وَلَمَّا أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة من الأهمية بمكان؛ إذ حفظ رضي الله عنه وفَقِه وتعلّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. مواقف من حياة أنس بن مالك رضي الله عنه
شهد أنس رضي الله عنه غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخدمه، إذ كان عمره حينها اثني عشر عامًا. كان انس بن مالك يشبه الرسول في. قَالَ أَنَسٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِى نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي. قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ «يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ». قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
كان انس بن مالك يشبه الرسول في
٦٧١٣- حَدَّثنا الحسن بن قزعة، حَدَّثنا عَاصِم بْنُ هِلالٍ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ، عَن أَنَس، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم، بِنَحْوِهِ وَزَادَهُ فِيهِ: وَانْتَهَبَ نَاسٌ غَنَمًا فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم مُنَادِيًا فَنَادَى إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنِ النُّهْبَةِ. وَهَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي رَوَاهُ عَاصِم، عَنْ أَيُّوبَ لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَن أَنَس إلَاّ عَاصِم بْنُ هِلالٍ.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، "أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْبَرَاءِ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى يَتَغَنَّى فَنَهَاهُ، فَقَالَ: أَتَرْهَبُ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، وَقَدْ تَفَرَّدْتَ بِقَتْلِ مِائَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ سِوَى مَنْ شَرِكَنِي فِيهِ النَّاسُ؟"[6]. وقال الزُّهْرِيّ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلاَةَ، وَهَذِهِ الصَّلاَةُ قَدْ ضُيِّعَتْ[7]. رواية أنس للحديث وأثره في الآخرين
يعد أنس بن مالك رضي الله عنه من أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأنه لازَم الرسول الكريمَ صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، مرافقًا له وخادمًا ومتعلمًا منه. انس بن مالك يشبه الرسول في الشرقيه. فقد روى عن النَّبيِّ ﷺ، وعن خلقٍ كثيرٍ مِنَ الصَّحابةِ الكبارِ؛ كأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، ومُعَاذٍ، وأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ، وأَبِي طَلْحَةَ، وأمِّهِ أمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ، وخالتِه أُمِّ حَرَامٍ، وزوجِها عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، وأَبِي ذَرٍّ، ومَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وعدَّةٍ غيرِهم، رضي الله عنهم.
قصة وفاة الشيخ بن باز - YouTube
وفاة الشيخ ابن ا
أيها المسلمون: أنتم شهود الله في أرضه، وقد شهد القاصي والداني لسماحة الشيخ ابن باز بالقبول والمحبة، والدعاء والإجلال والثناء، وإنا لنعلم بإذن الله ورحمته ومنّه أن ما عند الله لسماحته خيرٌ مما عندنا، ولكن القلوب تحزن على الفراق، والأعين تدمع على ذلك، ولا نقول إلا ما يُرضي الله عز وجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيراً منها، يقول صلى الله عليه وسلم: ( أتاني جبريل عليه السلام، وقال: يا محمد! وفاة الشيخ ابن باز - الموقع الرسمي للشيخ عبد القادر شيبة الحمد. عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وأن عزه استغناؤه عن الناس). أمة الإسلام: إنا على ثقة أن في كبار علماء هذه البلاد وغيرها من يخلفون هذا الإمام الجليل بإذن الله عز وجل، ولعل الله أن يبعث من طلبته والمنتفعين بعلمه من يكون علماً يُذكِّر بسماحته رحمه الله في العلم والدعوة، والنفع والكرم. لقد مات سماحة الإمام: محمد بن إبراهيم رحمه الله رحمةً واسعةً، فكأنما الشمس سقطت، وكأنما النجوم أفلت، وكأنما الدنيا أظلمت يوم مات، فخلف الله للأمة بسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، ونسأل الله الذي أخلف بهذا عن ذاك أن يخلف على أمتنا وعلى بلادنا خيراً منهم يا رب العالمين، وأن يجمعنا بهم في المهديين، وأن يجعلهم مع النبيين والشهداء والصديقين.
