وحدث بعد أشهر أن خرج النبي وأصحابه يرصدون عيراً لقريش، فجمع الله بهم مع قريش في أرض بدر، فلما اقتربت المعركة أخبر اليمان وابنه حذيفة رسول الله بعهدهما مع قريش، فقال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم: نفي لكما بعهدكما ونستعين الله عليهم، فارجعا.
أبو جندل بن سهيل العقارية
كنبت / رحاب الجوهري
صحابي وفقيه وقارئ قرآن وراوي للحديث النبوي من الأنصار من بني أدّى من بني جشم بن الخزرج، أسلم وهو ابن 18 سنة، وشهد بيعة العقبة الثانية، ثم شهد مع النبي محمد المشاهد كلها، واستبقاه في مكة بعد فتحها ليُعلّم الناس القرآن ويفقههم، ثم بعثه عاملاً له في اليمن بعد غزوة تبوك. بعد وفاة النبي محمد، شارك معاذ في الفتح الإسلامي للشام، وتوفي في الأردن في طاعون عمواس. أسلم معاذ بن جبل وعمره 18 سنة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وهو شابًا أمردًا لم تُنبت لحيته بعد، ولما أسلم تولّى معاذ مع ثعلبة بن عنمة وعبد الله بن أنيس تكسير أصنام بني سلمة. أبو جندل بن سهيل العقارية. ولما هاجر النبي محمد، آخى بين معاذ وعبد الله بن مسعود. وقد شهد معاذ بن جبل غزوة بدر وعمره 20 أو 21 سنة، ثم شهد مع النبي محمد باقي المشاهد كلها. ولما فتح النبي محمد مكة في رمضان سنة 8 هـ، استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بهم، وخلف معاذًا يُقرئهم القرآن، ويفقههم في دينهم؛ ثم بعثه في ربيع الآخر سنة 9هـ عاملاً له على بعض نواحي اليمن، ثم عاد وقد توفي النبي محمد، فخرج إلى الشام، فشهد الفتح الإسلامي للشام، وشارك في معركة اليرموك. قال محمد بن كعب القرظي في سبب خروجه إلى الشام: «جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار: معاذ وعبادة وأُبيّ وأبو أيوب وأبو الدرداء، فلما كان عمر، كتب يزيد بن أبي سفيان إليه: «إن أهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم»، فقال: «أعينوني بثلاثة»، فقالوا: «هذا شيخ كبير – لأبي أيوب -، وهذا سقيم – لأُبيّ -»، فخرج الثلاثة إلى الشام، فقال: «ابدءوا بحمص، فإذا رضيتم منهم، فليخرج واحد إلى دمشق، وآخر إلى فلسطين»».
أبو جندل بن سهيل بن عمرو
أبو بصير هو عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي، مشهور بكنيته، هرب من الكفار في هدنة الحديبية إلى رسول الله ﷺ، فطلبته قريش ليرُدَّه الرسول ﷺ إليهم، ولمَّا علم أن الرسول ﷺ سيردُّه خرج إلى سِيفِ البحر، واجتمع إليه كلُّ مَنْ فرَّ من المشركين. موقف أبو بصير مع النّبيّ: جاء أبو بصير إلى المدينة المنورة بعد فترة وجيزة من صلح الحديبية وكان يُريد أن ينضمَّ إلى الصفِّ المسلم فرارًا بدينه من أهل الكفر بمكة، ولكن قريشا أرسلت في طلبه رجلين إلى رسول الله ﷺ، فقالا له: العهد الذي جَعَلْتَ لنا. فدفَع النبيّ بأبي بصير إليهما. إنه يردُّ مسلمًا جاءه إلى المدينة المنورة، والمدينة أحوج ما تكون إلى الرجال والجند، والرجل مسلمٌ قد يُفْتَنُ في دينه ويُعَذَّب، ومع ذلك يردُّهُ لأن بنود المعاهدة نصَّت على ذلك، وليس له إلاَّ الوفاء. وقد تعجَّب أبو بصير -رضي الله عنه- من ردِّ فعل الرسول ﷺ، فقال متسائلاً: يا رسول الله؛ أتردني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟! قال ﷺ: «يَا أَبَا بَصِيرٍ، انْطَلِقْ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيَجْعَلُ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا). إن الوفاء بالعهد ليس اختيارًا من الاختيارات عند المسلمين.. صلح الحديبية – مجلة الوعي. إنه واجب لازم، وفريضة حتمية..
وتسلَّم الرجلان القرشيان أبا بصير -رضي الله عنه- بالفعل، وفي الطريق إلى مكة استطاع أن يحتال عليهما، فقتل واحدًا منهما، وفَرَّ الآخر!
أبو جندل بن سهيل المزروعي
ولما أُصيب أبو عبيدة بن الجراح والي الشام في طاعون عمواس، استخلف معاذ بن جبل،فماتت زوجتيه، ثم ولديه، ثم مات هو في نفس الطاعون. وقيل مات وعمره 33 أو 34 أو 38 سنة، وذلك سنة 17 هـ أو 18 هـ في الأردن في طاعون عمواس. وفاء بالعهد وأداء للأمانة | صحيفة الخليج. وكان معاذ طويلاً، حسن الثغر، عظيم العينين، أبيض، جعد، قطط، مجموع الحاجبين، به عرج. قال أنس بن مالك: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب وزيد ومعاذ بن جبل وأبو زيد أحد عمومتي». وروى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي محمد قوله: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود وأبي ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة». أقرأ التالي
منذ 3 ساعات
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي
عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب
منذ 6 ساعات
أبان بن سعيد الأموي
منذ 7 ساعات
عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام السلمي
منذ يومين
فضل العشر الأواخر من رمضان
منذ 3 أيام
خبيب بن عدي بن عامر الأنصاري
حكم سماع الأغاني في رمضان
فضل ليلة القدر من كرم الرحمن
ثم جرت السفارات بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبين كفار قريش، وكل سفراء قريش يعودون بانطباع واحد، وهو أن محمداً لا يريد حرباً، وإنما جاء زائراً للبيت، وكان من تدبيره صلى الله عليه وسلم أن يطلع السفراء على الهدي الذي ساقه ليتأكدوا من أنه يريد الاعتمار، وكان ما شاهده أحد سفراء قريش، عروة بن مسعود الثقفي، من تعلق أصحاب محمد برسولهم، أن رجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش، إني قد جئت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه، والنجاشي في ملكه. وإني والله، ما رأيت ملكاً في قوم قط، مثل محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يُـسْـلمونه لشيء أبداً، فَـرَوْا رأيكم. ثم بادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرسال سفير إلى قريش، لينقل إليهم أن محمداً ما جاء لحرب، وإنما جاء زائراً ومعتمراً، فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، فاعتذر ابن الخطاب، أنه يخاف قريشاً على نفسه، إذ ليس له بمكة من يمنعه، ولشدة عداوته لقريش وغلظته عليها، وأشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بإيفاد عثمان بن عفان، فبعثه رسول الله إلى أبي سفيان وأعيان قريش.