لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا
بنا يدركُ الثأرُ الذي قلَّ طالبهْ
وَأنّا نَزَعْنَا المُلْكَ مِن عُقْرِ دَارِهِ
و ننتهكُ القرمَ الممنعَ جانبهْ
وَأنّا فَتَكْنَا بِالأغَرّ ابنِ رَائِقٍ
عَشِيّة َ دَبّتْ بِالفَسَادِ عَقَارِبُه
أخَذْنَا لَكُمْ بِالثّار ثَارِ عُمَارَة ٍ،
و قد نامَ لمْ ينهدْ إلى الثأرِ صاحبهْ
لقد علم الأحزاب حين تألبوا - كعب بن مالك الأنصاري - الديوان
[9]
وقيل غير ذلك، قالوا: لما تشاءمت غطفان بالحارث وطردته، انتفى منها، وانتسب إلى قريش إذ كان يقال: إن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان هو مرة بن عوف بن غالب، وفي ذلك يقول:
رفعت السيف إذ قالوا قريش وبينت الشمائل والقبـابـا
فما قومي بثعلبة بن سـعـد ولا بفزارة الشعر الرقابـا
[9]
وقال عبد الملك بن مروان لجلسائه: هل تعرفون أهل بيت قيل فيهم بيت شعر ودوا لو أنهم افتدوا منه بأموالهم؟ فقال أسماء بن خارجة الفزاري: نحن يا أمير المؤمنين، قال: وما ذاك؟ قال: قول الحارث: فما قومي (البيت) والله يا أمير المؤمنين، إني لألبس العمامة الصفيقة، فيخيل إلي أن شعر قفاي يظهر من تحتها. [9]
النابغة الذبياني
زياد بن عمرو من غيظ بن مرة، وهو أحد شعراء الجاهلية. لقد علم الأحزاب حين تألبوا - كعب بن مالك الأنصاري - الديوان. من الأغاني: "لقب بقوله فقد نبغت لنا منهم شؤون وهو أحد الأشراف الذين غض منهم الشعر". قال الأصمعي: "كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء تعرض أشعارها عليه؛ فأنشدته الخنساء:
وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار
فقال: والله، لولا أن أبا بصير أنشدني آنفاً لقلت إنك أشعر الانس والجن! فقام حسان بن ثابت فقال: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك؛ فقال إنك يا ابن أخي لا تحسن أن تقول:
فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
خطاطيف حجن في حبال متـينة تمد بها أيد إليك نوازع
" [10]
"قال أبو عبيدة: كان رجلان من الشعراء يقويان: النابغة وبشر بن أبي خازم، فأما النابغة فدخل يثرب فهابوه أن يقولوا له لحنت وانكفأت، فدعوا له قينة، وأمروها أن تغني من شعره ففعلت، فلما سمع في الشعر غير مزود والغراب الأسود ومدت الكسرة لأجل اللحن حتى صارت ياء، ومدت الضمة حتى صارت واواً فطن لموضع الخطأ فلم يعد.
