"تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ ** وَدونـهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ"
توضح الخنساء في هذا البيت مدى الحزن والأسى الذي تشعر به بعد وفاة صخر، والذي تحسبه الخنساء أنه مصيبة كبرى ولا تستطيع أن تتحمل ما حدث له، كما أنها أصبحت تعلم بعد وفاته أنه لا يفصل بينها وبينه سوى التراب. أبيات للخنساء في رثاء أخيها صخر (ت 24هـ). "تبكي خناسٌ فما تنـفكُّ مَا عمرتْ ** لَها عليهِ رنـينٌ وَهيَ مفتـارُ"
تزيد الخنساء في هذا البيت توضيح الشعور الذي ابتُليت به بسبب وفاة أخيها صخر لدرجة أنها تريد الاستمرار في الصراخ والنحيب على فراقه حتى تنتهي حياتها هي الأخرى، بل وترى أنها بعد كل هذا الأسى الذي تشعر بها والحزن أنها مازالت مُقصرة في حق أخيها صخر. "تبكي خناسٌ علَى صـخرٍ وحقَّ لهَا ** إذْ رابـهَا الدَّهـرُ إنَّ الدَّهـرَ ضـرَّارُ"
ترى الخنساء في هذا البيت أنه من حقها الحزن والإكثار من البكاء والعويل على فراق أخيها صخر لأن الدهر على حد قولها لم يترك أي نوع من أنواع الابتلاءات إلا وقد أذاقها منه، وأنه لا مفر منه ولا أمان له. "وإنَّ صخراً لواليـنَا وَسيّـدنَا ** وإنَّ صخراً إذَا نـشتُـو لنحَّـارُ"
في تمجيد أخيها في هذا البيت والثناء عليه، وتذكير القوم بأنه كان سيدهم وكبيرهم، وليس هذا فحسب، بل أنه كان كريمًا أيضًا فلم يكن يبخل على محتاج ولا ينهر السائلين.
شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها - موسوعة
يتضح هذا الأسلوب المتبع في توضيح الخنساء وإخبار الناس بحالتها الصعبة من خلال أسلوبها الاستفهامي لا الخبري في الأبيات الأولى من القصيدة، قامت الخنساء بتوجيه السؤال إلى أعينها، وبالطبع لن تجيب عليها أعينها. شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها - موسوعة. إنما هو الأسلوب الذي استخدمته الخنساء، والذي لاقى استحسانًا من أغلب السامعين والقارئين لهذا الرثاء، حيث جعلت من عينها شخصًا حزينًا على فراق صخر. كما نرى أيضًا استخدام أسلوب المبالغة في العديد من الأبيات في هذا الرثاء، وعلى سبيل المثال: كلمة (ذرفت)، وهذه الكلمة إن دلت على شيء فإنها تدل على كثرة ذرف الدموع عند البكاء، وهذه الكلمة هي صيغة المبالغة للفعل الأصلي، ولكنها لم تستخدم هذه الكلمة نظرًا لكثرة البكاء. اقرأ أيضًا: أغراض الشعر الجاهلي ومميزاتها
الأساليب المستخدمة في قصيدة الخنساء في رثاء صخر
من الواضح أن الخنساء قد أتت بكل الخبرة الشعرية والإمكانيات التي تتمتع بها في مجال الشعر، حيث استخدمت أساليبًا رائعة، وقامت بوضعها في رثائها لأخيها صخر لتدل على مدى تعلقها به. قد اتضح هذا جليًا في العديد من المواضع فمن أكثر الأساليب التي استخدمتها الخنساء في هذا الرثاء هو أسلوب المبالغة، وجاء استخدامها لهذا موضحًا حالة الحزن الكبيرة التي كانت تمر بها بعد وفاة أخيها صخر.
أبيات للخنساء في رثاء أخيها صخر (ت 24هـ)
( رفيع العماد) كناية عن الشرف والسيادة. ( سادة عشيرته أمردا) كناية عن الرجولة المبكرة. وسر جمال الكنايات السابقة أنها
تؤكد المعنى مصحوباً بالدليل فطول النجاد دليل على طول الشخص, وارتفاع عمود الخيمة
دليل ع رفعة الشأن صاحبه, وعظمة الفتى وهو
صغير, دليل على رجولته المبكرة. *الاستعارة المكنية:( مد إليه اليد, ومدوا إلى المجد
أيديهم)شبه المجد بالشيء المادي. ( المجد يهوى إلى بيته) شبه المجد بالطائر وأتى بشيء من
صفاته وهو(يهوى)ولو عبرت بكلمه ( يسعى) أو ( يأوى) لكان أجمل, لأن الفعل يهوي يوحى
بالسقوط والهبوط. *الكناية ( مدوا إلى المجد أيديهم) كناية عن رغبتهم وسعيهم لنيل المجد ( يرى أفضل الكسب أن يحمدوا) كناية عن عظمة أخلاق صخر وحب
الناس له. التعبير والاساليب:
-جاءت الكلمات معبرة عن العاطفة
الحزن والاعجاب معاً. -كلمات توحي باستمرار البكاء
والحزن ( جودا،تجمدا،تبكيان). -كلمات توحي بالاعجاب والمدح:( الندى،الجرئ،الجميل
،السيد،طويل،رفيع ،ساد)
( المجد،الكسب ،يحمدا) توحي الألفاظ بالفضائل والصفات
التي تميزبها صخر. (مد يداً،فوق ،مضى،مصعدا) ألفاظ توحي بسبق صخر وقدانفراد
بالعظمة. الفعل ( يحمد) جاء مبنياًللمجهول ليدل على أن
المادحين كثيرون
قدم الجار والمجرور إليه على
المفعول به ( يداً) ليؤكدأن يده لم تمتدإلى شئ
غيرالمجد.
الجماليات: إذا القوم مـدوا بأيديهم إلى المجد: استعارة مكنية حيث شبهت المجد وهو شىء معنوى بشىء محسوس تمتد إليه اليد وصرحت.... وحذفت..... سر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها مع التجسيم ، و" إذا" أداة شرط غير جازمة لليقين ، " القوم" معرفة " للتعظيم والشمول مـد إليه يدا: اسلوب قصر للتوكيد والتخصيص ، " ويد" نكرة للتعظيم. فنال الذى فــــــوق أيديهم *** من المجد ثم مضى مصعدا نال: حصل * مضى: انطلق وذهب مصعدا: ناهضا ومرتفعا ومرتقيا×هابطا الشرح:صخر كان يسبق قبيلته فى الحصول على المجد والشرف. الجماليات: فنال الذى فـوق أيديهم من المجد: استعارة مكنية حيث شبهت المجد بشىء محسوس ينال سر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها مع التجسيم ،" فنال": تدل على الفوز والنجاح ،والفاء تدل على السرعة، " فوق": تدل على سمو الهدف ،وانه يسبق الآخرين. ثم مضى مصعدا: كناية عن علو همته سر جمالها........ ترى الحمد يهوى إلى بيته***يرى أفضل الكسب أن يحمدا الحمد: الثناء ×الذم *يهوى: يسرع يحمد: يمدح ×يذم *يرى: يعتقد الكسب: الربح *يحمد: يشكر فعله الشرح:الثناء والاعتراف بالفضل دائما يتجه إلى صخر واهله ،وهو يفعل ذلك إيمانا منه بأن أفضل ربح لللإنسان فى الحياة أن يكون محمودا بين الناس.