تاريخ النشر: السبت 7 رمضان 1432 هـ - 6-8-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 162247
30092
0
316
السؤال
ما حكم الزوجة التي تدعو بدعاء: اللهم افتح بيني وبين زوجي بالحق وأنت خير الفاتحين؟ وهل في هذا الدعاء شيء غير شرعي؟ وجزيتم خيرًا. رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق أقول سمير رجب. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حكى الله هذا الدعاء عن شعيب عليه السلام، وقد دعا به حين كذبه قومه وتوعدوه أن يخرجوه والذين آمنوا معه من أرضهم إن لم يعودوا في ملتهم، فقال عليه السلام مجيبا لهم: أولو كنا كارهين * قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين {الأعراف:88ـ89}. ومعناه احكم بيننا وبينهم بالحق وانصرنا عليهم، قال ابن كثير ـ رحمه الله: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ أَيِ احكم بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ أَيْ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ، فَإِنَّكَ الْعَادِلُ الَّذِي لا يجور أبدا. انتهى. وقال السعدي ـ رحمه الله: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ـ أي: انصر المظلوم، وصاحب الحق، على الظالم المعاند للحق: وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ـ وفتحه تعالى لعباده نوعان: فتح العلم، بتبيين الحق من الباطل، والهدى من الضلال، ومن هو من المستقيمين على الصراط، ممن هو منحرف عنه، والنوع الثاني: فتحه بالجزاء وإيقاع العقوبة على الظالمين، والنجاة والإكرام للصالحين، فسألوا الله أن يفتح بينهم وبين قومهم بالحق والعدل، وأن يريهم من آياته وعبره ما يكون فاصلا بين الفريقين.
رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق أقول سمير رجب
قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ ۗ وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (112) يقول تعالى ذكره: قل يا محمد: يا رب افصل بيني وبين من كذّبني من مشركي قومي وكفر بك ، وعبد غيرك ، بإحلال عذابك ونقمتك بهم ، وذلك هو الحقّ الذي أمر الله تعالى نبيه أن يسأل ربه الحكم به ، وهو نظير قوله جلّ ثناؤه رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال ابن عباس ( قال رب احكم بالحقّ) قال: لا يحكم بالحقّ إلا الله ، ولكن إنما استعجل بذلك في الدنيا ، يسأل ربه على قومه. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، كان إذا شهد قتالا قال ( رب احكم بالحق). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 89. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( قُلْ رَبّ احْكُمْ) بكسر الباء ، ووصل الألف ألف احكم ، على وجه الدعاء والمسألة ، سوى أبي جعفر ، فإنه ضم الباء من الربّ ، على وجه نداء المفرد ، وغير الضحاك بن مزاحم ، فإنه روي عنه أنه كان يقرأ ذلك: (رَبّي أَحْكَمُ) على وجه الخبر بأن الله أحكم بالحقّ من كل حاكم ، فيثبت الياء في الربّ ، ويهمز الألف من أحكم ، ويرفع أحكم على أنه خبر للربُ تبارك وتعالى: والصواب من القراءة عندنا في ذلك: وصل الباء من الرب وكسرها باحكم ، وترك قطع الألف من احكم، على ما عليه قراء الأمصار ، لإجماع الحجة من القرّاء عليه وشذوذ ما خالفه.
رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق على الباطل
ويقال للقاضي: الفَتَّاحُ لأَنه يَفْتحُ مواضعَ الحق، وقوله تعالى:" ربنا افْتَحْ بيننا" أَي اقْض بيننا. والفتَّاحُ: الحاكِمُ صفة في الله تعالى
قال ابن الأَثير: قيل: معناه الحاكم بينهم، يُقال: فَتَحَ الحاكم بين الخصمين إِذا فصل بينهما، وأَهل اليمن يقولون للقاضي: الفَتَّاحُ، ويقول أَحدُهم لصاحبه: تعال حتى أُفاتحكَ إِلى الفَتَّاح، أي إلى الحاكم، ويقول "افْتَحْ بيننا" أَي احكم، وفي التنزيل: " وهو الفَتَّاحُ العليم " و فاتَحه مُفاتحة و فِتاحاً: حاكَمَه. رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ( كيف نفهمها). وفي حديث ابن عباس: ما كنت أَدري ما قوله عز وجل: " ربنا افتح بيينا وبين قومنا " حتى سمعت بنتَ ذِي يَزَنَ تقول لزوجها: تعالَ أُفاتِحْكَ أَي أُحاكمكَ
ووردت مادة ( فتح) في القرآن الكريم في ثمانية وثلاثين موضعا، وقد ذكر "الدامغاني" في الوجوه والنظائر أنّ الفتحَ في القرآن على أربعة أوجه، وهي: القضاء، والإرسال، والفتح بعينه، والنصر. فَوَجْهٌ منها "الفتح" يعني "القضاء" كقوله تعالى" إنا فتحنا لك فتحا مبينا" يعني إنا قضينا لك قضاء مبينا، وكقوله تعالى في سورة سبأ " ثم يفتح بيننا بالحق" يعني يقضي، وكقوله تعالى " وهو الفتاح العليم" يعني القاضي، وكقوله تعالى في سورة السجدة " ويقولون متى هذا الفتح" أي يقولون متى هذا القضاء، وكقوله تعالى في سورة السجدة " قل يوم الفتح" يعني يوم القضاء.
وينبغي نصح هذا الخطيب برفق ولين في أن يكف عن الدعاء المذكور؛ إلا إذا وجد ما يستدعي دعاءه به فيدعو حينئذ. والله أعلم.
قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 38 ، 39]. جاء عن ابن عباس وآخرين أنّ الآيتين ـ محل البحث ـ نزلتا في معركة تبوك حين كان النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عائداً من الطائف الى المدينة ، وهو يهيئ الناس ويعبؤهم لمواجهة الروم. وقد ورد في الرّوايات الإِسلاميّة أنّ النّبي لم يكن يبيّن أهدافَه وإِقدامه على المعارك للمسلمين قبل المعركة لئلا تقع الأسرار العسكرية بيد أعداء الإِسلام ، أنّه في معركة تبوك ، لما كانت المسألة لها شكل آخر ، فقد بيّن كل شيء للمسلمين بصراحة ، وأنّهم سيواجهون الروم ، لأنّ مواجهة امبراطورية الروم لم تكن مواجهة بسيطة كمواجهة مشركي مكّة أو يهود خيبر ، وينبغي على المسلمين أن يكونوا في منتهى الإِستعداد وبناء الشخصية أضف الى كل ذلك أنّ المسافة بين المدينة وأرض الروم كانت بعيدة غاية البعد ، وكان الوقت صيفاً قائظاً ، وهو أوان اقتطاف الثمار وحصد الحبوب والغلات.
سبب نزول سورة التوبة - سطور
السورة الفاضحة، نظراً لفضحها أمر المنافقين، حيث ذكرت صفاتهم جميعاً دون استثناء. سورة العذاب، وجاءت هذه التسمية من الذكر المكرر للعذاب الأليم الذي سيلحق بالمنافقين. القشقشة، وتعني هذه التسمية التبرئة، وهي السورة التي نزلت لتبرئة الصحابة المتخلفين عن غزوة تبوك. المنقرة، وجاءت هذه التسمية من نقرها لما تخفيه قلوب المشركين من نفاق. البَحوث، وهي التي تبحث وتنبش ما في قلوب المنافقين. الحافرة. المثيرة، وذلك نظراً لإثارتها العورات المنافقين وفضحها. المبعثرة، لقيامها ببعثرة أسرار المنافقون وكشفها. المدمدمة، ومعناها المهلكة. المخزية. سبب تسمية سورة التوبة - موضوع. المنكلة. المشردة، أي المفرقة لجموع المنافقين. مواضيع السورة
تركز هذه السورة على الجوانب التشريعية في الإسلام، وتعتبر من السور الأخيرة التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وهي أول سورة نزلت بعد انتهاء غزوة تبوك، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أبلغ عليّاً بن أبي طالب بما جاءت به السورة من أحكام، وأمره باللحاق بأبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى الحج ليبلغه ذلك. سبب النزول
نزلت سورة التوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبلغه بتوبة الله سبحانه وتعالى على المتخلفين عن غزوة تبوك، ويذكر بأنهم كانوا قد تراجعوا عن ساحة المعركة دون عذر، ثم نزل بهم الندم الشديد حين رأوا بأنهم مع النساء في المدينة وباقي الرجال والصحابة إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساحة الجهاد، وأمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يطلق المتخلفين الثلاث ويعذرهم.
سبب تسمية سورة التوبة - موضوع
قال تعالى: "يا أَيُّها الّذين آمنوا ما لكُمْ إذَا قِيلَ لَكمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثّاقلتُم إلى الأَرضِ أَرضِيتُم بالحياةِ الدُّنيَا منَ الآخرَةِ فما متاعُ الحياةِ الدّنيَا في الآخرَة إِلاَّ قلِيلٌ" [٤] ، وفي هذه الآية تحريض للمؤمنين على القتال في سبيل الله تعالى، وعدم التثاقل في نصرة الله ورسولِهِ. قال تعالى في ختام سورة التوبة: "لقدْ جَاءكُم رسُولٌ منْ أَنفسِكمْ عزيزٌ عليهِ ما عنِتُّمْ حرِيصٌ عليكُم بالمُؤمنينَ رؤوفٌ رحِيمٌ آية * فإِن تولَّوا فقُلْ حسبيَ اللّه لا إلهَ إلاَّ هو عليهِ توكَّلتُ وهو ربُّ العرشِ العظِيمِ"، [٥] ، وهذا الختام الرائع البهيّ، نزل تأكيدًا على رحمة الله وحرص نبيّه على الإسلام وغيرتِهِ على المسلمين، فالله تعالى إنْ تبرّأ من المشركين والمنافقين وحرمهم الرحمة في بداية السورة بعدمِ ذكرِ البسملة، فإنَّه أعطاهم في نهاية السورة رحمة ورأفة بهذا الختام الذي يصف خير البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم. [٦].
[١٢]
المراجع
↑ سورة التوبة، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 13-08-2020. ↑ التوبة، رقم الآية 18. ↑ التوبة، رقم الآية 1. ↑ سورة التوبة، موقع ويكي ويند، اطُّلع عليه بتاريخ 13-08-2020. ↑ سورة التوبة، موقع الكلم الطيب، اطُّلع عليه بتاريخ 13-08-2020. ↑ التوبة، رقم الآيات 1-2. ↑ التوبة، رقم الآية 38. ↑ التوبة، رقم الآيات 128-129. ↑ شعيب الأرناؤوط، تخريج زاد المعاد، 2/342، إسناده صحيح. ↑ البخاري، صحيح البخاري، 4882، حديث صحيح. ↑ مقاصد سورة التوبة، موقع إسلام ويب، اطُّلع عليه بتاريخ 13-08-2020. مقالات متعلقة
القرآن الكريم
1269 عدد مرات القراءة