول الجبال. ويوم القيامة يزول كل غرور وتنزع الممالك الموهومة من مالكيها ويبقى ملك الله الكامل الأبدي الذي لا يزول, وتبقى مواقف الإنسان التي سجلها له الله في حياته الدنيا شاهدة على ما ينضوي عليه القلب وما صدقه العمل ويبقى الافتقار إلى الله بتوحيده الخالص والتوكل عليه والانقياد والتسليم المطلق لأمره هو أجل الأعمال وأزكاها, وبها يبلغ صاحبها مراتب الصديقين. قال الإمام ابن كثير في التفسير: قال الضحاك عن ابن عباس: { مالك يوم الدين} يقول: لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما ، كملكهم في الدنيا.
لمن الملك اليوم الشيخ صديق المنشاوي
الودود
هو المحب لعباده ، والمحبوب في قلوب اوليائه. المجيد
هو البالغ النهاية في المجد ، الكثير الاحسان الجزيل العطاء العظيم البر. الباعث
هو باعث الخلق يوم القيامة ، وباعث رسله الى العباد ، وباعث المعونة الى العبد. الشهيد
هو الحاضر الذي لا يغيب عنه شيء ، فهو المطلع على كل شيء مشاهد له عليم بتفاصيله. الحق
هو الذي يحق الحق بكلماته ويؤيد اولياءه فهو المستحق للعبادة. الوكيل
هو الكفيل بالخلق القائم بامورهم فمن توكل عليه تولاه وكفاه ، ومن استغنى به اغناه وارضاه. القوي
هو صاحب القدرة التامه البالغة الكمال غالب لا يغلب فقوته فوق كل قوة. المتين
هو الشديد الذي لا يحتاج في امضاء حكمه الى جند او مدد ولا الى معين. الولي
هو المحب الناصر لمن اطاعه ، ينصر اولياءه ، ويقهر اعداءه ، والمتولي الامور الخلائق ويحفظهم. الحميد
هو المستحق للحمد والثناء ، الذي لا يحمد على مكروه سواه. المحصي
هو الذي احصى كل شيء بعلمه ، فلا يفوته منها دقيق ولا جليل. المبدىء
هو الذ انشأ الاشياء واخترعها ابتداء من غير سابق مثال. إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة غافر - تفسير قوله تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار- الجزء رقم13. المعيد
هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة الى الممات في الدنيا ، وبعد الممات الى الحياة يوم القيامة. المحيي
هو خالق الحياة ومعطيها لمن شاء ، يحيي الخلق من العدم ثم يحييهم بعد الموت.
لمن الملك اليوم بصوت
الخافض الرافع
هو الذي يخفّض الاذلال لكل من طغى وتجبر وخرج على شريعته وتمرد ، وهو الذي يرفع عباده المؤمنين بالطاعات وهو رافع السماوات. المعز المذل
هو الذي يهب القوة والغلبة والشده لمن شاء فيعزه ، وينزعها عمن يشاء فيذله. السميع
هو الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع البصير. البصير
هو الذي يرى الاشياء كلها ظاهرها وباطنها وهو المحيط بكل المبصرات. الحكم
هو الذي يفصل بين مخلوقاته بما شاء ويفصل بين الحق والباطل لا راد لقضائه ولا معق لحكمه. العدل
هو الذي حرم الظلم على نفسه ، وجعله على عباده محرما ، فهو المنزه عن الظلم والجور في احكامه وافعاله الذي يعطي كل ذي حق حقه
اللطيف
هو البر الرفيق بعباده ، يرزق وييسر ويحسن اليهم ، ويرفق بهم ويتفضل عليهم. الخبير
هو العليم بدقائق الامور ، لا تخفى عليه خافية ، ولا يغيب عن علمه شيء فهو العالم بما كانم ويكون. الحليم
هو الصبور الذي يمهل ولا يهمل ، ويستر الذنوب ، وياخر العقوبة ، فيرزق العاصي كما يرزق المطيع. حديث نفس - لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ | منتدى الرؤى المبشرة. العظيم
هو الذي ليس لعظمته بداية ولا لجلاله نهاية ، وليس كمثله شيء. الغفور
هو الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم. الشكور
هو الذي يزكو عنده القليل من اعمال العباد ، فيضاعف لهم الجزاء ، وشكره لعباده: مغفرته لهم.
لمن الملك اليوم لله رب العالمين
الخالق
هو الفاطر المبدع لكل شيء ، والمقدر له والموجد للاشياء من العدم ، فهو خالق كل صانع وصنعته. البارىء
هو الذي خلق الخلق بقدرته لا عن مثال سابق ، القادر على ابراز ما قدره الى الوجود. المصور
هو الذي صور جميع الموجودات ، ورتبها فاعطى كل شيئ منها صورة خاصة ، وهيئة منفردة ، يتميز بها على اختلافها وكثرتها. الغفار
هو وحده الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب في الدنيا والاخرة. القهار
هو الغالب الذي قهر خلقه بسلطانه وقدرته ، وصرفهم على ما اراد طوعا وكرها ، وخضع لجلاله كل شيء. لمن الملك اليوم. الوهاب
هو المنعم على العباد ، الذي يهب بغير عوض ويعطي الحاجة بغير سؤال ، كثير النعم ، دائم العطاء. الرزاق
هو الذي خلق الارزاق واعطى كل الخلائق ارزاقها ، ويمد كل كائن لما يحتاجه ، ويحفظ عليه حياته ويصلحه. الفتاح
هو الذي يفتح مغلق الامور ، ويسهل العسير ، وبيده مفاتيح السماوات والارض. العليم
هو الذي يعلم تفاصيل الامور ، ودقائق الاشياء وخفايا الضمائر ، والنفوس ، لا يغرب عن ملكه مثقال ذرة ، فعلمه يحيط بجميع الاشياء
القابض الباسط
هو الذي يقبض الرزق عمن يشاء من الخلق بعدله ، والذي يوسع الرزق لمن يشاء من عباده بجوده ورحمته فهو سبحانه القابض الباسط.
لذلك لم يكن غريبا أن يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما سألوه عن القرآن الكريم فقال: فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وهو الفصل ليس بالهزل وهو الذكر الحكيم وهو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله هو الذى لا تلتبس به الألسن ولاتزيع به العقول ولايخلق على كثرة الرد ولايشبع منه العلماء ولا تنقضى عجائبه. فهل هناك من يسأل أمس واليوم وغدا الى ما شاء الله:
− لمن المُلك اليوم؟!