قيس عيلان – قبيلة جيس
ومن فزارة أيضاً أسماء ابن
خارجة بن حصن، كان من سادة أهل الكوفة زمن بني أمية، والشاعر عُويف القوافي بن
معاوية، ومنظور بن زبَّان، كان من سادة قومه ورؤسائهم، والمسيّب ابن نجبة، كان من
رؤساء التوّابين الذي ثاروا للطلب بدم الحسين بن علي t ، وسمُرة بن جندب، كان من أصحاب رسول الله r ، ومن بني مازن بن منصور ابن عكرمة بن خَصفة: عُتبة بن غزوان الذي
بنى مدينة البصرة لعمر بن الخطاب وشارك في الفتوح. ومن بني سُليم بن منصور: الخنساء الشاعرة
وأخواها صخر ومعاوية، وأبو شجرة الشاعر واسمه عمرو بن عبد العزّى، وعبد الله بن خازم
صاحب خراسان والوقائع المشهورة مع قبائلها، والحجّاج بن عِلاط، كان من خيار
الصحابة، وابنه نصر بن الحجاج الذي نفاه عمر بن الخطاب من المدينة لتغزّل امرأة
فيه، وكان جميل الطلعة، والعبّاس بن مرداس الشاعر والصحابيّ، وعُمير بن الحُباب الذي
شارك في وقائع قيس وكلب بالجزيرة وانتهى أمره بالقتل، والجحّاف بن حكيم الفاتك
الذي أوقع ببني تغلب ثم لجأ إلى بلاد الروم، وصفوان بن المعطل، من أصحاب رسول الله r ، وخبره مع السيدة عائشة معروف في حديث الإفك. ومن بني ثقيف الحجّاج بن يوسف ابن الحكم أمير العراقين
لعبد الملك بن مروان وابنه الوليد؛ ويوسف بن عمر والي العراق لهشام بن عبد الملك؛
ومحمد بن القاسم فاتح بلاد السند؛ والحارث بن كلدة طبيب العرب في الجاهلية، وإليه
ينتمي بنو نافع: زياد ابن أبيه وأخوه أبو بكرة؛ ومنهم أيضاً: المختار بن أبي عبيد
الذي ادّعى النبّوة بالكوفة ودعا إلى الثأر لمقتل الحسين، وقد قتل؛ وأبو محجن بن
حبيب الشاعر الذي أبلى في موقعة القادسية؛ والشاعر أمية بن أبي الصَّلت.
قبائل قيس عيلان بن مضر بن عدنان - Youtube
فلما برز له عطف عليه الحارث وقال: أنا أبو ليلى! فخشي عمرو أن يقتله، فألقى رمحه، وقال: سقط رمحي، فدعني آخذه؛ قال: خذه؛ قال: أخشى أن تعجلني عنه؟ قال: وذمة ظالم لا أعجلتك عنه! قال عمرو: وذمة الاطنابة لا آخذه حتى تنصرف! فانصرف الحارث. قبائل قيس عيلان بن مضر بن عدنان - YouTube. ولما قتل خالداً طلبه النعمان بن المنذر وأخوه الأسود بن المنذر، ثم أغار الأسود على جارات له وسباهن، فعظم ذلك على الحارث، فعمد إلى شرحبيل بن الأسود، وكان مرضعاً عند سنان بن حارثة المري، والمتكفلة به سلمى أخت الحارث بن ظالم، فقال لها: ادفعيه لي لآتي به الأسود شفيعاً؛ فلما دفعته له قتله، فأخذ الأسود سناناً حتى أدى فيه دية الملوك ألف بعير. [8]
وضاقت على الحارث الأرض إلى أن استجار بمعبد بن زرارة فأجاره، فجر جواره يوم الرحرحان و يوم جبلة ، ووجد الأسود نعل ابنه شرحبيل في محارب، فقال: إني لأحذيكم شر نعال! فأمشاهم على الصفا المحمى، فتساقط لحم أقدامهم؛ فلذلك يقول أحد الشعراء اليمانية: [9]
على عهد كسرى أنعلتكم ملوكنا صفا من أضاخ حامياً يتلهب
ثم إن الحارث حصل بعد ذلك في يد النعمان على تأمين، فغدر به، فقال له أتغدر بي بعدما أمنتني؟ فقال: إن غدرت بك مرة فقد غدرت مراراً فقتله.
قبائل قيس عيلان بن مضر بن عدنان - YouTube
أما عمرو بن قيس عيلان فانحدرت منه:عدوان والنسبة إليها العدواني، وفهم والنسبة إليها الفهمي. ومتعان و النسبة إليها المتعاني. وكانت قيس تستوطن الحجاز، ثم انتشرت فروعها في نجد واليمامة والبحرين وقطر والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا. والمعروف عن قيس تعدد قبائلها، وكثرة أفرادها، وشجاعة فرسانها، وشدة بأسها.