8
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ليس
المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء) 9. وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: بينما جاريةٌ على ناقةٍ عليها بعض متاع
القوم إذ بَصُرَت بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وتضايق بهم الجبل، فقالت: حَلْ حَلْ
اللهمَّ العنها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( لا
تصاحبنا ناقةٌ عليها لعنة). 10
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- فلعنها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( لا
تلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه). 11
ويؤخذ من هذه الأحاديث الأحكام التالية:
أ-
أن
كثرة اللعن ليست من صفات المؤمنين الصادقين. ب-
أنه لا يجوز لعن الدواب. حَذارِ من اللّعن! | موقع المسلم. ج-
أنه لا يجوز لعن الريح وغيرها من مُسخَّرات الله في هذا الكون. د-
أنَّ اللعنَ أمرٌ خطيرٌ، فإذا لعن الإنسان أي شيء كان، ولم يكن هذا الشيء مستحقاً
للعنة، رجعت اللعنة عليه، فينبغي أن يُحتاط له أشد الاحتياط. 12
لعن غير المعين:
جاءت النصوص الكثيرة في القرآن والسنة بجواز لعن الفاسق غير المعين بالشخص ممن اتصف
بأوصاف مذمومة شرعاً كالكفر والظلم والكذب وغيرها من المحرّمات الثابتة الحرمة،
وهذه بعض النصوص في ذلك:
1
ـ قوله تعالى: { فَلَعْنَةُ
اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}
(89) سورة البقرة.
- حَذارِ من اللّعن! | موقع المسلم
- النهي النبوي عنِ اللعن (لا تلاعنوا) | المنتدى العالمي للوسطيه
- تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ...)
- أفأمنوا مكر الله - ملتقى الخطباء
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 99
حَذارِ من اللّعن! | موقع المسلم
النهي عن لعن العاصي:
الذي أخطأ أو وقع في المعصية بحاجة خاصة أن نأخذ بيده لا أن نهيل عليه التراب، أو ندعو عليه باللعنة فنكون عوناً للشيطان عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَكران، فأمر بضَربه، فمِنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عونَ الشَّيطان على أخيكم) رواه البخاري. وفي رواية لأبي داود وصححها الألباني قال صلى الله عليه وسلم: (ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه). قال ابن حجر في فتح الباري: "ووجْه عَوْنهم الشيطان بذلك أن َّالشيطان يريد بتَزْيينه له المعصية أن يحصلَ له الخزي، فإذا دعوا عليه بالخزي، فكأنهم قد حصَّلوا مقصود الشيطان.. اللعن طرد من رحمة الله. ويُستفاد من ذلك منع الدُّعاء على العاصي بالإبعاد عن رحمة الله". فائدة:
قال ابن العربي في "أحكام القرآن": "فأما العاصي المُعَيَّن فلا يجوز لعنه اتفاقاً لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جيء به بشارب خمر مرارًا فقال بعض من حضره: ما له، لعنه الله، ما أكثر ما يُؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا أعوانًا للشيطان على أخيكم، فجعل له حرمة الإخوة، وهذا يوجب الشفقة، وهذا دليل صحيح".
النهي النبوي عنِ اللعن (لا تلاعنوا) | المنتدى العالمي للوسطيه
وقال ابن حجر: "فالمُعَيَّن لا يجوز لعنه وإنْ كان فاسقا". النهي عن لعن الحيوان:
من الرحمة بالحيوان في هدي نبينا صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز تعذيبه ولا تجويعه، أو تكليفه ما لا يطيق، بل وتحريم لعنه، فعن عمران بن الح صين رضي الله عنه قال: (بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ فضجرت، فلعنَتْها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خُذُوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة) رواه مسلم ، قال القاضي عياض: "وأمْر النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الناقة بما أمر من أخذ ما عليها وإعرائها من أداتها، لأنها لعنتها صاحبتها: لِأمر أطلعه الله عليه فيها من لزوم اللعنة لها، أو لمعاقبة صاحبتها لنهيه قبل عن اللعن". وقال ابن الجوزي: "إن قيل: اللعنة البعد، وإنما يكون جزاء الذنب، والناقة غير مُكَلَّفة، فكيف تقع عليها لعنة؟ فالجواب من أربعة أوجه: أحدها: أن معنى وقوع اللعنة عليها خروجها من البركة واليُمْن، ودخولها في الشر والشؤم.. النهي النبوي عنِ اللعن (لا تلاعنوا) | المنتدى العالمي للوسطيه. والثاني: أنه نهى عن ركوبها، لأن لاعِنَ الناقة ظلمها باللعن، فتخوف رجوع اللعنة عليه.. والثالث: أن دعوة اللاعن للناقة كانت مجابة، ولهذا قال: (إنها ملعونة).
^ أ ب "إياكم واللعن" ، طريق الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:2598 ، صحيح. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7566 ، صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمران بن الحصين ، الصفحة أو الرقم:710 ، صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:1976 ، صحيح. ↑ "النهي النبوي عنِ اللعن (لا تلاعنوا)" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف. ↑ "الذين لعنهم الله" ، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف. ↑ رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:2385 ، صحيح. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7236 ، صحيح. ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:5090 ، صحيح. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1687 ، صحيح. ↑ رواه محمد جار الله الصعدي، في النوافح العطرة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:270 ، صحيح. ↑ رواه الكمال بن الهمام، في شرح فتح القدير، عن عقبة بن عبد السلمي ، الصفحة أو الرقم:4/162، صحيح.
