وقد كانت بلاد السند جزء لا يتجزأ من منطقة غرب باكستان في الفترة ما بين 1955 و1970م. ولكن في عام 1970م انفصلت السند تمامًا عن العاصمة وأصيح بها عدد كبير من المسلمين الذين التقسيم الذي حدث في عام 1947م. وقد عرفت بلاد السند بالتخطيط الهندسي العظيم وذلك من خلال المنازل المصنوعة من الطوب الآجوري. وأنظمة صرف حديثة جدًا والتي تم صنعها في مناطق مختلفة ومتعددة باستخدام شبكات لإمداد المياه. ما هو الاسم الحالي لبلاد السند؟
الاسم الحالي لبلاد السند هو باكستان، فقد وصلن حضارة بلاد السند إلى الأجزاء الشمالية الغربية من جنوب آسيا. كما وصلت إلى إقليم بلوشستان الباكستاني من الغرب وامتدت لتصل إلى ولاية أتر برديش التي تقع في غرب الهند من ناحية الشرق. كما وصلت حضارة بلاد السند إلى شمال شرق أفغانستان في الشمال وصولًا إلى ولاية كجرات الهندية في جنوب الهند. شاهد أيضًا: ما هي عاصمة باكستان؟ وأين تقع؟
مقالات قد تعجبك:
من هو فاتح بلاد السند؟
أثناء الخلافة الأموية كان يعتبر القتال وفتح بلدان أكثر هو أهم شيء بالنسبة للأمويين. فقد كان الجهاد والحرب مستمر على نطاق الحدود والفتوحات استمرت بشكل منظم في المدن. والمناطق المحيطة إلى أن وصل الغزو إلى شمال أفريقيا والمغرب العربي في الغرب وحتى الصين وبلاد السند والهند في الشرق.
- فاتح بلاد السند الالكتروني
- فاتح بلاد السند كلاود
فاتح بلاد السند الالكتروني
ويعلق الدكتور عبد الله جمال الدين على مقتل ابن القاسم بقوله: "وإن المرء ليعجب كيف تنتهي حياة ذلك الشاب بهذه الصورة المريرة، وهو الذي فتح كل بلاد السند، ونشر الإسلام في كافة أرجائها في فترة قياسية لم تتجاوز السنوات الثلاث؟ كيف يواجه محمد بن القاسم هذا المصير المؤلم ويجزى ذلك الجزاء المهين؟ لقد تضاءلت أمام أعماله الحربية والسياسية عظمة الإسكندر "المقدوني" وشهرته، إذ بينما عجز الإسكندر قبل ألف عام عن الاستيلاء على قسم ضئيل من الهند كان سكانه أقل من ربع السكان زمن ابن القاسم استطاع هذا الفتى أن يخضعها ويلحقها بالدولة الإسلامية من غير كبير عناء. وقد قال مؤرخ إنجليزي: لو أراد ابن القاسم أن يستمر بفتوحاته حتى
لما عاقه عائق، ولم يتجاوز أحد من الغزاة فتوحاته إلى أيام. لقد كان واحدا من عظماء الرجال في كل العصور" [4]. بلاد السند بعد وفاة ابن القاسم
ومهما يكن من أمر فقد توقفت الفتوحات في جبهة السند بمجرد مغادرة محمد بن القاسم البلاد ، وانكمش المسلمون في المناطق التي تم فتحها من قبل، وتركت الأوضاع السياسية السيئة في عاصمة الخلافة "دمشق" تأثيرها على الاستقرار والأمن في شبه القارة الهندية، فقامت الثورات والفتن في بعض المناطق الخاضعة للمسلمين، وحاول بعض أمراء السند وملوكها الذين قد فروا إلى كشمير وغيرها العودة إلى البلاد، ونجع بعضهم في استعادة سلطانه ونفوذه، مستفيدا من الاضطرابات الداخلية في العالم الإسلامي [5].
فاتح بلاد السند كلاود
[٢]
وبعد أن بنى الحجاج مدينة واسط في العراق، كانت هذه المدينة من المدن التي نشأ فيها محمد بن القاسم الثقفي، فكبر وشبَّ وأصبح قائدًا من القادة وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وقد قاد محمد بن القاسم الثقفي جيش المسلمين السائر إلى السند عام 90 هجرية، ووصل إلى بلاد السند وبدأ بفتح مدنها واحدة تلو الأخرى، حتَّى عام 92 هجرية، حيث قاد المعركة المصيرية مع حاكم السند الملك داهر وانتصر عليه، وفتح عاصمة السند بعد هذه المعركة، ليسجل التاريخ اسم هذا القائد العظيم في قائمة القادة الذين غيروا وجه التاريخ الإسلامي بأكمله. [٢]
نهاية محمد بن القاسم الثقفي
في ختام ما جاء من نبذة عن محمد بن القاسم الثقفي، إنَّ أكثر ما يحزن في سيرة هذا القائد هو نهاية المؤسفة، حيث تذكر الروايات التاريخية أنَّه عندما قرر محمد بن القاسم الثقفي أن يزحف بجيشه إلى الهند لفتحها، أرسل الخليفة الأموي الجديد سليمان بن عبد الملك رسالة إليه يأمره بالعودة إلى العراق ، فرضخ لأمر الخليفة وهو يعلم أنَّه سائرٌ إلى حتفه برجليه، فسوء التصرفات التي بدرت من قريبه الحجاج بن يوسف الثقفي انعكست سلبًا على سمعةِ محمد بن القاسم الثقفي. [٣]
وعندما وصل محمد الثقفي إلى العراق أرسله والي العراق مقيدًا بالسلاسل إلى سجن واسط بسبب عداء كان بينه وبين الحجاج، فلقي محمد بن القاسم الثقفي في هذا السجن أقسى أنواع التعذيب وفيه توفِّي سنة 715م وهو ما يوافق عام 96 هجرية، والله تعالى أعلم.
فتح مدينة الديبل سيّر الحجاج حملتين باتجاه "الديبل" عاصمة بلاد السند: (الأولى بقيادة: عبيد الله بن نبهان السلمي، والثانية بقيادة: بديل البجلي)، إلا أنهما فشلتا وقتل قائديهما، وصلت الأخبار إلى الحجاج فتنبه إلى حجم الإهانة التي ستلحق بالمسلمين إنْ هزمت حملته الثالثة، وأدرك خطورة المعركة، فجهز جيشًا من (8) آلاف مجاهد، وأنفق عليه (60) ألف ألف درهم. ثم بدأ يفكر بالقائد المناسب لهذه الحملة، ثم استقر رأيه على اختيار ابن أخيه الشاب "محمد بن القاسم الثقفي"، لم يختاره الحجاج لقرابته فالمهمة جدّ خطيرة، ولكنه اختاره لثقته به ولكفاءته، ومضى القائد محمد بن القاسم ففتح مدينة "في زبور" وهزم جيوش "داهر"، واستمر يفتح المدن الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى العاصمة وأعظم المدن "الديبل". قام محمد بن القاسم بحفر الخنادق، ونشر جيشه حول المدينة، ونصب منجنيقًا ضخمًا يقال له العروس يشرف عليه (500) رجل، طال حصار المدينة وكان يتوسطها معبد للهندوس فيه سارية عالية عليها راية حمراء، أمر محمد بن القاسم أن ترمى الراية بالمنجنيق فلما وقعت تشاءم الهندوس وضعفت معنوياتهم، فلما خرجوا للقاء خارج الأسوار هزموا ثم عادوا فتحصنوا من جديد، فهاجمهم ونصب السلالم على الأسوار حتى استطاع فتحها.