وفاه الشيخ ابن باز رحمه الله
ولذا كان فَقْدُ العالم مصيبةً في المجتمع؛ قال الحسن: "موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدُّها شيء ما اختلف الليل والنهار". وفاة الشيخ ابن ا. وقال أيوب: "إنِّي أُخبَرُ بموت الرجل من أهل السُّنَّة فكأني أفقد بعض أعضائي". لَعَمْرُكَ مَا الرَّزِيَّةُ فَقْدَ مَالٍ
وَلاَ شَاةٌ تَمُوتُ وَلا بَعِيرُ
وَلَكِنَّ الرَّزِيَّةَ فَقْدُ شَخْصٍ
يَمُوتُ لِمَوْتِهِ خَلْقٌ كَثِيرُ
كيف لا يُقال ذلك والنبيُّ ﷺ يقولُ: إنَّ الله لا يقبضُ العلم انتزاعًا ينتزعُه من الناس، ولكن يقبضُ العلم بقبْض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رُؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا، فأفتَوْا بغير علمٍ؛ فضلُّوا وأضلُّوا ؛ متفق عليه. إخوةَ الإيمان:
ما زالَ الألم بفقْد الشيخ مُوجِعًا، وقد تجاوَبت أرجاء العالم بالتعزية فيه، وذكْر مَآثِره وتعداد مناقبه، وقد أفضى الشيخ إلى ربِّه، وهو سبحانه أعلم بعبدِه وما قدَّمَه في سبيل دِينه، ورحمةُ الله واسعةٌ، وما عندَ الله خيرٌ وأبقى.
وفاة الشيخ ابن بازدید
والحديث عن الشيخ يدعونا إلى تلمُّس العظات والفوائد التي ينبغي الوقوفُ عندها من الجميع، لا سيَّما العلماء والدعاة وطلبة العلم وأهل المال والجاه، وإليكُموها في هذه الوقفات المختصرة:
الأولى: تميُّز الفقيد - رحمه الله - بالمنهج العلمي الراسخ في الوقوف مع الدليل الصحيح من الكتاب والسُّنَّة وفق قواعد الاستدلال والترجيح المُعتَبرة، دُون اللجوء إلى التقليد لِمَن سبق من العلماء والاكتفاء بذلك، لا سيَّما في المسائل المشكِلة والنوازل المعضلة، وهذه سمةٌ عظيمة يعرفُ طلاب العلم أثرَها ومَسِيسَ الحاجة إليها. الثانية: تميُّز الشيخ - رحمه الله - بالحِرص الشديد على العلم، وقَضاء الأوقات الكثيرة فيه، وترتيب الأوقات المناسبة له، والحِرص على استقطاب طلاب العلم، وإعانتهم وترغيبهم والإنفاق عليهم، وتفقُّد أحوالهم، وتشجيع النابهين منهم وتعاهدهم. ولما أعطى الشيخ العلم وقتَه أو غالب وقته أكرَمَه الله تعالى بسَعة العلم والتبحُّر فيه، فمنذُ تولَّى الشيخ القضاء وعمره سبعة وعشرون عامًا إلى أنْ تُوفِّي وعمره تسعون عامًا أو تنقص قليلاً ودروس العلم مستمرَّة لم تنقطعْ طيلة ثلاث وستين عامًا، وفي ذلك عبرةٌ لطلاب العلم؛ فالعلم لا يُؤخَذ جملةً واحدة.
