إليكم اذاعة عن شكر النعم الذي له أكبر الأجر، والثواب من الله سبحانه وتعالى، وفي فضل الشكر وردت الكثير من آيات القرآن الكريم المحكمات، كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة على ضرورة شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة التي يُنعم بها علينا؛ ولهذا السبب نُسلط الضوء على فضل شكر الله في هذا المقال من موسوعة. مقدمة إذاعة عن شكر النعم
نعم الله تعالى علينا كثيرة جدًا، ومتنوعة؛ فمنها الصحة، والأهل، والبيت، والأصدقاء، والعمل، والإيمان والعبادة، وغير ذلك الكثير؛ فنعم الله تعالى لا تُعد ولا تُحصى، كما أن "الشكر" أيضًا من نعم الله تعالى على عباده فشُكره على نعمه دليل على تقبل الله تعالى لك؛ لذلك أنعم عليك بشكره ليزيدك؛ فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا. شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه قد ورد ذكره في كثير من آيات الذكر الحكيم؛ فيُحب الله تعالى عبده الشكور؛ فشُكرك لله تعالى على نعمه يُعد تعبير منك على مدى امتنانك لله عز وجل، واعترافك له بأنه لا حول ولا قوة لك إلا به، واعتراف بوجود القوة المُطلقة بيده عز وجل، وأنه لا يُوجد أحد في الكون قادر على إعطائك النعمة، أو نزعها منك إلا بقوته وأمره وحده سبحانه وتعالى؛ ولذا فإن الحمد، والشكر لله له عظيم الأجر، والثواب من الله تعالى.
الشكر على النِّعم الإلهيّة التي اعطاها الله لرسوله
رواه مسلم. أركان شكر الله على النعم
شكر القلب وهو أن يعتقد الإنسان من داخله اعتقادا جازما بإن الذي أنعم عليه بتلك النعم هو الله تبارك وتعالى الذى قال في كتابه العزيز:" وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون " (النحل:53). شكر اللسان وهو التحدث بنعم الله ظاهرا والثناء عليه وحمده عز وجل أن أسبغ علينا تلك النعم الظاهرة والباطنة. تسخير نعم الله عز وجل فيما يرضيه و وصرفها في طاعته وأن لا يستعملها العبد في المعاصي والذنوب. شكر الله على النعم للاطفال. فضل الشكر
شكر الله عز وجل هو الهدف والغاية من خلق الإنسان بعد عبادة الله تبارك وتعالى، قال تعالى:" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون"(النحل:78). جعل الله سبحانه وتعالي الشكر على نعمه سببلا للنجاة من عذابه، فقال عز وجل:"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما" (لنساء:147). شكر الله علي نعمه والاعتراف بفضله وعطاياه سببا لرضى الله عز وجل عن عباده، قال تعالى إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور (الزمر: 7).
اذاعة عن شكر النعم - موسوعة
بعض المفسّرين ذهب إلى أنّ النعمة في الآية هي النعمة المعنويّة ومنها النبوّة والقرآن، والأمر للنبيّ بالإبلاغ والتبيين، وهذا هو المقصود من الحديث بالنعمة. ويحتمل أيضاً أن يكون المعنى شاملاً للنعم الماديّة والمعنويّة، لذلك ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية قوله: "حدّث بما أعطاك الله، وفضّلك، ورزقك، وأحسن إليك وهداك" (3). وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أُعطي خيراً فلم يُر عليه، سُمّي بغيض الله، معادياً لنعم الله" (4). وعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "إنّ الله جميل يُحبّ الجمال، ويُحبّ أن يرى أثر النعمة على عبده" (5). ____________________
1- فقه الرضا، ابن بابويه، ص172. موضوع عن شكر الله على النعم. 2- كنز العمّال، ج6، ص641. 3- مجمع البيان، ج 10، ص 507. 4- تفسير القرطبي، ج 10، ص 7192، وقريب من هذا المعنى في الكافي، ج 6، كتاب الزي والتجميل، حديث 2. 5- فروع الكافي، ج6، ص 438.
ثمّ في الآيات التالية ثلاثة أوامر تصدر إلى الرسول باعتبارها نتيجة الآيات السابقة. والخطاب وإن كان موجّهاً إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لكنّه يشمل أيضاً كلّ المسلمين
﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾
"تقهر" من القهر أي الغلبة مع التحقير، وأيضاً تُستعمل في كلّ واحد من المعنيين، ومعنى التحقير هنا هو المناسب. وهذا يدلّ على أنّ هناك مسألة أهمّ من الإطعام والإنفاق بشأن الأيتام، وهي اللطف بهم والعطف عليهم وإزالة إحساسهم بالنقص العاطفيّ، ولذا جاء في الحديث المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مسح يده على رأس يتيم ترحمّاً له، كتب الله له بكلّ شعرة مرّت عليه يده حسنة" (1). كأنّ الله يخاطب نبيّه قائلاً: لقد كُنت يتيماً أيضاً وعانيت من آلام اليتم، والآن عليك أن تهتمّ بالأيتام كلّ اهتمام وأن تروي روحهم الظمأى بحبّك وعطفك. ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾
"نَهَرَ" بمعنى ردّ بخشونة. الشكر على النِّعم الإلهيّة التي اعطاها الله لرسوله. وفي معنى "السائل" عدّة تفاسير. الأوّل: أنّه المتّجه بالسؤال حول القضايا العلميّة والعقائديّة والدينيّة، والدليل على ذلك هو أنّ هذا الأمر تفريع على ما جاء في الآية السابقة: { وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}، فشكر هذه الهداية الإلهيّة يقتضي أن تسعى أيّها النّبيّ في هداية السائلين، وأن لا تطرد أيّ طالب للهداية عنك.