وشبيه بهذا التعريف أيضا ما ذهب إليه الفيلسوف الإنكليزي شلّي (Sully) حينما يقول:
«إن الفن هو إنتاجُ موضوعٍ له صفة البقاء، أو إحداث فعل عابر سريع الزوال، يكون من شانه توليد لذة ايجابية لدى صاحبه من جهة، وإثارة انطباعات ملائمة لدى عدد معين من النظارة، أو المستمعين من جهة أخرى، بغض النظر عن أيّ اعتبار آخر قد يقوم على المنفعة العملية، أو الفائدة الشخصية». مقدمة ع الفنون - فنون عصرية. قال عبّاس محمود العقّاد رحمه الله:
«إن الفن في أصل اللغة: هو الخطّ واللون، ومنه التفنين بمعنى التزيين، والتزويق، والأفانين بمعنى الفروع أو الضروب، وهكذا كلّ ما تعدّد فيه الأشكال والأوصاف مما يُنظر بالأعـين أو يُدرك بالأفكار. »
الفنّ الحقّ ما ربط بين الجمال والحقّ
والفن الصحيح هو الذي يهيئ اللقاء الكامل بين الجمال والحق، فالجمال حقيقة في هذا الكون، والحق هو ذروة الجمال، ومن هنا يلتقيان في القمة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود. ويعرّفه الأستاذ محمد قطب بما يلي:
«الفنّ ــ في أشكاله المختلفة ــ هو محاولةُ البشر لتصوير الإيقاع الذي يتلقّونه في حسّهم من حقائق الوجود، أو من تصوّرهم لحقائق الوجود في صُورة جميلة مُؤثّرة. »
وهذا الإمام عبد الحميد بن باديس يقرّب إلى أذهاننا مفهوم الفن وهو يتحدّث عن الفن الأدبي.
مقدمة عن التربية الفنية
الدولة العباسية: جعل العباسيون بغداد حاضرة للدولة العباسية، إذ أن الفن العباسي قد تجلى في بناء المدن، حيث إن المدينة كانت تُبنى بشكل دائري، والمسجد في منتصفها، ومن أكثر معالم العمارة العباسية البارزة هي مسجد القيروان الكبير. الدولة العثمانية: اشتهرت الدولة العثمانية بفنون الخط العربي والعمارة، إذ كان الخط الديواني هو خط ديوان السلطان العثماني، كما اهتموا بالزخارف الإسلامية المرسومة على الخزف، وأيضًا بالألوان فهم أول مستخدمي اللون الأحمر الفاتح، وكان لديهم اهتمام كبير بالمشكاة والمصابيح، وأبرزها تلك التي توجد بجامع قوات دلهي، ومصابيح مسجد السلمانية بمتحف لندن.
وقد جاء في قاموس الفنون الجميلة أن مصطلح الفنون من المصطلحات التي يصعب وضع تعريف محدد لها، لما يثار حولها من الجدل، حيث يشتمل مصطلح الفن على العديد من الأقسام، فيدخل فيها مثلاً فن الطهي والفنون اللغوية، وتتداخل هذه الأقسام في مظاهرها، إلّا أن الاستخدام المعاصر لمصطلح الفن يشير إلى الفنون المرئية على مختلف أنواعها. نبذة تاريخية عن تعريف الفن
فيما يلي نبذة تاريخية عن تعريف الفن عند العرب والغرب:
الفن في الفكر العربي
استخدم العرب المسلمون مصطلح الصناعة للإشارة إلى الفن، فقد ورد في معجم الوسيط أن الصناعة هي كل فن أو حرفة مارسها الإنسان حتى برع فيها. ويمكن القول إن الفن والصناعة يشتركان في الإتقان، والإجادة، والمهارة، والتحسين، والتزيين، والعمل بإحكام. ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في الموسيقى أنها نوع من أنواع الصناعة؛ حيث يقول ابن خلدون عن الموسيقى إنها صناعة الألحان وتلحين الأشعار الموزونة لتقطيع الأصوات على نسب منتظمة ومعروفة. كما استخدم العرب مصطلح الفنون للإشارة إلى أنواع العلوم المختلفة. بحث عن الفن - حياتكَ. ومن الأمثلة على ذلك الكتاب الذي ألفه ابن عقيل والذي تكوّن من أربعمئة مجلد، وأسماه "الفنون" وذكر به العديد من العلوم المنتشرة في عصره.