شكّل تأسيس مدينة القيروان، أساساً للفتح الإسلامي للمغرب العربي، الذي أصبح ولاية «أفريقية». في عام 654، بعد محاولات عدة، تمكن معاوية بن حدايج، بعد ثلاث حملات عسكرية، من إنشاء أول معسكر محصن. أطلق اسم «القيروان» على معسكره، ثم على المدينة فيما بعد. عُهد بعده إلى القائد العربي عقبة بن نافع بمواصلة فتح أفريقيا. في عام 682، نقل الموقع الأصلي للمعسكر إلى موقع أكثر استراتيجية كان نقطة التقاء مهمة للقوافل، بعيداً عن السواحل التي تحرسها البحرية البيزنطية، ولم يكن قريباً جداً من الجبال. وشكل المعسكر القاعدة العسكرية لغزو أفريقيا، حيث واجهت القوات العربية، لمدة ثلاثين عاماً، كلاً من البيزنطيين والبربر. ووجدت القيروان نفسها العاصمة الإقليمية لإمبراطورية إسلامية آخذة في التوسع. وعلى غرار عمرو بن العاص الذي فتح مصر وانطلق من معسكر الفسطاط، الذي أصبح فيما بعد القاهرة، قصد عقبة بن نافع إنشاء مدينة جديدة، لذلك بدأ ببناء مسجد كبير لا يزال يحمل اسمه حتى اليوم. حول المسجد، تم بناء منازل دائمة لإيواء الجنود الأوائل، مقسمة إلى مناطق حسب أصولهم. كان المسجد مكاناً جامعاً قصده الجميع لأداء صلاة الجمعة. أول مدينة عربية في شمال أفريقيا، دمجت القيروان بأراضي الخلافة الأموية، ثم السلالة العباسية التي خلفتها.
عقبة بن نافع فيسبوك
جامع الزيتونة أو الجامع الأعظم من أعرق المساجد التونسية، ليس لجماله فحسب، بل بسبب شكله ودوره الحضاري والعلمي في العالم العربي والإسلامي. جامع الزيتونة هو ملتقى للعبادة والمعارف، عن طريق حلقات العلماء والأئمة واللغويين والقضاة، بالإضافة إلى كونه مكان عبادة، فإنه يحتضن الاحتفالات الدينية، مثل المولد النبوي الشريف وليلة القدر في رمضان، وهو ثاني أقدم مسجد بعد جامع عقبة بن نافع. بُني خلال دولة الغساسنة
تأسس جامع الزيتونة عام 698 بأمر من حسان بن النعمان، أحد أبناء دولة الغساسنة في تونس، وأتمه من بعده الوالي عبيد الله بن الحبحاب عام 732، ويقع على مساحة 5 آلاف متر مربع، ولديه 9 أبواب، وتتكون قاعته الداخلية من 184 عمود. وبني جامع تونس الكبير على آثار كاتدرائية مسيحية، بحسب موقع المتحف الإسلامي في مصر، وأعاد الأمراء الأغالبة بناء الجامع كليًّا على 863، وأشارت نقيشة كتابية داخل قبة المحراب إلى شخص اسمه نصير، هو عبد الخليفة العباسي المستعين بالله الذي جرى في عهده ترميم المسجد، على يد معماري يدعى فتح الله. على نفس طراز جامع القيروان
حاكى بناء الزيتونة جامع القيروان وجامع قرطبة، واشتمل على صحن واسع يتقدم قاعة للصلاة مستطيلة الشكل، تغطي مساحة تصل إلى ألف و344 مترًا مربعًا.
عقبة بن نافع الفهري
يقوم سقفها على أعمدة حجرية تضم نحو 160 عمودًا وتاجًا قديمًا، وجلبت من خرائب قرطاجة، وتسبق المحراب قبة مزخرفة مثمنة الرقبة ترتفع على قاعدة مربعة، يغطيها هيكل خشبي ذو عوارض، وتحمل نقشًا كتابيًّا كوفيًّا يرجع إلى الخليفة العباسي المستعين. ويحتوي الصحن بشكله شبه المنحرف على رواق دائري، يرجع إلى القرن العاشر الميلادي، وتحمل قبة المدخل زخرفة كثيفة، وترتفع المئذنة في الزاوية الشمالية الجنوبية من الصحن المشيد عام 1894، ويصل ارتفاعها إلى 43 مترًا مربعًا، وهي نفس الزخرفة التي تزين بها مئذنة جامع القصبة الموحدية. أول مدرسة فكرية
جامعة الزيتونة أول جامعة أسست مدرسة فكرية في إفريقيا، وكانت تدعى مدرسة علي ابن زياد، ومؤسسها أسد بن الفرات والإمام سحنون، واشتهرت جامعة الزيتونة في عهد الدولة الحفصية بالفقيه المفسر محمد بن عرفة التونسي، صاحب المصنفات العديدة، واشتهرت أيضًا بالمؤرخ والعالم ابن خلدون. وأخرجت الجامعة عديد العلماء والفقهاء البارزين، من بينهم ابن خلدون وابن عرفة وإبراهيم الرياحي وسالم بوحاجب، ومحمد النخلي ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر، والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، وما زالت الزيتونة حتى الآن تقدم العلم والمعرفة.
لكن في عام 800، حرر الأمير الأغلبي نفسه من سلطة الخليفة في بغداد ليؤسس سلالته الخاصة، سلالة الأغالبة، التي كانت أول سلالة عربية محلية. سيطر الأمير على منطقة تمتد حتى شرق الجزائر وتونس وطرابلس. على الرغم من الاستقلال الرسمي، واصل خلفاؤه قسم الولاء للخليفة العباسي. تتوافق فترة الأغالبة (800 - 909) مع ذروة القيروان التي كانت مركزاً رئيسياً لأفريقيا والمغرب العربي، ومركز الفتح العربي في الأندلس 1. ويفسر الصحوة الاقتصادية للمنطقة موقعها الجغرافي على مفترق طرق القوافل، وازدهار الزراعة والحِرف اليدوية فيها. إلى اللقاء... إيلاف في
تيماء
المملكة العربية السعودية
موقع حراج
ويتضح تأثير هذا المرتفع في بناء حالة الاستقرار الجوي، بأغلب أيام السنة؛ وقد يصاحب ذلك المرتفع لون السماء الصافية، مع انخفاض في نسبة الرطوبة النسبية، فيحدث جفاف بالهواء. وبشكل أعم، تمتاز تلك المناطق المدارية والتي تقع تحت تأثير هذا المرتفع بحرارة شديدة، وجفاف ملموسا للهواء، وندرة في السحب، بفصل الصيف؛ كما يتميز بالبرودة النسبية، والسماء الصافية، وندرة السحب، بفصل الشتاء. الموقع الفلكي لتيماء، يؤكد على أنها تتأثر بظاهرة الإشراق الطويل، والذي يمتد إلى قرابة 15 ساعة، وخاصة بفصل الصيف، وهذا يعني تواجد وفرة كبيرة بالإشعاع الشمسي، والذي يرفع درجة الحرارة ويسبب تبخراً عالياً، والموقع الفلكي لمدينة تيماء يتميز بأن الشمس بوضع شبه تعامد عليه، بكثير من أيام الصيف ؛ مما يزيد من حرارة الجو.
وهنالك تجد بعض الصخور الأكثر ظهوراً حول مدينة تيماء، وهي بمثابة طبقات رسوبية، يتراوح عمرها ما بين الكمبري وأيضاً الديفوني السفلي. وهي تتكون أساساً من الرواسب الفتاتية التي من الحجر الرمل، أو الطفل، أو السلت، أو الرمل الطفلي. ويتم تقسيم تلك الرواسب الفتاتية إلى مكونين رئيسيين، من أعلى إلى أسفل كما يلي:
تكوين تبوك
وهو تلك طبقات المبنية من حجر الرمل أو حجر الرمل الطفلي أو الطفل الرملي، ويتكون الجزء السفلي بهذا المتكون من الطفل المتورق، ذو اللون الرمادي الأكثر غُمقة، واللون الرمادي الفاتح و اللون الأخضر. يترسب عند تلك المنطقة طبيقات دقيقة من الملح والجبس، وقد يصل سمك الجزء السفلي في محافظة تيماء إلى قرابة ستين متراً، ويختلف نوع المياه الجوفية التي يحتويها هذا التكوين من طبقة إلى طبقة أخرى. تكوين الساق
وتلك طبقات مكونة من الحجر الرملي المختلف الحبيبات، وهي تقع أسفل تكوين تبوك، ويعتبر تكوين تبوك هو التكوين الرئيسي الذي يحمل المياه الجوفية بمنطقة تيماء. المناخ بمحافظة التيماء
من أهم العوامل المؤثرة في مناخ تيماء، هو ذلك الموقع الجغرافي، والموقع الفلكي. الموقع الفلكي لمحافظة التيماء
تقع محافظة تيماء بخط طول 38 درجة و32 دقيقة باتجاه الشرق، وعلى دائرة عرض 27 درجة و38 دقيقة باتجاه الشمال، وهذا يوضح أنها تقع بمنطقة الضغط المرتفع ذو السمات المدارية Subtropical High Pressure System، الذي يتكون بفعل هبوط ضغط الهواء، والذي يعتبر جزءاً مهماً من دورة الهواء بخلية هادلي، وبذلك يتصاعد بالمناطق الاستوائية، ثم يهبط في المناطق المدارية.