سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي: ما حكم سب الدين أو الرب؟ – أستغفر الله رب العالمين – هل من سب الدين يعتبر كافراً أو مرتداً وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
ما حكم سب الصحابة رواية للحديث
ففي الحديث و أمثاله بيان حالة من جعلهم غرضًا بعد رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و سبهم و افترى عليهم و كفرهم و اجترأ عليهم. و قوله -صلى الله عليه و سلم-: " الله الله" كلمة تحذير و إنذار كما يقول المحذر النار النار أي: احذروا النار ، و قوله: " لا تتخذوهم غرضًا بعدي" أي لا تتخذوهم غرضًا للسب و الطعن ، كما يقال: اتخذ فلانًا غرضًا لسبه أي هدفًا للسب ، و قوله: " فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببضغي أبغضهم " ، فهذا من أجل الفضائل و المناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و نصروه و آمنوا به و عزروه و واسوه بالأنفس و الأموال ، فمن أحبهم فإنما أحب النبي -صلى الله عليه و سلم-.
ما حكم سب الصحابة رضي الله عنهم
مكانة الصحابة الكرام في الإسلام
من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال مسيرته الدعوية، وكان خير معين له، وساهم في نشر الإسلام في هذا الوقت الحرج، وهاجم بطش قريش مخلصًا عمله لوجه الله عز وجل، فقد وعده الله بجنة الخلد ينعم فيها جزاء عمله. إذا من يشكك في إيمان وصلاح المسلمين الأوائل وصحابة رسول الله إلى ماذا يستندوا ؟. بل قلوبهم مليئة بالغل والسوء، ولا يريدون الرفعة لهذا الدين، ويستنكرون وجود نماذج مشرفة دافعت عن ديننا الحنيف. فقد كرمهم الله عز وجل في كتابه الكريم في كثير من المواضع. ما حكم سب الصحابة رضي الله عنهم. قال الله تعالى في سورة الفتح " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ (29)". وكل من تدبر وقرأ وتعلم سيرة صحابة رسول الله، اتخذهم قدوة له لإخلاصهم الشديد لدعوة الإسلام.
ما حكم سب الصحابة مع
ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شيء من هذه الأقوال، فإنه يتبين أنه زنديق، وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم، وقد ظهرت لله فيهم مثلات، وتواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات، وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك، وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب، وما جاء فيه من الإثم والعقاب. وبالجملة فمن أصناف السابَّة من لا ريب في كفره ومنهم من لا يحكم بكفره، ومنهم من تردد فيه. ما حكم سب الصحابة لأسباب. " الصارم المسلول على شاتم الرسول " ( ص 590 – 591). * وقال تقي الدين السبكي:
وينبني على هذا البحث سب بعض الصحابة فإن سب الجميع لا شك أنه كفر وهكذا إذا سب واحدًا من الصحابة حيث هو صحابي; لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة ففيه تعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك في كفر الساب، وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول الطحاوي " وبغضهم كفر " فإن بغض الصحابة بجملتهم لا شك أنه كفر, وأما إذا سب صحابيًّا لا من حيث كونه صحابيًّا بل لأمر خاص به وكان ذلك الصحابي مثلًا ممن أسلم من قبل الفتح ونحن نتحقق فضيلته كالروافض الذين يسبون الشيخين وإنهما أفضل الصحابة وإنهما السمع والبصر من النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الترمذي روينا في كتابه بالإسناد المتقدم إليه.
ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لما ذكر رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، أمر بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا فقال معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي ، قال الله عز وجل: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [النور:26] فإن كانت عائشة رضي الله عنها خبيثة فالنبي خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه. أخي المسلم:
إن سب الصحابة رضي الله عنهم يستلزم تضليل أمة محمد ويتضمن أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة شرارها، وكفر هذا من يعلم بالإضطرار من دين الإسلام. اللهم ارزقنا حبك وحب دينك وكتابك ونبيك وصحابته الكرام، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.