عنوان الكتاب: جزء في طرق حديث لا تسبوا أصحابي المؤلف: ابن حجر العسقلاني؛ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر المحقق: مشهور بن حسن آل سلمان حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: دار عمار سنة النشر: 1408 - 1988 عدد المجلدات: 1 رقم الطبعة: 1 عدد الصفحات: 96 الحجم (بالميجا): 1 نبذة عن الكتاب: - رسائل من التراث الإسلامي 3 تاريخ إضافته: 02 / 12 / 2010 شوهد: 7627 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: تحميل تصفح (نسخة للشاملة موافقة لطبعة أخرى)
حديث: لا تسبّوا أصحابي
فاختصم خالد ، وعبد الرحمن بسبب ذلك والذي في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده ، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " وروى ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من حديث ابن وهب: أخبرنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية ، حتى إذا كنا بعسفان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم " ، فقلنا: من هم يا رسول الله أقريش ؟ قال: لا ، ولكن أهل اليمن ، هم أرق أفئدة ، وألين قلوبا ". فقلنا: أهم خير منا يا رسول الله ؟ قال: " لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ، ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه ، ألا إن هذا فضل ما بيننا وبين الناس ، ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير)] وهذا الحديث غريب بهذا السياق ، والذي في الصحيحين من رواية جماعة ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد - ذكر الخوارج -: " تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " الحديث.
لا تسبّوا أصحابي - موقع مقالات إسلام ويب
كان صلح الحديبية وما تبعه من فتح مكة حدًّا فاصلاً بين السابقين الأولين في الإسلام، واللاحقين المتأخرين، ولا يخفى ما للسابقين الأولين من فضيلة على اللاحقين المتأخرين، يقول الله تعالى: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا} (الحديد: 10). وقد حصل شيء مما يكون بين الناس، بين الصحابيين الجليلين: عبد الرحمن بن عوف و خالد بن الوليد رضي الله عنهما، وكان عبد الرحمن بن عوف ممن أسلم قبل صلح الحديبية، و خالد بن الوليد ممن أسلم بعده، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه) أخرجه البخاري و مسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. سبب ورود الحديث
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد ل عبد الرحمن بن عوف: تستطيلون بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم).
هل يأتي فيمن بعد الصحابة من هو أكثر منهم أجرا ؟ - الإسلام سؤال وجواب
قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [٧]. قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [٨] ، وممَّا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبُّ أصحابه رضي الله عنهم. قوله سبحانه وتعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [٩]. الأدلة من السنة النبوية على عدالة الصحابة
قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تسبوا أصحابي، لعن الله من سبَّ أصحابي) [١٠].
رتبة حديث لا تسبوا أصحابي فإن أصحابي أسلموا خوفًا.... - إسلام ويب - مركز الفتوى
- النهي موجهٌ إلينا من باب أولى: نهيُ بعض من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن سب من سبقه، يقتضي زجر من لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن سب من سبقه من بابٍ أولى. - عدم الخوض فيما شجر بينهم: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله موضحًا عقيدة أهل السنة والجماعة: "ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون.. "، ثم قال: "ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم.. ". وقال أيضًا: "ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزرٌ مغفورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة، والعلم النافع والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل، علِم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم، وأكرمِهَا على الله".
وقوله: ( وكلا وعد الله الحسنى) يعني المنفقين قبل الفتح وبعده ، كلهم لهم ثواب على ما عملوا ، وإن كان بينهم تفاوت في تفاضل الجزاء كما قال: ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) [ النساء: 95]. وهكذا الحديث الذي في الصحيح: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير " وإنما نبه بهذا لئلا يهدر جانب الآخر بمدح الأول دون الآخر ، فيتوهم متوهم ذمه; فلهذا عطف بمدح الآخر والثناء عليه ، مع تفضيل الأول عليه; ولهذا قال: ( والله بما تعملون خبير) أي: فلخبرته فاوت بين ثواب من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، ومن فعل ذلك بعد ذلك ، وما ذلك إلا لعلمه بقصد الأول وإخلاصه التام ، وإنفاقه في حال الجهد والقلة والضيق. وفي الحديث: " سبق درهم مائة ألف " ولا شك عند أهل الإيمان أن الصديق أبا بكر رضي الله عنه ، له الحظ الأوفر من هذه الآية ، فإنه سيد من عمل بها من سائر أمم الأنبياء ، فإنه أنفق ماله كله ابتغاء وجه الله ، عز وجل ، ولم يكن لأحد عنده نعمة يجزيه بها.
21-سورة الأنبياء 88 ﴿88﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ فاستجبنا له دعاءه، وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة، وكذلك ننجي المصدِّقين العاملين بشرعنا.
وكذلك ننجي المؤمنين - Youtube
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر
النوع: ورقي غلاف كرتوني
لغة: عربي طبعة: 1 حجم: 24×17 عدد الصفحات: 570 مجلدات: 1
وكذلك ننجي المؤمنين
الأكثر شعبية لنفس الموضوع
الأكثر شعبية لنفس الموضوع الفرعي
أبرز التعليقات
دور نشر شبيهة بـ (دار الكاتب العربي للطباعة والنشر)
وكذلك ننجي المؤمنين… شيماء شافعي – على باب مصر
تفسير السعدي: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} أي: الشدة التي وقع فيها. { وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} وهذا وعد وبشارة، لكل مؤمن وقع في شدة وغم، أن الله تعالى سينجيه منها، ويكشف عنه ويخفف، لإيمانه كما فعل بـ " يونس " عليه السلام. تفسير القرطبي
قوله تعالى: وكذلك ننجي المؤمنين أي نخلصهم من همهم بما سبق من عملهم. وذلك قوله: فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وهذا حفظ من الله - عز وجل - لعبده يونس رعى له حق تعبده ، وحفظ زمام ما سلف له من الطاعة. وكذلك ننجي المؤمنين - YouTube. وقال الأستاذ أبو إسحاق: صحب ذو النون الحوت أياما قلائل فإلى يوم القيامة يقال له ذو النون ، فما ظنك بعبد عبده سبعين سنة يبطل هذا عنده! لا يظن به ذلك. من الغم أي من بطن الحوت. قوله تعالى: وكذلك ننجي المؤمنين قراءة العامة بنونين من أنجى ينجي. وقرأ ابن عامر ( نجي) بنون واحدة وجيم مشددة وتسكين الياء على الفعل الماضي وإضمار المصدر أي وكذلك نجي النجاء المؤمنين ؛ كما تقول: ضرب زيدا بمعنى ضرب الضرب زيدا وأنشد [ للشاعر جرير]: ولو ولدت قفيرة جرو كلب لسب بذلك الجرو الكلابا أراد لسب السب بذلك الجرو. وسكنت ياؤه على لغة من يقول بقي ورضي فلا يحرك الياء.
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ-آيات قرآنية
واختلفت القراء في قراءة قوله ﴿نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ فقرأت ذلك قراء الأمصار، سوى عاصم، بنونين الثانية منهما ساكنة، من أنجيناه، فنحن ننجيه، وإنما قرءوا ذلك كذلك وكتابته في المصاحف بنون واحدة، لأنه لو قرئ بنون واحدة وتشديد الجيم، بمعنى ما لم يسم فاعله، كان "المؤمنون" رفعا، وهم في المصاحف منصوبون، ولو قرئ بنون واحدة وتخفيف الجيم، كان الفعل للمؤمنين وكانوا رفعا، ووجب مع ذلك أن يكون قوله "نجى" مكتوبا بالألف، لأنه من ذوات الواو، وهو في المصاحف بالياء.
دعاء المجير - شبكة مدينة الحكمة
( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم ؛ أن الله تعالى سينجيه منها ، ويكشف عنه ويخفف، لإيمانه ، كما فعل بـ "يونس" عليه السلام " انتهى من"تفسير السعدي" (ص 529). والظاهر من لفظ الحديث أن الاقتصار على ملازمة هذا الدعاء بخشوع وخضوع قلب، بنية أن يستجيب الله لحاجته، يكفيه عن ذكر اسم هذه الحاجة؛ فقد سماه دعاء، ولم يرشد الداعي إلى ذكر حاجته. قال القرطبي رحمه الله تعالى:
" وقوله: ( كان صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم... ) الحديث. قال الطبري: كان السلف يدعون بهذا الدعاء، ويسمونه: دعاء الكرب. فإن قيل: كيف يسمى هذا دعاء وليس فيه من معنى الدعاء شيء، وإنما هو تعظيم لله تعالى، وثناء عليه؟
فالجواب: إن هذا يسمى دعاء لوجهين:
أحدهما: أنه يستفتح به الدعاء، ومن بعده يدعو. وقد ورد في بعض طرقه: ( ثم يدعو). وثانيهما: أن ابن عيينة قال - وقد سُئِل عن هذا -: أما علمت أن الله تعالى يقول: ( إذا شغل عبدي ثناؤه عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين). فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ-آيات قرآنية. وقد قال أمية بن أبي الصلت:
إذا أثنى عليك المرء يوما... كفاه من تعرضك الثناء
قلت: وهذا الكلام حسن، وتتميمه أن ذلك إنما كان لنكتتين:
إحداهما: كرم المُثنَى عليه، فإنه إذا اكتفى بالثناء عن السؤال، دل ذلك على سهولة البذل عليه، والمبالغة في كرم الحق.
الباحث القرآني
* * * ابن عاشور: و { ثم ننجّي رسلنا} عطف على جملة: { فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا} لأن مثل تلك الأيام يومُ عذاب. ولما كانوا مهددين بعذاب يحل بموضع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون عجل الله البشارة للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بأنه ينجيهم من ذلك العذاب بقدرته كما أنجى الرسل من قبله. وجملة: { كذلك حقاً علينا ننجِّي المؤمنين} تذييل. والإشارة ب { كذلك} إلى الإنجاء المستفاد من { ثم ننجِّي}. و { حقّاً علينا} جملة معترضة لأن المصدر بدل من الفعل ، أي حق ذلك علينا حقاً. وجعله اللّهُ حقاً عليه تحقيقاً للتفضل به والكرامة حتى صار كالحق عليه. وقرأ الجمهور { نُنَجّي المؤمنين} بفتح النون الثانية وتشديد الجيم على وزان { ننجي رسلنا}. وقرأ الكسائي ، وحفص عن عاصم { نُنْجي المؤمنين} بسكون النون الثانية وتخفيف الجيم من الإنجاء. فالمخالفة بينه وبين نظيره الذي قبله تفنن ، والمعنى واحد. وكتب في المصحف { ننج المؤمنين} بدون ياء بعد الجيم على صورة النطق بها للاتقاء الساكنيْن. " إعراب القرآن: «ثُمَّ» حرف عطف. «نُنَجِّي رُسُلَنا» فعل مضارع ومفعوله. «وَ الَّذِينَ» اسم موصول معطوف على رسلنا. «آمَنُوا» فعل ماض وفاعله والجملة صلة.
ومنه قوله تعالى: {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر:12] أي قدّر. وقوله: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ}: قال ابن مسعود: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل، وذلك أنه ذهب به الحوت في البحار يشقها حتى انتهى به إلى قرار البحر، فسمع يونس تسبيح الحصى في قراره، فعند ذلك قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}: وقيل: مكث في بطن الحوت أربعين يوماً، وقوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ}: أخرجناه من بطن الحوت وتلك الظلمات. {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}: أي إذا كانوا في الشدائد ودعونا منيبين إلينا. وقال صل الله عليه وسلم: « دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء إلا استجاب له» [هذا الحديث جزء من حديث طويل ذكره الإمام أحمد ورواه الترمذي والنسائي].