وكشفت هذه الشدائد عن مظاهر القوة الكامنة في الأمة الإسلامية؛ فظهرت وحدتها وتكاتفها في الدعاء والبذل والعطاء والاهتمام والمتابعة، وظهرت صلابة شبابها حين تشرق قلوبهم بنور الله. وقد تجلى ذلك بانكسار جيوش العدوان رغم ضخامتها عن اقتحام حلب وأخواتها إلا بالتدمير التام لها، وظهرت في النماذج الفريدة في الفداء والتضحية التي قدمها الكثير من الأبطال، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، بالصمود على الدين والتمسك بالحرية والكرامة ولو قتلوا من المجرمين، فالله متمّ نوره والحمد لله رب العالمين.
يريدون ليطفئوا نور الله English
[التوبة]. {5}.
يريدون ليطفئوا نور الله والله متم نوره
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.. إعراب الآية رقم (1): {يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)}. الإعراب: (يسبّح للَّه... في الأرض) مرّ إعرابها مفردات وجملا، (الملك، القدوس، العزيز، الحكيم) نعوت للفظ الجلالة مجرورة.
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم
ولخطورة هذا الصنف، أنزل الله سورة كاملة فيهم، سُميت سورة "المنافقون"، كانت فاتحتها قوله تعالى: "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ". يريدون ليطفئوا نور الله والله متم نوره. وكان مركز عداوة المنافقين لنور الله عز وجل هو التخذيل والتشكيك والاستهزاء، ولذلك قال الله فيهم: "وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ" (البقرة، الآية 14). ولكن هذه الاتهامات والإشاعات والتشويشات والمكائد سقطت وذهبت، وانتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمّت رسالته ربوع الأرض فأضاءت بها الدنيا وسعدت بها البشرية. وبرغم ما لقيه الصحابة رضي الله عنهم من عذاب وتنكيل وقتل وحصار وتهجير، حتى عبروا البحر لاجئين للحبشة، فإنهم سرعان ما انتصروا وسادوا وفتحوا مكة والجزيرة والعراق والشام ومصر وأفريقيا وآسيا، حتى وصلوا الصين شرقا والمغرب الأقصى غرباً. وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فاليوم تتجدد الاتهامات والإشاعات والتشويشات والمكائد بحق الإسلام والمسلمين، كما أن العذاب والتنكيل والقتل والحصار والتهجير يصب على رؤوس المستضعفين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
يريدون ليطفئوا نور ه
أسامة شحادة
العنوان هو الآية الثامنة من سورة الصف، وهي تحكى لنا قصة العداء القديم والمتجدد لنور الله عز وجل من قبل الكافرين بالله. ونور الله عز وجل تنوعت عبارات المفسرين في بيانه. ونقل الإمام القرطبي في تفسيره خمسة أقوال، هي: القرآن يريدون إبطاله وتكذيبه بالقول؛ وأنه الإسلام يريدون دفعه بالكلام؛ وأنه محمد صلى الله عليه وسلم يريدون هلاكه بالأراجيف؛ وأنه حجج الله ودلائله يريدون إبطالها بإنكارهم وتكذيبهم؛ وأنه مثل مضروب، أي من أراد إطفاء نور الشمس بفيه فوجده مستحيلا ممتنعا فكذلك من أراد إبطال الحق. وسبب نزول هذه الآية ما حكاه عطاء عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي أربعين يوما، فقال كعب بن الأشرف: يا معشر اليهود، أبشروا! فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه، وما كان ليتم أمره. تفسير: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون). فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى هذه الآية واتصل الوحي بعدها. ويُستخلص من تنوع عبارات المفسرين وأهل العلم أن نور الله عز وجل يشمل الدين والإسلام كله. وهذا العداء لنور الله عز وجل بدأ بإنكار نبوة سيدنا محمد ورفض رسالته والطعن في شخصيته صلى الله عليه وسلم، والوحي والقرآن الذي نزل عليه ورفض الانصياع لشريعته.
* * * وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 16644- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) ، يقول: يريدون أن يطفئوا الإسلام بكلامهم. ------------------- الهوامش: (1) انظر تفسير " الإطفاء " فيما سلف 10: 458.
