وينطبق أمر التحريم إذا كان مصاحب له إنزال أم لم يحدث إنزال. حيث إن هذا الأمر يكون مضاد للفطرة الصحيحة التي فطر الله عليها الإنسان. ومن جهة أخرى فإن الجماع من الدبر يجعل المرأة لا تشعر بالمتعة واللذة أثناء الجماع. بالإضافة إلى ذلك فإن ذلك مكروه لأن الدبر هو مكان القذارة. وقد أفتى بعض فقهاء الدين إلى أن الزوجة التي تطيع زوجها في أمر الجماع من الدبر تعد آثمة وتأخذ ذنب مثلها مثل الزوج. وقد أثبتت كثير من الأدلة والنصوص الدينية أن هذا الأمر إثم كبير (حتى أطلق عليه بعض العلماء اللواط الأصغر). وذلك نسبة إلى قوم لوط الذين كانوا يأتون الرجال من دون النساء فقد شبه العلماء الجماع من الدبر بالفاحشة التي قام بها قوم لوط. أما بالنسبة لطاعة المرأة لزوجها فمن الجدير بالذكر أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. حكم الجماع في الدبر للمراه. وعلى الزوجة أن تقوم بتنبيه زوجها وتذكيره بالله سبحانه وتعالى. فإن لم يمتنع الزوج عن ذلك بعد تنبيهها له فعليها أن تقوم برف الأمر إلى القضاء. فإذا تاب الزوج إلى الله وامتنع عن ذلك فلا إثم عليه. أما إذا لم يمتنع ولم يستمع للقاضي، فمن الممكن أن يقوم القاضي بالتفريق بينهما إذا استدعى الأمر، والله أعلم. كفارة جماع الزوج لزوجته من الدبر
لا توجد كفارة محددة للزوج الذي يقوم بجماع زوجته من الدبر.
حكم الجماع في الدبر بين الزوجين - Youtube
الحمد لله. أولا:
إتيان المرأة في دبرها محرم في شريعة الإسلام ، بل هو كبيرة من الكبائر ، وعلى ذلك
دلت الأدلة الشرعية من السنة الثابتة وقول الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة
الإسلام. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وَطْء الْمَرْأَة فِي دبرهَا: حرَام فِي
قَول جَمَاهِير الْعلمَاء ، وَمَتى وَطئهَا فِي الدبر وطاوعته: عُزِّرا ، فَإِن لم
ينتهيا: فُرِّق بَينهمَا ، كَمَا يفرق بَين الْفَاجِر وَبَين من يفجر بِهِ ". انتهى من "مختصر الفتاوى المصرية" (37). ينظر جواب السؤال رقم: ( 60200)
، ( 161485). حكم الجماع في الدبر بين الزوجين - YouTube. فلا يحل لواحد منكما أن يطلب
من الآخر ذلك الفعل القبيح ، ولا يحل لكما أن تتراضيا به ، أو تتواطآ عليه ، فلا
طاعة لمخلوق في معصية الخالق. والواجب عليكما التوبة إلى
الله تعالى من ذلك ، والندم على حصوله ، وسؤال الله العافية منه ؛ فإن مثل هذه
القاذورات ، وخصال السوء ، يأنف منها ذو الفطرة السوية المستقيمة ، ولا تدعوه نفسه
إلى مثل ذلك. ومن ترك الحلال الطيب ، واستعاض عنه بالخبيث المحرم ، فقد سلط الشيطان على نفسه ،
وأمكن عدوه منه ، فزين له سوء عمله ، وحسن له القبيح ، حتى يورطه فيه ، ويوقعه في
حباله ، فيستعذبه ، كما تستعذب الجعلان النتن والخبث ، ولا يألف الطيب والعبير.
وحُكِيَ عن نافع، وابن أبي مليكة، وزيد بن أسلم: أنه مباح، ورواه نافع عن ابن عمر، واختلفت الروايةُ فيه عن مالك، فروى عنه أهل المغربِ أنه أباحَه في كتاب السيرة. وقال أبو مصعب: سألتُه عنه فأباحه). ((الحاوي الكبير)) (9/317). الأدِلَّةُ: أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ قال تعالى: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة: 223] وَجهُ الدَّلالةِ: الحَرْثُ هو مَوضِعُ الولَدِ؛ فإنَّ الحَرثَ محَلُّ الغَرسِ والزَّرعِ [1496] ((الفتاوى الكبرى)) لابن تيمية (3/103). ثانيًا: مِنَ السُّنَّة عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ يهودَ كانت تقولُ: إذا أُتِيَت المرأةُ مِن دُبُرِها في قُبُلِها، ثمَّ حَمَلت، كان ولَدُها أحوَلَ. قال: فأُنزِلَت: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)) وفي روايةٍ: ((إن شاء مُجَبِّيةً [1497] مُجَبِّية: أي: مُنْكَبَّة على وَجهِها كهيئةِ السَّاجِدةِ. يُنظر: ((غريب الحديث)) لابن الجوزي (1/137)، ((النهاية)) لابن الأثير (1/238). ، وإن شاء غيرَ مُجَبِّيةٍ، غيرَ أنَّ ذلك في صِمامٍ واحِدٍ)) [1498] أخرجه البخاري (4528) مختصرًا، ومسلم (1435) واللفظ له.