الأربعاء 6 جمادى الأولى 1436 هـ - 25 فبراير 2015م - العدد 17047
استعراض لمقدرة الشاعر ولفت انتباه المتلقي
يا ونّة ونيتها، أو يا ونّتي، أو ونّيت إعلام عن حالة الشاعر في شكواه، وهذه الشكوى قد تكون صادقة عندما يذكر أسبابها ويقتنع بها المتلقي، وقد تكون مجرد استعراض لمقدرته كشاعر يتخذ التعبير السائد للتأثير في الآخرين، ويتبين ذلك من خلال مضامين القصيدة. الونّة هي الأنين، وفي اللغة، الأنين: مصدر من أنّ، وهو صوت التوجّع أو التأوّه ألمًا، وللساقية صوت يشبّهونه بأنين المتوجِّعين. ونحن نقول عن صوت المحالة التي يأتي فوقها الرشا لرفع الماء من البئر أنها تغني. "مراكب الموت" نموذج عن "القهر والوجع": توتر واطلاق للنار خلال تشييع الضحايا جاد وماسة ومحمد.. أيها الراحلون الصغار!. والواقع أنه يشبه الأنين. كما جاء أيضا عن الأنين أنه اسم وهو صوت الأنن وهو طائر كالحمام أسود له طوق كطوق الدبسي أحمر الرجلين والمنقار؛ صوت القوس عند الإنباض يتلاشى تدريجيا. وجاء في مفردة: ونّ: (و ن ن). بِهِ وَنٌّ: أي ضَعْفٌ. وتَدُقُّ بِالوَنِّ أي بِالصَّنْجِ الَّذِي يُضْرَبُ بِالأَصَابِعِ. والشعراء يريدون ذلك كله، سواء صوت الأنين أو ضعف الحال أو الاستسلام للعوارض التي جعلتهم في حالة من العجز، ولكنهم يستخدمون مفردة: الونّة جريا على عادة الشعراء ولا يجدون أبلغ منها في وصف سريع مباشر، يقول أبو دباس.
- "مراكب الموت" نموذج عن "القهر والوجع": توتر واطلاق للنار خلال تشييع الضحايا جاد وماسة ومحمد.. أيها الراحلون الصغار!
- قصيده صفي الدين الحلي في وصف الربيع
&Quot;مراكب الموت&Quot; نموذج عن &Quot;القهر والوجع&Quot;: توتر واطلاق للنار خلال تشييع الضحايا جاد وماسة ومحمد.. أيها الراحلون الصغار!
وشيع آلاف المواطنين الأشقاء الثلاثة في جنازة مهيبة في قريتهم وسط حالة من الحزن العميق، فيما تحولت صفحات مواقع التواصل لسرادق عزاء. وكشف والد الأشقاء الثلاثة لـ "العربية. نت" عن مفارقة مثيرة، وقال إن ابنته آلاء تم دفنها في نفس اليوم الذي كان مقررا الاحتفال فيه بخطبتها على شاب بكلية طب الأسنان، مؤكدا أنه راض بقضاء الله وقدره ولا يملك إلا الاستسلام له والدعاء لأبنائه بالرحمة.
أفادت مندوبة "لبنان 24" عن انطلاق مواكب تشييع ضحايا المركب الذي غرق قبالة شواطىء مدينة طرابلس، وسط حزن عميق يلف المدينة ووسط توتر يسيطر على الأجواء العامة وعلى نفوس الأهالي. وفي المعلومات، يسمع اطلاق نار كثيف في مناطق البقار والتبانة والقبة. وشيّع الأهالي الطفلة "تالين الحموي" في مسجد حربا في التبانة، وهي من أولى ضحايا المركب غير الشرعي. كما عمد الاهالي الى قطع الطريق عند شارع "سوريا" تعبيرا عن غضبهم. لم يكن الحادث الأول من نوعه، لكنّ "زورق طرابلس"، أو "مركب الموت" كما يصحّ وصفه، حمل بين طيّاته "المأساة"، بكلّ عناوينها وفصولها، "مأساة" اختلطت مقاربتها بين واقعٍ مُرّ "أجبر" مواطنين على الهرب عبر البحر بعدما فقدوا ربما كلّ مقوّمات الحياة في بلدهم، وبين حقيقة بقيت مبهمة، في ظلّ تباين الروايات حول ما جرى، وسط دعوات واسعة لفتح تحقيق جاد وشفاف يكشف ملابسات ما حصل. أعلن لبنان الحداد العام على ضحايا "زورق الموت"، فيما استنفرت القوات الأمنية وعزّزت حضورها في عاصمة الشمال، حيث كادت الأمور تخرج عن السيطرة، بعدما ساد الغضب والتوتر بين أهلها، على وقع الحادث "الجلل"، حزنًا على الضحايا الذين سقطوا بلا ذنب، ومطالبة بالكشف عن حقيقة ما جرى، ورواه الناجون، ولكن قبل هذا وذاك، تحسّرًا على حال جاء الحادث، على قساوته، ليعيد تسليط الضوء عليها.
عبدالعزيز بن سرايا بن أبي القاسم السنبسي الطائي و الملقب ب صفي الدين الحلي ( 1277 - 1349 م) شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى ، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها. عاش في الفترة التي تلت مباشرة دخول المغول لبغداد وتدميرهم الخلافة العباسية مما أثر على شعره ، نظم بيتا لكل بحر سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها. له العديد من دواوين الشعر المعروفة ومن أشعاره الشهيرة التي لا تزال تتداول حتى أيامنا هذه:
سـلي الـرماح الـعوالي عن معالينا
واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
بيــض صنائـعـنــا سود وقـائعـنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
لا يمتطي المجد من لم يركـــــب الخطرا
ولا ينال العلا من قدم الحــذرا
عاش صفي الدين الحلي في الحلة و الموصل و القاهرة و ماردين و بغداد التي توفي فيها. كان أول من نظم البديعيات. له ديوان ( درر النحور) في مدح الملك منصور الأرتقي ملك ماردين ، و الذي يحتوي على 29 قصيدة كل منها يتكون من 29 بيتا تبدأ أبيات كل قصيدة منها و تنتهي بأحد أحرف اللغة العربية. وقد كان ينظم الحلّي في فنون الشعر باللهجة المحكية في زمانه، كالزجل والموشح والقومة، كما كان أول من صنف كتاباً مختصاً بالشعر العربي العامي، و هو كتاب العاطل الحالي، أورد فيه نماذج من ذلك الشعر في زمنه ضمت أشعراً نظمها بنفسه.
قصيده صفي الدين الحلي في وصف الربيع
هذه هي الناحية اللفظية، وأما خصائص معانيه فإنها تتمثل في شدة اتصالها بعلوم البيان من كثرة التشبيه واستعمال المجاز والكنايات، وقد ساعده على الإجادة في ذلك ما وهبه من قوة الخيال ودقة المشاهدة كما سنعرف ذلك حين التحدث عن وصفه. وتتمثل أيضًا في طغيان الإشارات والمصطلحات العلمية عليها إذ تراه يستغل معارفه في علوم الفقه والحديث والفلسفة والتصوف في استعارة معانيه لأي موضوع شاء، وكثيرًا ما يضرب الأمثال بحوادث التاريخ أو يستشهد بالقصص العامة الشائعة كأنه يدرك قاعدة التربية الحديثة في إظهار المعقول بثوب المحسوس. وتعد معانيه فوق ذلك من النوع الممتلئ الدسم، فهي تتدفق قوية في طريقها إلى الغاية من غير تفكك أو فضول أو تدنس بالمعاني العامية المبتذلة، ويحس قارؤها بروح الصدق سارية بين أجزائها في أغلب الأغراض لأن الشعر كان قطعة من نفس صفي الدين لا علمًا يحرك به لسانه، أما في غير الغالب فقد كان يقحم نفسه في أغراض متكلفة لا صلة بينه وبينها غير حب المحاكاة والصنعة كما أنه انحدر إلى أعماق الابتذال حين خاض في المجون. وقد قال صفي الدين بهذه المعاني في جميع الميادين التي عرفها الشعر العربي إلى وقته، حائزًا قصب السبق في كثير منها فتناول الفخر والمدح والوصف والغزل، وهي أركان شعره الكبرى ثم الحكم والخمر والزهد والألغاز والمجون، وهي العمد الثانوية، ونحب قبل أن نستعرض هذه الميادين أن نسجل هنا شهادة أحد المعاصرين له وهو صاحب (الفوات) المتقدم ذكره إذ قال: تعجبك ألفاظه المصقولة ومعانيه المعسولة ومقاصده التي كأنها سهام راشقة وسيوف مسلولة)!
تَوالَ عليّاً وأبناءَهُ، - صفي الدين الحلي
تَوالَ عليّاً وأبناءَهُ،
تفزْ في المعادِ وأهوالِه
إمامٌ لهُ عقدُ يومِ الغديرِ،
بنَصّ النّبيّ وأقوالِه
لهُ في التشهدِ بعدَ الصلاة ِ
مقامٌ يخبرُ عن حالِه
فهل بعدَ ذِكرِ إلهِ السّماءِ،
وذكرِ النّبيّ سِوى آلِه