وأمّا المنافقون فزعموا أنّ النبي -عليه السلام- متخبّط لا يدري ما يصنع، فإن كان على الحقّ في تغييره للقبلة فقد كان على باطلٍ قبل ذلك، وإن كان الحقّ في القبلة الأولى فإنّه وصل إلى باطلٍ في تغييره لقبلته. وكلّ ذلك كان اختباراً من الله سبحانه للناس وتمحيصاً لهم. تميُّز المسلمين عن سواهم في توجّههم للقبلة وتغييرها وكلٌّ بأمر الله تعالى. تأكيد نبوّة النبي -صلى الله وعليه وسلم- وأنّه يوحى إليه ما يتلو من آياتٍ كريمة؛ وذلك لأنّ الله -سبحانه- كان قد أخبر النبي -عليه السلام- قبل تحويل القبلة بما سيقوله اليهود وقت تغيير القبلة وإثارة الشكوك حوله، وقد وقع فعلاً ما أنبأه الله -سبحانه- به من قول، ومن فوائد ذلك أن يتهيأ النبيّ وأصحابه لبعض المشاكل قبل وقوعها فيتهيؤوا لإيجاد الحلول لها. تمييز المكان الذي يتّجه إليه المسلمون في صلاتهم، فلا بدّ أن يشعر المسلم بالتميّز عمّن سواه بقبلته وشريعته، وهذا تحقق بتحويل القبلة إلى مكة المكرمة. تصويب المفاهيم لدى المسلمين، والمقصود بذلك أنّ العرب في الجاهليّة كانت وجهتهم في عبادتهم الكعبة المشرّفة، لكنّ ليس ذلك لعقيدة حقيقيّة، بل لعنصريّة وتمجيدٍ للقوميّة، فأراد الإسلام أن ينزع من المسلمين كلّ تحيّز لفئة العرب وعاداتهم، فأمرهم بالتوجّه نحو المسجد الأقصى، حتى يحصحص كلّ مفهومٍ يمجّدونه غير الدين والعقيدة، ثمّ إذا صفت النفوس وصحّت المفاهيم أعاد الله -تعالى- ربطهم بالكعبة المشرّفة لكن هذه المرة برباط العقيدة والتوثيق بين الأنبياء؛ نبيّ الله إبراهيم وإسماعيل، ومحمد صلى الله عليه وسلم.
مسار.. واجهة مكة (1) - د.عبدالعزيز الجار الله
تحظى مكة المكرّمة بمكانة واسعة واهمية كبيرة عند المسلمين فهي: منها اسرى الرسول - صلى الله عليه وسلّم - إلى المسجد الأقصى على ظهر دابة وبعدها عرج إلى السماوات العُلا. تضم مكة المكرمة المسجد الحرام والكعبة المشرفة وهي قبلة المسلمين الثانية. إليها تحجّ أفواج من المسلمين كل عام ومن كل مكان على الأرض وإليها يعتمر المسلمون. هي المكان الذي نشأ في الرسول - صلّى الله عليه وسلّم - وفيها توفّي. يوجد بها عدد كبير من قبور الصّحابة أمثال أبو بكر الصدّيق وعائشة وعمر - رضي الله عنهم -.
قبلة المسلمين - المطابقة
وكان للمسلمين الأوائل السبقُ في الإنصاف العلمي والأدبي فمنذ قرون دخلوا العديد من بلدان العالم ولم يغيروا في أسماء مدنها، أو ظواهرها الطبيعية، ولا حتى في نطقها؛ بل أبقوها كما هي. وكانت وزارة الإعلام قد وجهت الصحف والمجلات المحلية كافة، بضرورة كتابة اسم "مكة" مقرونًا بـ"المكرمة"، و"المدينة" مقرونًا بـ"المنورة" تعظيمًا لمكانتيهما الجليلة في الإسلام، وفي إطار الرعاية والاهتمام التي يوليها ولاة الأمر لهاتين المدينتين المقدستين، منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وتقع مكة المكرمة شرقي البحر الأحمر، في إقليم الحجاز، ومركزها في وادي إبراهيم عليه السلام الذي تحيط به الجبال الشاهقة، وترتفع عن سطح البحر 300 متر تقريبًا، وسميت في القرآن الكريم باسم: أم القرى، مكة، بكة، البلد الأمين، البلد، البلدة، الكعبة، الحرم الآمن، الوادي، والمسجد الحرام.
رحلة عبر التاريخ.. مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم | صحيفة المواطن الإلكترونية
حيث يبلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2015، نحو 1, 578, 722 نسمة موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة. تضم مكة المكرمة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، لعل من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض بالنسبة للمسلمين، ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وذلك حسب قول النبي محمد: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا و المسجد الحرام والمسجد الأقصى"، بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة مقصد المسلمين في موسم الحج والعمرة إذ أنها تضم المناطق التي يقصدها المسلمون خلاله وهي مزدلفة ، منى وعرفة. تسمية مكة المكرمة
ويبلغ عدد أسماء مكة المكرمة عبر العصور المختلفة أكثر من خمسين اسماً وكنية، إلا أن أصل تسمية مكة مجهول تقريبا، وقد تعددت الفرضيات حول أصل التسمية، فقيل أنها سميت مكة لأنها تمكّ الجبارين أي تذهب نخوتهم،ويقال أيضا أنها سميت مكة لازدحام الناس فيها. يقال أن مكة عرفت بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانت تقول بأنه لا يتم حجهم حتى يأتوا الكعبة فيمكون فيها أي يصفّون صفير المكأو، وهو طائر يسكن الحدائق، ويصفقون بأيديهم إذا طافوا حولها.
تاريخ مكة | مكة :::: قبلة المسلمين
كما في حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر في موضع مسجد نمرة ثم ركب حتى اتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقــــبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص..... ل وفي هذا الموقف نزل عليه صلى الله عليه وسلم.. قوله تعالىاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت علـــــــيكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا... )المائدة 3 واحيط هذا الموقف بجدار طوله من جهة القبلة 13.
مبنى الكعبة المشرفة
تقع الكعبة المشرفة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل، ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها اثنا عشر متراً، وكذلك يكون الذي يقابله، وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما عشرة أمتار، ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل بل كان ارتفاعها تسعة أذرع، وكانت من غير سقف، ولها باب ملتصق بالأرض، حتى جاء تبع فصنع لها سقفاً،ثم جاء من بعده عبد المطلب بن هاشم وصنع لها باباً من حديد وحلاّه بالذهب وقد كان بذلك أول من حلىّ الكعبة بالذهب. الكعبةالمشرفة فى اللغة
الكعبة من الشيء المكعّب، وتسمى الكعبة بهذا الاسم لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها، وتسمى بالبيت العتيق، والبيت الحرام. سُمِّيت الكعبة كعبةً لكونها بناءً مُربَّعاً ومكعباً تقريباً. وقد ذُكِرَت لفظة " الكعبة " في القرآن في موضعين:
أسماء الكعبة المشرفة
للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها، وهذه الأسماء وردت في القرآن، وهي: