فقولا له قولا لينا - YouTube
الباحث القرآني
- الواجب على المجلس عدم التهاون لهؤلاء بالاسترسال بالإساءات والحزم، وتفعيل الإجراءات المنصوص عليها في اللائحة والعمل على إيقاف المسيء كي يكون عبرة للآخرين. يا رب اجعلنا ممن يحسنون الظن بالناس، واجعل الناس يحسنون الظن بنا. اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.
فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
ولذلك فقد كانا يخافان ألا يستمع إليهما ولا يستقبلهما، لأنهما لا يملكان أمامه أيّ موقع اجتماعي متقدم، يسمح لهما بمقابلته والجلوس إليه، فكيف يتمكنان إذاً من مواجهته بالموعظة والنصح والدعوة إلى الإيمان، وما يستلزمانه من التنازل عن امتيازاته؟ لقد كانت التجربة شبه مستحيلة، ولهذا أعلنا خوفهما هذا أمام الله بأن يتقدم إليهما بالعقوبة، ويطردهما ولا يسمح لهما بالحديث وإتمام الدعوة وتقديم الحجة، أو يتجاوز الحد في ظلمه لهما أو لقومهما باللجوء إلى وسائل ضاغطة قاسية. وربما أثار بعض المفسرين الرأي القائل إن هذه الآية لا تنسجم مع الجو الذي توحي به آية سورة القصص: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} [القصص:35] إذ أنها توحي بأن الله قد أعطاهما الأمان في مثل هذا الموقف فكيف يخافان بعد ذلك؟ والجواب أن آية القصص تمثل اختصار الموقف الذي فصلته هذه الآية على الطريقة القرآنية التي تشير إلى جزئيات الموقف في مورد، وتهمله في مورد آخر، وربما كان الأمر بالعكس، بأن كانت هذه الآية تصويراً للحالة النفسية التي يعيشانها في مواجهة الموقف، لتكون الآية الأخرى تقريراً للموقف في طبيعته، فتكون المسألة هنا مسألة اختلاف في الأسلوب.
فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً - الراي
فَأْتِيَاهُ [طه:47] أي: جاء موسى وهارون إلى فرعون فَأْتِيَاهُ [طه:47] فعل أمر، ائتياه، امشيا إليه ولا تترددا ولا تتراجعا. فَأْتِيَاهُ فَقُولا [طه:47] لما تصلان إليه إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ [طه:47] فما فيها غلظة ولا شدة ولا عنف. فرعون مربوب مخلوق، وهو يعرف أنه مربوب مخلوق، وأنا وأخي رسولا ربك أرسلنا إليك، فلا تغضب ولا تزعل، فهذا ليس من عندنا بل من سيدك خالقك، بعثنا إليك، فنحن رسولا ربك نطالبك بأن ترسل معنا بني إسرائيل. فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [طه:47] أولاد إسرائيل الذي هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. أين ديارهم؟ أرض المعاد الشام فلسطين. إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ [طه:47] إليك لمهمتين: المهمة الأولى: أن تعبد الله عز وجل وحده. والثانية: أن ترسل معنا بني إسرائيل، هذا الشعب المعذب المضطهد في هذه الديار؛ أمرنا ربنا أن نأخذه إلى أرض المعاد أرض القدس، أرسله معنا، فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ [طه:47] لأنهم -كما علمتم- كانوا يعذبون بالاضطهاد والتنكيل ودفن الأولاد واستخدام النساء، وغيرها من أنواع العذاب، وقد قال تعالى: وَلا تُعَذِّبْهُمْ [طه:47]. الباحث القرآني. إذاً: والله كانوا يعذبونهم أسوأ العذاب.
- قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159] (يقول تعالى مخاطبًا رسوله صلى الله عليه وسلم، ممتنًّا عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على أمته، المتبعين لأمره، التاركين لزجره، وأطاب لهم لفظه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ أي: أي شيء جعلك لهم لينًا لولا رحمة الله بك وبهم) [1470] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/148). - وقال سبحانه مخاطبًا الرسول: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 215] (أي: ارفق بهم وألن جانبك لهم) [1471] ((معالم التنزيل)) للبغوي (6/207). - وقال سبحانه: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 43-44] فقوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا (أي: سهلًا لطيفًا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف [1472] الصلف: مجاوزة القدر في الظرف والبراعة والادعاء فوق ذلك تكبرا.