الحنفيّة: قال أبو حنيفة أيضًا بإسقاط السّجدة الواردة في سورة الحج وذهب إلى ما قاله الإمام مالك. ولكن في الرّد على قول مالك بخصوزص سجدان المفصل من القرآن بأنّها منسوخة، فيكون الرّد بأنّ حديث ابن عباس ضعيف، كما أنّ أبو هريرة سجد مع النّبي -عليه السّلام- هذه السّجدات، ومن المعلوم أنّه أسلم بعد الهجرة، وبذا يكون عدد السّجدات في القرآن الكريم خمس عشر سجدة. شاهد أيضًا: كم عدد السجدات في القران الكريم مع ذكر السور
السجدات في القرآن وكيفيتها
السّجدات في القرآن الكريم معلومة أنّها خمس عشرة سجدة تبدأ من سورة الأعراف وتنتهي بسورة العلق، وسنتحدّث فيما يأتي عن كيفية هذا السجود: [2]
إذا كان خارج الصّلاة: يسجد القارئ ولو لم يكن على طهارة هذا هو الصّحيح، أنّه لا يشترط الطهارة لسجود التِّلاوة، ومن الأفضل أن يكبر تكبيرة ويسجد ويقول في هذا السجود كما يقول في سجود صلاته "سبحان ربي الأعلى" ومن ثمّ يدعو بالذي يتيسر له، وليس في هذا السّجود تسليم أو تكبير ثان. إذا كان داخل الصّلاة: ففي حال كان القارئ يصلي ففيه قولين اثنين هما كالآتي:
إن كانت الصّلاة جهريّةً: في حال كانت الصّلاة جهرية كصلاة المغرب والفجر والعشاء والجمعة يمكن له أن يسجد، والمأمومون خلفه يسجدون معه، هذا في حال كان إمامًا، ويكبر المصلي في كل خفض ورفع للسّجود، فإذا رفع يكبر وإذا سجد يكبر وذلك لأنّه ثبت عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يكبر في كل خفض ورفع.
- السجدات في القرآن الكريم
- كم عدد السجدات في القرآن الكريم
- مواضع السجدات في القرآن الكريم
السجدات في القرآن الكريم
تاريخ النشر: الثلاثاء 8 رمضان 1423 هـ - 12-11-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 24835
111526
0
475
السؤال
كم عدد السجدات في القرآن؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمواضع السجود في القرآن خمسة عشر موضعاً، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمسة عشر سجدة، منها: ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان. رواه أبو داود والحاكم وابن ماجه والدراقطني وحسنه المنذري. وأسقط الشافعي سجدة (ص) واعتبرها سجدة شكر. ولم ير مالك السجود في النجم والانشقاق والعلق، واعتبره منسوخاً بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة، وكذلك لما أخرجه مسلم أن عطاء بن يسار سأل زيد بن ثابت عن القراءة مع الإمام فقال: لا قراءة مع الإمام في شيء من الصلاة، وزعم أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) فلم يسجد. قال النووي: في شرح صحيح مسلم (وهذا المذهب ضعيف، لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) و (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).
كم عدد السجدات في القرآن الكريم
وقد أجمع العلماء على أن إسلام أبي هريرة كان سنة سبع من الهجرة فدل على السجود في المفصل بعد الهجرة، وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فضعيف الإسناد لا يصح الاحتجاج به... ) انتهى بتصرف يسير. ولم ير أبو حنيفة ومالك ثانية الحج من العزائم وقالا إن المراد بالآية الصلاة المفروضة بدليل ذكر الركوع مع السجود، ويرد عليهما بنص الحديث الأول، وبما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين قال نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما. ومن خلال ما مر يتضح أن الراجح كون السجدات في القرآن خمس عشرة سجدة للحديث المتقدم. والله أعلم.
مواضع السجدات في القرآن الكريم
[12]
وكذلك يقول الله تعالى في سورة فصلت: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}. [13]
أمّ في سورة النجم فقد قال تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}. [14]
وكذلك في سورة الإنشقاق قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ}. [15]
وأخيرًا قال تعالى في سورة العلق: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}. [16]
حكم سجود التلاوة
إنّ حكم سجود التلاوة هو سنّة وليس واجبًا أو فريضة، وسجدات التلاوة هي خمسة عشر سجدة في القرآن الكريم. وعلى المؤمن إذا مرّ بإحداها أن يكبر تكبيرة في أوّل السجود. ثمّ يسجد ويذكر الله سبحانه وتعالى، وذلك كما يذكره في سجود الصلاة. [17]
حكم سجود التلاوة لمن لم يكن على طهارة
وقد يتساءل البعض حول حكم سجود التلاوة لمن لم يكن على طهارة أو لم يكن مستقبلاً للقبلة الشريفة. والحكم هو أنّه من السنّة لو مرّ المؤمن بآيات السجود ولم يكن على طهارة لا حرج عليه أن يسجدها.
[5]
شاهد أيضًا: ما هي السورة التي فيها سجدتين في القرآن الكريم
السجدات المختلف فيها
اختلف الفقهاء في عددٍ من مواضع سجود التلاوة الواردة في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- وفيما يأتي بيان أقوالهم فيها:
السجدة الثانية من سورة الحجِّ: اختلف الفقهاء في عدد سجدات التلاوة الواردة في سورة الحجِّ على قولين، وفيما يأتي ذكرها:
فقهاء الحنفية والمالكية: ذهب فقهاء الحنفية والمالكية إلى أنَّ عدد سجدات التلاوة في سورةِ الحجِّ سجدةً واحدة. [6] [7]
فقهاء الشافعية والحنابلة: ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أنَّ عدد سجدات التلاوة في سورة الحجِّ سجدتان اثنتان، الأولى في بداية السورة، والثانية في ختامها. [8] [9]
سجدة سورة ص: اختلف الأئمة الأربعة في السجدة الواردة في سورة ص، هل هي من سجدات التلاوة أم من سجدات الشكر، وفيما يأتي بيان أقوال العلماء في ذلك:
فقهاء الحنفية والمالكية: عدَّ الحنفية والمالكية السجدة الواردة في قوله تعالى: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ*فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ}، [10] لأنّ الله -تعالى- جعل المَغفرة جزاءً للسجود؛ فتقديم السبب على المُسبَّب يدلّ على العمل بالسجود الوارد في الآية.
[11] [12]
فقهاء الشافعية والحنابلة: ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أنَّ السجدة الواردة في سورة ص من سجدات الشكر لا سجدات التلاوة. [13] [14]
سجدات المفصل: اختلف الأئمة الأربعة في سجدات التلاوة الواردة في سورة النجم والانشقاق والعلق، الواردة في حزب المفصل على قولين، وفيما يأتي ذكرها:
فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة: ذهب الأئمة الثلاثة إلى ذهبوا إلى اعتبار آيات السجود الواردة في حزب المفصل من سجدات التلاوة. [15] [16] [17]
فقهاء المالكية: ذهب المالكيّة إلى عدم اعتبار آيات السجود الواردة في حزب المُفصل من سجدات التلاوة؛ وذلك لإجماع فقهاء المدينة، وقُرّائها على تَرك السجود فيها.