ويتناقل بعض الرواة الذين كانوا شاهدين على تلك المأسـ. ـاة أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان متواجد بالقرب من السفارة العراقية حين وقع الانفـ. ـجار. سارع إلى المكان منادياً بين الأنقاض عن بلقيس بقوله: " أين أنت يا بلقيس أين أنت يا ابنتي ردي على أبيك يا وردة الثورة الفلسطينية".
بلقيس، شعر، نزار قباني
17 - اليوسفي، محمد لطفي ، في بنية الشّعر العربي المعاصر ، ط2 ، تونس: 1992.
ـوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ..
وكان نزار قباني يبلغ من العمر 56 سنة عند كتابته لهذه القصيدة، إذ تلقى أول صـ. ـدمة كبيرة في حياته في تلك الأثناء. قضت والدة نزار ورحلت عام 1976، حيث شكلت هذه الصدمة منعطفاً في وجدان وحياة الشاعر، لشدة ارتباطه بأمه وتعلقه بها. وكانت أمه هي التي كتب لها قصيدة "خمس رسائل إلى أمي، عندما كان يضـ. ـطر لتركها بسبب سفره الدائم، بحكم عمله في المجال الدبلوماسي. بعدها تنقل نزار قباني وزوجته بلقيس بين العواصم العربية والعالمية، وذاقا طعم الاستقرار، و كانت ثمرة زواجهما أن أنجبا طفلين هما "عمر وزينب". بلقيس | نزار قباني. وكما يقول معظم النقاد إن أكبر ثمرة نتجت عن زواجه، هي مجموعة من القصائد الشعرية التي ألهم بها نزار آنذاك. وبقيت تلك القصائد خالدة حتى يومنا هذا يرددها العشاق، وتغنت بها حناجر الكثير من المطربين العرب، أمثال عبد الحليم حافظ ونجاة الصغير وكاظم الساهر ولطيفة العرفاوي وغيرهم. مع بداية الثمانينات استقر المقام بنزار قباني وبلقيس في العاصمة اللبنانية بيروت، التي كان يفضل نزار أن يطلق عليها اسم "ست الدنيا". وتجمع بيروت المثقفين فيها آنذاك، إذ كانت الملاذ الآمن للمبدعين العرب الهـ.