كتاب: القول المفيد على كتاب التوحيد (نسخة منقحة). باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} [الأعراف: 99]. هذا الباب اشتمل على موضوعين: الأول: الأمن من مكر الله. والثاني: القنوط من رحمة الله. وكلاهما طرفا نقيض. واستدل المؤلف للأول بقوله تعالى: {أفأمنوا}. الضمير يعود على أهل القرى، لأن ما قبلها قوله تعالى: {أفأمن أهل القري أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون أو أمن أهل القري أن يأتهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} [الأعراف: 97-98-99]. فقوله: {وهم نائمون} يدل على كمال الأمن لأنهم في بلادهم، وأن الخائف لا ينام، وقوله: {ضحى وهم يلعبون} يدل أيضًا على كمال الأمن والرخاء وعدم الضيق، لأنه لو كان عندهم ضيق في العيش لذهبوا يطلبون الرزق والعيش وما صاروا في الضحى في رابعة النهار يلعبون. والاستفهامات هنا كلها للإنكار والتعجب من حال هؤلاء، فهم نائمون وفي رغد، ومقيمون على معاصي الله وعلى اللهو، ذاكرون لترفهم، غافلون عن ذكر خالقهم، فهم في الليل نوم، وفي النهار لعب، فبين الله عز وجل- أن هذه من مكره بهم، ولهذا قال: {أفأمنوا مكر الله} ، ثم ختم الآية بقوله: {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} فالذي يمّن الله عليه بالنعم والرغد والترف وهو مقيم على معصيته يظن أنه رابح وهو في الحقيقة خاسر.
تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ...)
والخلاصة: أن السائر إلى الله يعتريه شيئان يعوقانه عن ربه، وهما الأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، فإذا أصيب بالضراء أو فات عليه ما يجب، تجده أن لم يتداركه ربه يستولي عليه القنوط ويستبعد الفرج ولا يسعى لأسبابه، وأما الأمن من مكر الله، فتجد الإنسان مقيمًا على المعاصي مع توافر النعم عليه، ويرى أنه على حق فيستمر في باطله، فلا شك أن هذا استدراج. * فيه مسائل: الأولى: تفسير آية الأعراف. الثانية: تفسير آية الحجر. الثالثة: شدة الوعيد فيمن أمن مكر الله. الرابعة: شدة الوعيد في القنوط. فيه مسائل: * الأولى: تفسير آية الأعراف. وهي قوله تعالى: {فأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} ، وقد سبق تفسيرها. * الثانية: تفسير آية الحجر. وهي قوله تعالى: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} ، وقد سبق تفسيرها. * الثالثة: شدة الوعيد فيمن أمن مكر الله. وذلك بأنه من أكبر الكبائر، كما في الآية والحديث، وتؤخذ من الآية الأولى، والحديثين. * الرابعة: شدة الوعيد في القنوط، تؤخذ من الآية الثانية والحديثين.
أفأمنوا مكر الله - ملتقى الخطباء
والمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، فلا يُغلب جانب الخوف فيقع في كبيرة القنوط من رحمة الله، ولا يغُلِّب جانب الرجاء فيقع في كبيرة الأمن من مكر الله، بل يكون بينهما كالجناحين للطائر، فهو خائفٌ من ربه راجٍ ثوابه، إن وقع في ذنب خاف من عقاب الله، وإن فعل طاعة رجا ثواب الله، قال تعالى: ( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) [الإسراء: 57]. فينبغي له عند استكمال العافية والنعم أن يرجح جانب الخوف، فإنه إذ غلب الرجاء الخوف فسد القلب، وعند المصائب والموت يغلِّب جانب الرجاء، ويحسن الظن بالله - عز وجل-. وخوف العبد ينشأ من أمور: معرفته بالجناية وقبحها، وتصديق الوعيد، وأن الله رتب على المعصية عقوبتها، وكونه لا يعلم لعله يُمنع من التوبة ويُحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب، وبهذه الثلاثة يتم له الخوف، وقوته بحسب قوتها وضعفها وذلك قبل الذنب، فإذا عمله كان خوفه أشد. هذا هو الواجب على المؤمن، وبه تحصل السعادة له في الدنيا والآخرة. أيها المسلمون: قال ابن القيم: وأما خوف أوليائه من مكره فحق، فإنهم يخافون أن يخذلهم بذنوبهم وخطاياهم، فيصيرون إلى الشقاء؛ فخوفهم من ذنوبهم ورجاؤهم لرحمته، وقوله تعالى: ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ) [الأعراف: 99].
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 99
قوله: (الأمن من مكر الله). بأن يعصي الله مع استدراجه بالنعم، قال تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين} [الأعراف: 182- 183]. وظاهر هذا الحديث: الحصر، وليس كذلك: لأن هناك كبائر غير هذه ولكن الرسول يجيب كل مسائل بما يناسب حاله، فلعله رأى هذا السائل عنده شيء من الأمن من مكر الله أو اليأس من روح الله، فأراد أن يبين له ذلك وهذه مسألة ينبغي أن يفطن لها الإنسان فيما يأتي من النصوص الشرعية مما ظاهره التعارض، فيحمل كل واحد منها على الحال المناسبة ليحصل التآلف بين النصوص الشرعية. وعن ابن مسعود، قال: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله). رواه عبد الرزاق. قوله في أثر ابن مسعود: (الإشراك بالله): هذا أكبر الكبائر، لأنه انتهاك لأعظم الحقوق، وهو حق الله تعالى الذي أوجدك وأعدك وأمدك، فلا أحد أكبر عليك نعمة من الله تعالى. سبق شرحه. قوله: (القنوط من رحم الله واليأس من روح الله). المراد بالقنوط: أن يستبعد رحمة الله ويستبعد حصول المطلوب، والمراد باليأس هنا أن يستبعد الإنسان زوال المكروه، وإنما قلنا ذلك، لئلا يحصل تكرار في كلام ابن مسعود.
نعم. فتاوى ذات صلة