ما نحن الّا نقطةفي ذيلها الطويل.... نثرية
في منعطَفٍ ما من هذه الطريق.. ننتهي و نصير مثلهم
لا نُرى بلون الهواء
…هُم كانوا هنا مَن بنوا المدائن
…وإذا فتّشتَ عن باني كلّ بيت.. لا تجده …. لقد مشوا في الفراغ,, نحن طابور طويل يمشي
ويخرّ في سحيق…..
كأفعى مازالت تدخل في الرمال
ما نحن الّا نقطة
في ذيلها الطويل
وسنسكن معها الرمل بعد حين
لا أصدّق أنني قرب الموت
اصرخ في مركبي الذي كان يسير
في البحر بسعادة غامرة
الّا يقترب
من تلك الدوّامة.. أشدّه اليّ وهو يسير
هل يوقف أحدٌ الزمان
وهاأنذا قرب الموت
من يصدّق أن تنتهي هذه الحياة
وأن تُزيل الأمواج كلّ خطوطنا على الشاطىء.. كنّا نسمع عن الموت
حتى صرنا قربه …. فهو هنا
أو هنا …ننتظره
كما تنتظر حلزونة.. مدّ البحر
يأخذها اليه
هذه الدنيا
نُشفقُ على انتهائها …
كما تشفق على انتهاء كأس ماء
وأنت عطشان في الصحراء
وتعلم أنّه لا يوجد ماء
أينما التفتّ
غير تلك الكأس ليس في يدك
وهي ستنتهي حتما
لأنّك لا بدّ أن تشرب منها..
جرعة جرعة
ولا يمكنك التوقف عن الشرب …فتموت.. شعر حزين عن سفر الام , قصيدة عن فراق الاخت , اشعار عن سفر اختي , خواطر وداع الام المسافرة - نهار الامارات. فلا تشفق على نفسك من الموت
بل تدرّب على الموت.. وتعلّم الطاعة
لمن اراد كل شيء
وكتبّ قانون هذه الحياة ….
- قصيده عن السفر اليها
- د. علي محمّد الصلابيّ – حجة الوداع (دروس إيمانية عميقة وقيم تربوية بليغة) – رسالة بوست
- حجة الوداع (دروس إيمانية عميقة وقيم تربوية بليغة)
- الدرر السنية
قصيده عن السفر اليها
الدرب أقسم أن يخاصم
كل شيء.. بعدنا
وهناك في وسط الطريق شجيرة
كم ظللت بين الأماني.. عمرنا
مصباحنا المسكين ودع نبضه..
ولكم أشاع النور عطرا.. بيننا
شرفات مسكننا المسكين تحطمت..
عاشت أمانينا وذاقت كأسنا
وبراعم النوار بين دموعها
ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..
سنعود يوما.. بيتنا؟!.
ولكني أرى نسراً خرافيّاً يحلِّقُ فوقنا... وعلى ارتفاعٍ منخفضْ!
تزخر السيرة النبوية بكثير من الدروس والعبر التي يستفيد منها كل مسلم وكل إنسان، فيستفيد منها الإنسان العادي والفقيه والمؤرخ والمعلم والداعية، وفي هذا المقال سنتناول بعض الدروس التعليمية والتربوية والفقهية المستفادة من حجة الوداع. أولًا: الدروس التعليمية من حجَّة الوداع:
أ ـ التَّعليم بمباشرة ما يراد تعليمه:
علَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام مناسك الحجِّ بصورةٍ عمليَّةٍ، بأن قام بها، وباشرها فعلاً، ولم يكتفِ بأن يعلِّمها لهم قولاً، ولذلك قال لهم: «خذوا عنِّي مناسككم». د. علي محمّد الصلابيّ – حجة الوداع (دروس إيمانية عميقة وقيم تربوية بليغة) – رسالة بوست. وعلى هذا فيُستحسن من الدُّعاة؛ وهم يعلِّمون الناس معاني الإسلام أن يعلِّموهم هذه المعاني، والمطلوبات الشَّرعية، أو بعضَها في الأقلِّ بصورةٍ عمليَّةٍ كالوضوء، والصَّلاة، وتعليم قراءة القرآن بصورةٍ سليمةٍ. ب ـ تكرار الخُطَب:
لاحظنا: أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كرر خطبه، فقد خطب في عرفة، وفي منىً مرَّتين، كما كرَّر معاني بعض هذه الخطب، فعلى الدُّعاة أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكرِّروا خطبهم، ويكرِّروا بعض معانيها الَّتي يرون حاجةً لتكرارها؛ حتَّى يستوعبها السَّامعون، ويحفظوها؛ لأنَّ القصد من خُطب الخطيب إفادة السَّامعين بما يقول، فإذا كانت الفائدة لا تحصل، أو لا تتمُّ إلا بتكرار الخُطب من حيث عددها، أو بتكرارها من حيث تكرار معانيها، فليكرِّرها الدَّاعية، ولا يكون حرصه على أن يأتي بجديدٍ في خطبه، ما دام يرى الحاجة في ترسيخ معانٍ معيَّنةٍ في أذهان السَّامعين.
د. علي محمّد الصلابيّ – حجة الوداع (دروس إيمانية عميقة وقيم تربوية بليغة) – رسالة بوست
وأقسم الله تعالى بيوم عرفة في آية أخرى، فقال تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [5] ، قال ابن عباس (رضي الله عنهما): ( الشَّفْعُ: يَوْمُ الْأَضْحَى, وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ) [6]. فيوم عرفة هو من أفضل الأيام عند الله، وهو ذروة موسم الخيرات، وأغلى أوقات الطاعات، تزداد فيه الحسنات، وتكفر فيه السيئات، إذا ذكر يوم عرفة، فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها، فليس ثمة يوم طلعت فيه الشمس، أو غربت، هو خير منه مطلقًا. حجة الوداع (دروس إيمانية عميقة وقيم تربوية بليغة). لذلك أنا أردت اليوم أن أقف مع يوم عرفة، ولا أريد أن أطيل الكلام عن فضائل يوم عرفة، وإنما أودّ أن أنبّه على أمرين مهمّين ينبغي لكل مسلم أن يركّز عليهما في يوم عرفة. الأمر الأول: الدعاء عشية عرفة: لأن يوم عرفة يوم يرجى إجابة الدعاء فيه، وهذا أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [7]. قال ابن عبد البر (رحمه الله): "وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره،... وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب" [8].
حجة الوداع (دروس إيمانية عميقة وقيم تربوية بليغة)
فالواجب أن نتحين الفرص ونغتنم الأوقات ولنقطف من زهور الطاعات والعبادات ولنستنشق من عبير الصوم والصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والصلاة والسلام على رسول الله ونقاء القلب وحسن السريرة وطهر الخلق ما يجعله يوما للعفو والغفران. اللهم وفقنا لصيام يوم عرفه، وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا فيه من الغافلين. [1] سورة المائدة: من الآية (3). [2] صحيح البخاري، كتاب المغازي- باب حجة الوداع: (5/ 224)، برقم (4407)، وصحيح مسلم، كتاب التفسير: (4/ 2312)، برقم (3017). [3] سورة البروج: الآية (1-3). [4] سنن الترمذي، أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ - بَاب وَمِنْ سُورَةِ البُرُوجِ: (5/ 293)، برقم(3339). [5] سورة الفجر: الآية (1-3). [6] تفسير مجاهد: (ص: 726). [7] سنن الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ - بَاب: (5/ 464)، برقم (3585). [8] ابن عبد البر، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: (6/ 41). [9] النووي، الأذكار: (ص: 198). الدرر السنية. [10] الزهد لأحمد بن حنبل: (1/ 625)، أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: (3/ 314). [11] صحيح مسلم، كتاب الصيام - بَابُ اسْتِحْبَابِ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ وَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ: (2/ 818)، برقم (1162).
الدرر السنية
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك، وأعزه بطاعتك، وأعلِ به كلمتك، وانصر به دينك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين..
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم يا رب العالمين. اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد يُعزُّ فيه أهل الطاعة ويُهدى فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر إنك على كل شيء قدير. اللهم ارفع عن الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين يارب العالمين..
عباد الله.. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
لقد وصف صلى الله عليه وسلم الدَّاء، والدَّواء، ووضع العلاج لكلِّ المشكلات بالالتزام التَّامِّ بما جـاء من أحكامٍ في كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسَّكتُم به؛ لن تضلُّوا بعدي أبداً كتابَ الله، وسنَّتي». هذا هو العلاج الدَّائم، وقد كرَّر صلى الله عليه وسلم نداءه للبشريَّة عامَّةً عبر الأزمنة، والأمكنة بوجوب الاهتداء بالكتاب، والسُّنَّة في حلِّ جميع المشكلات الَّتي تواجه البشريَّة؛ فإنَّ الاعتصام بهما يجنِّب النَّاس الضَّلال، ويهديهم إلى الَّتي هي أقوم في الحاضر، والمستقبل، لقد اجتازت تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهديه حدود الجزيرة، واخترقت حواجز الزَّمن، وأسوار القرون، وظلَّ يتردَّد صداها حتَّى يوم النَّاس هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فلم يكن يخاطب سامعيه، فيقول لهم: (أيُّها المؤمنون! أيُّها المسلمون! أيُّها الحجَّاج)؛ بل كان يقول لهم: (أيُّها النَّاس! )، وقد كرَّر نداءه إلى النَّاس كافَّةً مرَّاتٍ متعدِّدةً دون أن يخصِّصه بجنسٍ، أو بزمانٍ، أو مكانٍ، أو لونٍ، فقد بعثه الله للنَّاس كافَّةً، وأرسله رحمةً للعالمين..
المصادر والمراجع:
أبو شهبة، السيرة النبوية، 2/575.