وفاة الشيخ ابن با ما
وبالجملة فإن الشيخ رحمه الله فريد زمانه، ووحيد عصره وأوانه، إمام في كل شيء؛ في العلم والعمل، والدعوة والصبر، والكرم والأخلاق والتواضع. لقد كان أُمَّةً في رجل، كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، كان لسانه رحمه الله رقيقاً رحيماً رءوفاً بزائريه، دخل عليه ذات يومٍ شابٌ قد امتلأت ملابسه من رائحة الدخان، فتأفف أحد الجالسين من رائحة هذا الشاب، فلما دنا من الشيخ وسلم عليه، همس الشيخ في أذنه بكلمات، وأبدى له شيئاً من النصيحة في رفق ولطف، فشتان بين متأفف وبين ناصح بر رءوف. كان كلامه دائماً وصية الأمة بالتقوى، والتمسك بالكتاب والسنة، واتباع الدليل والحجة، والنهي عن التقليد، والحرص على الأخلاق الفاضلة، والتأدب بآداب السلف ، والحرص على طلب العلم. نعم أيها الأحبة! وفاة الشيخ ابن با ما. ولكم أن تعلموا بمكانة هذا العالم أنه يكفل قرابة ألف داعيةٍ في أنحاء الدنيا؛ منهم الفقير، ومنهم خريج الجامعة الإسلامية، ومنهم طالب العلم، كلهم يمدهم ويعطيهم من ماله، ومما يأتيه من صدقات المحسنين ومعوناتهم حتى بلغت نفقاته على هؤلاء الطلبة والدعاة الفقراء وأسرهم قرابة المليون ريال شهرياً، وهذا كلامٌ محققٌ معلومٌ ومعروفٌ. هَمُّ الشيخ ابن باز
أما همه رحمه الله فقد كان يحمل هماً واحداً هو دين الله ونصرته، وإعلاء كلمته في أنحاء المعمورة شرقاً وغرباً، لذا -أيها الأحبة- عاش زمانه وعمره كله لم يأخذ إجازةً ولو يوماً واحداً، ولا يكاد ينام في يومه وليلته إلا قرابة أربع أو خمس ساعات، أما الباقي من هذه الساعات، ففي ذكر وعبادة، ونشر علم وإفتاء، وقضاء حوائج المسلمين، رحمه الله رحمة واسعة، وجعله مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وجمعنا به في ظل عرشه حيث أحببناه في الله يوم لا ظل إلا ظله.
تتلمذ الشيخ ابن باز على أيدي علماء المملكة العربية السعودية، وكان من أبرزهم محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وصالح بن عبد الوهاب، وقاضي الرياض سعد بن حمد بن عتيق، ووكيل بيت المال في الرياض حمد بن فارس، ومفتي المملكة العربية السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ، واتصف رحمه الله بصفات أهل العلم، فكان يتصف بالرقة وكثرة البكاء عند سماع القرآن الكريم، أو الأحاديث النبوية الشريفة، وكان متواضعاً بالرغم من مكانته، كما اتصف أيضاً بالأدب، والذوق الرفيع، والكرم، فكان كريماً بالمال، والوقت، والعلم، والإحسان. إنجازات الشيخ ابن باز وأعماله كان القضاء أول عمل قام به الشيخ ابن باز في مدينة الخرج، كما أنّه تولى إمامة الناس، وخطبة الجمعة، وإلقاء الدروس في حلقات مستمرة أيام الأسبوع، وعند انتقاله للرياض عمل في مهنة التعليم في معهد الرياض العلمي، وبعد إنشاء كلية الشريعة عمل مدرساً فيها، وبعد ذلك أصبح نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقام بتأسيس حلقة تدريس في الجامع الكبير بالرياض، وعقد حلقة للتدريس في المسجد النبوي. كان للشيخ ابن باز مؤلفات كثيرة منها: الفوائد الجلية في المباحث الفرضية، والتحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك)، والعقيدة الصحيحة وما يضادُّها، والتحذير من البدع، ووجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه، وكان له إسهامات في مجال التأليف الدعوي، فألف الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة، وحكم السفور والحجاب ونكاح الشغار، ونقد القومية العربية، والجواب المفيد في حكم التصوير، والشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته، وحاشية مفيدة على فتح الباري، والجهاد في سبيل الله، وكان له أيضاً بحوث علمية، وردود فقهية واجتماعية تمّ نشرها في العديد من المجلات والصحف داخل المملكة وخارجها.
عند بلوغه العشرين من عمره أصيب بمرضٍ في عينيه أفقده بصره، ولكنّ ذلك لم يمنعه عن طلب العلم، ولم يُقلّل من عزيمته بل استمر في طلب العلم، وكان يلازم العلماء والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم، كما أنّهم أثروا في حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة. أعمال الشيخ ابن باز تولى ابن باز الكثير من الأعمال والمناصب، ومنها ما يأتي: العمل في القضاء في منطقة الخرج، لما يزيد عن أربعة عشرعاماً. التدريس في المعهد العلمي بالرياض. العمل كنائب لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. تولى رئاسة الجامعة الإسلامية. عمل كرئيس عام لإدارة البحوث العلمية، والدعوة، والإرشاد. كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة. عمل في رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في هيئة كبار العلماء بالمملكة. وقفات في وفاة الشيخ ابن باز. عمل في رئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. عمل في رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد. عمل في رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي. كان عضواً في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. كان عضواً في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.