تفسير سورة واخفض لهما جناح الذل من الرحمة
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا | تفسير ابن كثير | الإسراء 24
3- وتابعه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج17/ص418) ولفظه هو أن تلين لهما حتى لا تمتنع من شيء أحبَّاه. 4- وتابعه محاضر بن المورع أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج1/ص284) ولفظه يكون لهما ذلولاً لا يمتنع من شيء أحباه. 5- وتابعه عبدة بن سليمان الكوفي أخرجه هناد بن السري في الزهد (ج2/ص476) ولفظه الذلول لهما أن لا تمتنع من شيء أحباه. 6- وتابعه أبو معاوية الضرير واختلف عنه في الآية فرواه هناد بن السري وجعل قول عروة في قوله تعالى {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}. أخرجه هناد بن السري في الزهد (ج2/ص476) وخالفه سعيد بن منصور فجعل قول عروة في قوله تعالى {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا}. سعيد بن منصور في سننه تكملة التفسير ط الألوكة (ج6/ص106) ولفظه لا تمنعهما شيئاً أراداه والصواب الأول أي {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} 7- وتابعه عبد الله بن نمير فجعل قول عروة في آية {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا | تفسير ابن كثير | الإسراء 24. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج5/ص219) ولفظه لا تمنعهما شيئاً أراداه، أو قال: أحباه. وهذا غلط أيضاً والصواب رواية الجماعة أن قول عروة في في قوله تعالى {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} 2) قال عاصم بن العجاج الجحدري: كن لهما ذليلاً ولا تكن لهما ذلولاً.
لما نهى تعالى عن الشرك به أمر بالتوحيد فقال: { وَقَضَى رَبُّكَ} قضاء دينيا وأمر أمرا شرعيا { أَنْ لَا تَعْبُدُوا} أحدا من أهل الأرض والسماوات الأحياء والأموات. { إِلَّا إِيَّاهُ} لأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي له كل صفة كمال، وله من تلك الصفة أعظمها على وجه لا يشبهه أحد من خلقه، وهو المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة الدافع لجميع النقم الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور فهو المتفرد بذلك كله وغيره ليس له من ذلك شيء. تفسير اية واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. ثم ذكر بعد حقه القيام بحق الوالدين فقال: { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} أي: أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسان القولي والفعلي لأنهما سبب وجود العبد ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر. { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا} أي: إذا وصلا إلى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف. { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} وهذا أدنى مراتب الأذى نبه به على ما سواه، والمعنى لا تؤذهما أدنى أذية. { وَلَا تَنْهَرْهُمَا} أي: تزجرهما وتتكلم لهما كلاما خشنا، { وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} بلفظ يحبانه وتأدب وتلطف بكلام لين حسن يلذ على قلوبهما وتطمئن به نفوسهما، وذلك يختلف باختلاف الأحوال والعوائد والأزمان.
السائل الكريم تحية طيبة، وأسأل الله أن يرزقنا حفظ الأحاديث النبوية، ورد في الحديث الشريف: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا مِنْ خَيْرِكُمْ لِأَهْلِي) بأكثر من رواية، فقد جاء الحديث من رواية عبد الله بن عباس، وفي سنن ابن ماجه، وصحيح ابن حبان، ومسند البزار، وجاء من رواية عائشة بنت أبي بكر، وفي سنن الترمذي، وصحيح ابن حبان، وسنن البيهقي الكبرى ومسند الدارمي. كما وجاء الحديث أيضاً في رواية الزبير بن عوام وفي مسند البزار، وجاء من رواية معاوية بن أبي سفيان، وفي مجمع الزوائد للهيثمي، وجاء من رواية أبو هريرة، وفي المعجم الأوسط للطبراني رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم.
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي
أيها المسلمون، إنها آية من آيات الله تعالى أن خلق لنا أزواجًا من أنفسنا؛ قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]؛ يقول السعدي رحمه الله تعالى: "تناسبكم وتناسبونهن، وتشاكلكم وتشاكلونهن، بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة، فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب مثلما بين الزوجين من المودة والرحمة"، فلا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين.
الحديث السابع: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي | موقع نصرة محمد رسول الله
هذا، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
د.العريفي .قال ﷺ'خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي' - Youtube
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج؛ فقال: « يا معشر الشباب ، من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء ». أيها المسلمون، اعلموا أن العلاقة الزوجية رباط قوي محكم، وعقدٌ وصفه الله تبارك وتعالى بقوله: { وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21]؛ أي: عهدًا وثيقًا، وهو حق الصحبة والممازحة، أو ما أوثق الله عليهم في شأنهن بقوله: { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229]. وفي حجة الوداع أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأمور عظام؛ ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: « فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ».
خيركم خيركم لأهله..وأنا خيركم لأهلي - Youtube
وفي الحديث أيضًا أن العناية بشأن الأهل من أسباب التوفيق الإلهي، أن العناية بشأن الأهل من أسباب التوفيق الإلهي، وهذا مشاهد ومسموع في القيام بحق الأهل كما تقدم آنفًا من الواجبات الشرعية، وإذا قام به العبد تقربًا إلى الله -تعالى- وفيه همة للتزود من العلم أعانه الله -جل وعلا- على جميع شئونه، وعلى جميع حوائجه، أما إهمال البيوت وتضييع الأولاد بدعوى التفرغ، فهذا مأزور وليس بمأجور.
بتصرّف. ↑ المناوي، فيض القدير ، صفحة 495. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 1007. بتصرّف. ↑ منقذ السقار، الدين معاملة ، صفحة 11-12. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:676، صحيح. ↑ سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة ، صفحة 26. بتصرّف. ↑ محمود الخزندار، هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا ، صفحة 495. بتصرّف. ↑ منقذ السقار، الدين المعاملة ، صفحة 13. بتصرّف.