اتظن انك قد طمست هويتي كلمات، تميز الأدب العربي على مر العصور بلغته القوية، ومتعته التي لا تزول، وقوة ألفاظه، وجودة الدروس والعبر التي يقوم بإيصالها إلى الجمهور، إذ عرف العرب منذ القدم باللغة القوية التي لها وقع وتأثير في نفوس السامعين، فكان معظم حديثهم شعرا منظما مقفيا، بلغة فصيحة سليمة. منذ قديم الأزل كان العرب يكتبون الشعر ويلقونه في المناسبات المختلفة، كالأفراح، أو بيوت العزاء، أو احتفالات النصر أو المعارك والكثير من المناسبات المختلفة، كما كانت تقام المسابقات الشعرية، والتي من خلالها كان الشعراء يلتقون ويتجمعون في مكان واحد، ومن ثم يبدأون في إلقاء الأشعار المختلفة، حتى أنهم كانوا يرتجلون الأشعار أحيانا، اتظن انك قد طمست هويتي كلمات. تميز الشعر العربي بأنواعه المختلفة والمتنوعة، والتي يؤدي كل نوع منها غرض معين يختلف عن غيره، فهناك أشعار قيلت للفخر، وأخرى للمديح، وأخرى للذم أو الهجاء، إليكم اتظن انك قد طمست هويتي كلمات. أتـظــن أنـك عـنــدمـا احـرقـتـنــي. ورقــصت كـالـشــيـطـان فوق رفــاتـي. وتـركـتــنـي لــلـذاريـات تـذرنــي. كـحـلا لـعــيـن الشـمـس فــي الـفـلـوات. قصيدة اتظن انك عندما احرقتني مكتوبة – المنصة. أتـظــن أنـك قــد طـمـسـت هـويــتـي.
- قصيدة اتظن انك عندما احرقتني مكتوبة – المنصة
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأعراف - الآية 175
- الناكصون على أعقابهم (1) (آتيناه آياتنا فانسلخ منها)
قصيدة اتظن انك عندما احرقتني مكتوبة – المنصة
قصيدة اتظن انك قد طمست هويتي كلمات، منذ قديم الأزمان واللغة العربية لها مكانتها وفي العصر الجاهلي اجتهد الشعراء في كتابة الشعر وكان الشعر هو ديوان العصر يكتبون فيه كل ما يحدث في أيامهم ويكتبون فيه حلهم وترحالهم ومعاركهم ولقد اهتموا بالشعر والشعراء وجعلوهم في مكانة عظيمة وكان يقام سوق خاص بالشعر يسمى بسوق عكاظ وكان يضرب فيه قبة للنابغة الذبياني ولقد اجتهد الناس وكتبوا في جميع أغراض الشعر.
قصيدة أتظن انك احرقتني
أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
وتركتنـــي للذاريــات تـذرنــي كحلاً لعين الشمس في الفلـوات
أتظـن أنك قـد طــمست هويتي!!! ومحــــوت تاريخي ومعتقـــداتي
عبثا تحاول …. لا فنـــاء لثائر أنــــا كالقيامـــه ذات يـــــوم آت
أنا مثـل عيـسى عــائد وبقــــوة مــن كـــل عاصـــفة ألـم شتـاتي
سأعــود أقدم عاشــــق متمــرد سأعـود أعظـم أعظم الثــــورات
سأعود بالتوراة والإنجيـل والــ قـــرآن والتسـبــيح والصـــلواتي
سأعــود بالأديـان ديــناً واحـــداً خــــــال مـــن الأحقـاد والنعرات
رجل من الأخدود ما من عودتي بـد … أنا كل الزمــــــان الآتــي
وليس لشيء من الحيوان حالة للتشبيه بها في الحالتين غير حالة الكلب اللاهث لأنه يلهث إذا أتعب وإذا كان في دعة ، فاللهث في أصل خلقته. وهذا التمثيل من مبتكرات القرآن فإن اللهث حالة تؤذن بحرج الكلب من جراء عسر تنفسه عن اضطراب باطنه وإن لم يكن لاضطراب باطنه سبب آت من غيره [ ص: 178] فمعنى " إن تحمل عليه " إن تطارده وتهاجمه. مشتق من الحمل الذي هو الهجوم على أحد لقتاله ، يقال: حمل فلان على القوم حملة شعواء أو حملة منكرة ، وقد أغفل المفسرون توضيحه وأغفل الراغب في مفردات القرآن هذا المعنى لهذا الفعل. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأعراف - الآية 175. فهذا تشبيه تمثيل مركب منتزعة فيه الحالة المشبهة والحالة المشبه بها من متعدد ، ولما ذكر تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث في شق الحالة المشبه بها ، تعين أن يكون لها مقابل في الحالة المشبهة ، وتتقابل أجزاء هذا التمثيل بأن يشبه الضال بالكلب ويشبه شقاؤه واضطراب أمره في مدة البحث عن الدين بلهث الكلب في حالة تركه في دعة ، تشبيه المعقول بالمحسوس ، ويشبه شقاؤه في إعراضه عن الدين الحق عند مجيئه بلهث الكلب في حالة طرده وضربه تشبيه المعقول بالمحسوس. وقد أغفل هذا الذين فسروا هذه الآية فقرروا التمثيل بتشبيه حالة بسيطة بحالة بسيطة في مجرد التشويه أو الخسة ، فيئول إلى أن الغرض من تشبيهه بالكلب إظهار خسة المشبه ، كما درج عليه في الكشاف ، ولو كان هذا هو المراد لما كان لذكر إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث كبير جدوى بل يقتصر على أنه لتشويه الحالة المشبه بها لتكتسب الحالة المشبهة تشويها ، وذلك تقصير في حق التمثيل.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأعراف - الآية 175
{سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات الله، وظلم نفسه بأنواع المعاصي، فإن مثلهم مثل السوء. وهذا الذي آتاه الله آياته، يحتمل أن المراد به شخص معين، قد كان منه ما ذكره الله، فقص الله قصته تنبيها للعباد. ويحتمل أن المراد بذلك أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه الله آياته فانسلخ منها. وفي هذه الآيات الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من الله لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن اتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببا للخذلان. اهـ. الناكصون على أعقابهم (1) (آتيناه آياتنا فانسلخ منها). وفي كلامه جواب كاف على سؤالك: (كيف نحذر من ذلك). وهنا يحسن التنبيه على قاعدة عظيمة في باب التفسير: وهي أن ما أُبهم في القرآن العظيم، ولم تبين حقيقته فلا حاجة لتتبعه من الإسرائيليات ونحوها، فهذا مما لا ترتب عليه فائدة كبيرة. قال ابن تيمية: ولكن في بعض الأحيان ينقل -أي: السدي- عنهم -أي: ابن مسعود، وابن عباس- ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: " {بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار} " رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو؛ ولهذا كان عبد الله بن عمرو قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك، ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد، فإنها على ثلاثة أقسام:
" أحدها " ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
الناكصون على أعقابهم (1) (آتيناه آياتنا فانسلخ منها)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لم يثبت خبر في الشرع في المعني بقوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {الأعراف:175}، وإنما هي آثار عن بعض السلف، مما أُخذ عن بني إسرائيل. جاء في زاد المسير لابن الجوزي: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا... وفيه ستة أقوال:
أحدها: أنَّه رجل من بني إِسرائيل يقال له: بلعم بن أبر، قاله ابن مسعود. وقال ابن الجوزي: قال ابن عباس: بلعم بن باعوراء. وروي عنه: أنه بلعام بن باعور، وبه قال مجاهد، وعكرمة، والسدي. وروى العوفي عن ابن عباس أن بلعماً من أهل اليمن. وروى عنه ابن أبي طلحة أنه من مدينة الجبَّارين. والثاني: أنه أُميَّة بن أبي الصلت، قاله عبد الله بن عمرو بن العاص، وسعيد بن المسيب، وأبو روق، وزيد بن أسلم، وكان أميّة قد قرأ الكتاب، وعلم أن الله مرسِل رسولاً، ورجا أن يكون هو، فلما بعث النبيّ صلّى الله عليه وسلم، حسده وكفر. والثالث: أنه أبو عامر الراهب، روى الشعبي عن ابن عباس قال: الأنصار تقول: هو الراهب الذي بُني له مسجد الشِّقاق، وروي عن ابن المسيب نحوه.
ثم خُتم مثل المنسلخ من آيات الله تعالى، المنتكس على عقبيه بقوله سبحانه ﴿سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾ [الأعراف: 177]. أَيْ: سَاءَ مَثَلُهُمْ أَنْ شُبِّهُوا بِالْكِلَابِ الَّتِي لَا هِمَّةَ لَهَا إِلَّا فِي تَحْصِيلِ أَكْلَةٍ أَوْ شَهْوَةٍ، فَمَنْ خَرَجَ عَنْ حَيِّز الْعِلْمِ وَالْهُدَى، وَأَقْبَلَ عَلَى شَهْوَةِ نَفْسِهِ، وَاتَّبَعْ هَوَاهُ، صَارَ شَبِيهًا بِالْكَلْبِ، وَبِئْسَ الْمَثَلُ مَثَلُهُ؛ وَلِهَذَا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ، الَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ كَالكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ» رواه البخاري. نعوذ بالله تعالى من الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدى، ونسأله الثبات على الحق إلى الممات، إنه سميع مجيب. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.