وكِلا المفسدتين شرٌّ. والذي أنصح به إخواني:
أن يكونوا هم الذين يدعون اللهَ -عزَّ وجلَّ-؛ لأن الدعاء عبادة، والدعاء مُصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه، وشعور المرء بأن الله - - قادر على أن يمده بفضله. [كتاب الدعوة (5)، للشيخ ابن عثيمين - -، (2/145-146)، بواسطة "فتاوى علماء البلد الحرام"، (1699)]. 11-03-2011, 12:57 PM
حفيظ
تاريخ الانضمام: Oct 2009
التخصص: طلب العلم
النوع: ذكر
المشاركات: 2, 148
جزاك الله خيرًا. ها هنا كلام لابن تيمية- -، لعلي أنشط لنقله. 11-03-2011, 01:17 PM
وسئل الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:
هل يجوز طلب الدعاء من شخص يُظن فيه الصلاح؟
فأجاب:
لا مانع؛ بشرط: أن لا يكون ذلك أمرًا مستمرًّا ودائمًا، وهذا ورد فيه النهي عن بعضِ السَّلف. أما أن يُجعلَ ذلك في بعض الأحيان القليلة أو النادرة؛ فلا نُحرِّم مثل هذه الصُّورة. والله - - أعلم. [اللقاء الثاني من لقاءات غرفة (علم وعمل)، (30:47)]. طلب الدعاء من الغير - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية. 11-03-2011, 01:47 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل المجد المالكي
وفقك الله؛ لعل هذا ما أردت نقلَه من كلام شيخ الإسلام -أنقله من "تهذيب الآداب الشرعية"-:
قال الإمام ابن مفلح -رحمهُ الله-:
( قال الشَّيخ تقي الدِّين -رحمهُ الله-:
اللهُ هو الذي خلق السبب والمسبب، والدعاء من جملة الأسباب التي يُقدِّرها، فالالتِفات إلى الأسباب شِركٌ في التَّوحيد، ومحوُ الأسباب أن تكون أسبابًا نقصٌ في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكُليَّة قدحٌ في الشَّرع؛ بل العبد يجب أن يكون توكُّله ودُعاؤه وسؤاله ورغبتُه إلى الله -سبحانَه و -، والله يقدِّر له من الأسباب من دعاء الخلق وغير ذلك ما يشاء.
طلب الدعاء من الغير - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية
مجتمع رجيم /
أرشيف رجيم حرصا من مجتمع رجيم وخوفنا على اعضاء رجيم فى الوقوع باى اخطاء سواء بقصد او غير قصد فنرجو من الجميع عدم تنزيل مواضيع طلب فيها الدعاء من الغير لتسهيل أمورهن وماشابه ذلك في امور الزواج وغيره من الكرب والبلاء ، ونود نلفت نظر الاعضاء الكرام ان هذا النوع من الاسترجاء لا يجوز, يرجى من الاخوات الفاضلات قراءه الفتوى المدرجه للعلم والمعرفه. وأي موضوع ينزل بالركن دون ذكر المشكله بالتحديد ويقتصر فيه طلب الدعاء سوف يتعرض للحذف دون الرجوع لصاحب الموضوع. ولكم خالص الشكر والتحيه.
ومفسدة إيذاء المسئول وهي نوع ظلم الخلق. وفيه ذل لغير الله وهو نوع ظلم النفس. فهو مشتمل على أنواع الظلم الثلاثة. وقد نزه الله رسوله عن ذلك كله. وحيث أمر الأمة بالدعاء له فذاك من باب أمرهم بما ينفعون به كما يأمرهم بسائر الواجبات والمستحبات ، وإن كان هو ينتفع بدعائهم فهو أيضا ينتفع بما يأمرهم به من العبادات والأعمال الصالحة … فطلب النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ من عمر أو يدعو له كطلبه أن يصلى عليه ويسلم عليه وأن يسأل الله له الوسيلة والدرجة العالية الرفيعة وهو كطلبه أن يعمل سائر الصالحات فمقصوده نفع المطلوب من والإحسان إليه وهو ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أيضا ينتفع بتعليمهم الخير وأمرهم به ، وينتفع أيضا بالخير الذي يفعلونه من الأعمال الصالحة ومن دعائهم له. ومن قال لغيره من الناس: ادع لي ـ أو لنا ـ وقصده أن ينفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضا بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما أمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ مؤتم به ، وليس هذا من السؤال المرجوح ، وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه فهذا ليس من المقتدين بالرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ المؤتمين به في ذلك ، بل هذا هو السؤال المرجوح الذي تَرْكه إلى رغبة إلى الله وسؤاله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله.