يعظم فضل سورة الكهف وذلك بسبب معالجتها لقضية توحيد الله ودعوة البشر إلى الدعوة إلى الإيمان بالآخرة وبيان أحداثها ومواقف القيامة مع التأكيد على وجوب الإيمان بدعوة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وبيان صدقها، ويهتم الكثير من المسلمين بمعرفة معاني آيات سورة الكهف، وبخاصة معنى آية قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي مع الإحاطة بما ترشد إليه أواخر السورة من فوائد جليلة. إن معنى آية قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي أي قُل لهم مخبرًا عن عظمة الباري، وسعة صفاته، وأنها لا يحيط العباد بشيء منها: {لَوْ كَانَ الْبَحْرُ} أي: هذه الأبحر الموجودة في العالم {مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} أي: وأشجار الدنيا من أولها إلى آخرها، من أشجار البلدان والبراري، والبحار، أقلام، {لَنَفِدَ الْبَحْرُ} وتكسرت الأقلام {قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} وهذا شيء عظيم، لا يحيط به أحد. وقوله – سبحانه –: { وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} زيادة في المبالغة وفي التأكيد لما قبله من شمول علم الله – تعالى – لكل شيء، وعدم تناهيه، أي: وبعد نفاد ماء البحر السابق، لو جئنا بماء بحرٍ آخر مثله فى السعة والغزارة، وكتبنا به كلمات الله – تعالى – لنفد – أيضًا – ماء البحر الثاني دون أن تنفد كلمات ربي.
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي - Youtube
وثانِيها: قَوْلُهُ: ﴿كانَتْ لَهم جَنّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ [الكَهْفِ: ١٠٧]. وثالِثُها: قَوْلُهُ: ﴿فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ﴾ ولا بَيانَ أقْوى مِن ذَلِكَ ثُمَّ قالَ: ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا﴾ أيْ مَن حَصَلَ لَهُ رَجاءُ لِقاءِ اللَّهِ فَلْيَشْتَغِلْ بِالعَمَلِ الصّالِحِ، ولَمّا كانَ العَمَلُ الصّالِحُ قَدْ يُؤْتى بِهِ لِلَّهِ، وقَدْ يُؤْتى بِهِ لِلرِّياءِ والسُّمْعَةِ، لا جَرَمَ اعْتُبِرَ فِيهِ قَيْدانِ:
أنْ يُؤْتى بِهِ لِلَّهِ، وأنْ يَكُونَ مُبَرَّأً عَنْ جِهاتِ الشِّرْكِ، فَقالَ: ﴿ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا﴾.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الكهف - الآية 109
تفسير قوله تعالى: "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي... " - الشيخ صالح المغامسي - YouTube
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي - عيون العرب - ملتقى العالم العربي
تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
لو كان البحر مدادا لكلمات ربي - ووردز
اقرأ أيضا: معنى قوله تعالى زيتونة لا شرقية ولا غربية
فوائد من أواخر سورة الكهف
توضيح جزاء الكافرين يوم القيامة وإحباط أعمالهم: ذكر الله – تعالى – في أواخر سورة الكهف جزاء الكافرين يوم القيامة، وإحباطه لأعمالهم، فقال -تعالى-: { قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا* الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا} ، وقد قال بعض المفسّرون: إن الأخسرين هم القسيسون والرهبان، وقيل: هم اليهود والنصارى، وقيل: الخوارج، وقيل: من يتّبع هواه، وقيل: هم من يمنّون عند فعلهم للمعروف. ذكر جزاء المؤمنين يوم القيامة: ذكر الله – تعالى – أن جزاء بعض المؤمنين يوم القيامة هو جنة الفردوس، وهي أفضل الجنان، وأعلاها وأحسنها، ولا يجدون عنها تحولًا، ولا يكون لهم منزلًا إلا هي، و ذلك في قوله: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} ، كما أن جنهم كانت للكافرين نُزلًا، فالجنة للمؤمنين نُزلًا، بشرط: الإيمان مع العمل الصالح؛ ويكون ذلك من خلال صلاح الإيمان في القلب مع عمل الجوارح، وإخلاص ذلك لله – تعالى -، وأن يكون موافقًا لشرعه، وما كان غير ذلك فهو مردود.
تعريف القرآن الكريم - موضوع
[٤]
القول بأنه المنزل؛ قيد يخرج به الكلام الذي اختصّ الله -تبارك وتعالى- بعلمه، أو أوحاه إلى ملائكته الكرام ليعملوا به، وليس لينقلوه إلى أحد من الإنس، وذلك أنّ الله -تعالى- أنزل بعض كلامه على خلقه، واستأثر بالبعض الآخر، ولم يطلع عليه أحد، يقول الله -تعالى-: (قُل لَو كانَ البَحرُ مِدادًا لِكَلِماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبّي وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا) ، [٥] وقال -سبحانه وتعالى-: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ). [٦] [٤]
القول بأنّه منزل على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ خرجت به الكتب السماوية التي نزلت على غيره من الأنبياء؛ كالتوراة المنزلة على نبيّ الله موسى -عليه السلام-. [٤]
القول بأنّه المعجز؛ كان للدلالة على أنّه المعجزة الخالدة التي نصر الله -تعالى- بها نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتعرّف المعجزة بأنّها عمل خارقٌ للعادة، تختصّ بأفعال الله -تعالى-، ويوقعه -سبحانه وتعالى- على يد نبيٍّ من أنبيائه؛ ليكون برهان صدق على دعوته ورسالته. قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر. المراد بالمنقول إلينا بالتواتر؛ فذلك لبيان أنّ القرآن الكريم نقل إلينا عن طريق جبريل -عليه السلام-، ثمّ عن طريق النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم عن الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم-، حتّى جمع على عهد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بأمر منه، ثم جمع في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في مصحف واحد، وبلغة ولهجة واحدة.
وفي التنزيل {نحن أولياؤكم}[فصلت: 31] و{إنا نحن نزلنا الذكر}[الحجر: 9] {وإنا لنحن نحيي ونميت}[الحجر: 23] وكذلك {إن إبراهيم كان أمة}[النحل: 120] لأنه ناب مناب أمة. وقيل: أي ما نفدت العبارات والدلالات التي تدل على مفهومات معاني كلامه سبحانه وتعالى. وقال السدي: أي إن كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد صفات الجنة التي هي دار الثواب. وقال عكرمة: لنفد البحر قبل أن ينفد ثواب من قال لا إله إلا الله. ونظير هذه الآية{ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله}[لقمان: 27]. وقرأ حمزة والكسائي {قبل أن ينفد} بالياء لتقدم الفعل. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تجسسوا ولا تحسسوا.. حكم التجسس - فقه. وعقاب من فعل ذلك هو: الفضيحة في الدنيا والخزي في الآخرة، فقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. ولا يجوز ذلك ولو كان مغلفا بالمصلحة أو الخوف... إلا إذا كان على المجرمين واللصوص وقطاع الطرق وما أشبههم، وللمزيد من التفصيل وأقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15454 ، 16126 ، 57410. والله أعلم.
النهي عن التجسس على خصوصيات الناس – تجمع دعاة الشام
انتهى. وقال ابن مفلح في (الآداب الشرعية): [color:8a62=6600cc]نص أحمد فيمن رأى إناءً يرى أن فيه مسكراً أنه يدعه، يعني لا يفتشه. وما ذكرت في السؤال سوء ظن بالمسلمين وتتبع لعوراتهم، وتجسس على أخبارهم، وهمز ولمز لهم، وكلها محرمات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل هي ظلمات بعضها فوق بعض، فعليه أن يقلع عن ذلك وإلا فضحه الله في بيته، فقد أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته". أقسام التجسس وحكم كلِّ قسم - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. قال الألباني: حسن صحيح. وتسويغ هذا الفعل المشين بأن القائم به إنما حمله عليه السعي في إصلاح أصحابه ودعوتهم إلى الخير، أقول: هذا التسويغ من تلبيس الشيطان، لأن الله لا يدعى إلى دينه إلا بما شرع وحلل، لا بما نهى عنه وحرم، هذا بالإضافة إلى ما في ذلك من مفاسد لمن يزعم أنه يريد اصلاحهم. فقد أخرج أبو داود و ابن حبان عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم".
أقسام التجسس وحكم كلِّ قسم - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية
قال الله سبحانه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِين َآمَنُوااجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
وَلا تَجَسَّسُوا
وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّاللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات:12]. قال ابن حجر الهيتمي:
ففي الآية النهي الأكيد
عن البحث عن أمور الناس المستورة
وتتبع عوراتهم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ولا تجسسوا ولا تحسسوا" رواه البخاري ومسلم. ومن شك في أحد أنه يرتكب معصية أو يخالف الشرع،
فلا يجوز له التجسس عليه بمجرد الشك،
لأن الأصل أن يحمل المسلمون على البراءة من الذنوب والمخالفات
حتى يتبين خلاف ذلك،
وحتى لو ظهرت له قرائن أو أمارات على المعصية أوالمخالفة،
فلا يجوز له التجسس أيضا، إلا إن خشي فوات حرمة أوحق. النهي عن التجسس على خصوصيات الناس – تجمع دعاة الشام. وقال ابن مفلح في (الآداب الشرعية):
نص أحمد فيمن رأى إناءً يرى أن فيه مسكراً أنه يدعه، يعني لا يفتشه. وما ذكر في السؤال من سوء ظن بالمسلمين وتتبع لعوراتهم،
وتجسس على أخبارهم، وهمز ولمز لهم،
وكلها محرمات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
بل هي ظلمات بعضها فوق بعض،
فعليه أن يقلع عن ذلك وإلا فضحه الله في بيته،
فقد أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه:
لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعواعوراتهم،
فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته،
ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته".
حكم اختراق البريد الاكتروني والاطلاع على خصوصيات الاخرين
تجسس مشروع: وأما النوع الثاني من أنواع التجسس، وهو التجسس المشروع، فـيراد به كلُّ تجسس يهدف إلى مصلحة الدولة الإسلامية في تعاملها مع أعدائها، أو تطهيره المجتمعات من أهل الشرِّ والفساد، وملاحقتهم والتضييق عليهم. وهذا القسم من أقسام التجسس يتفاوت حكمه التكليفي من الوجوب إلى الإباحة، حسب ما تقتضيه المصلحة والضرورة، فهناك ما هو تجسس واجب: (وهو ما يكون طريقًا إلى إنقاذ نفس من الهلاك، أو القضاء على الفساد الظاهر؛ كاستدراك فوات حرمة من حرمات الله... ووجه وجوبه أنَّ ذلك من ضمن وسيلة النهي عن المنكر) [4743] ((أحكام السماع والاستماع في الشريعة الإسلامية)) لمحمد معين الدين بصري (ص 353). وهناك ما هو تجسس مباح، وهو ما عدا ذلك من الصور التي استثناها الشرع من التحريم، ولا تصل إلى درجة الوجوب، كالتجسس على الأعداء لمعرفة عددهم وعتادهم وغيرها [4744] انظر: ((أحكام السماع والاستماع في الشريعة الإسلامية)) لمحمد معين الدين بصري (ص 353). انظر أيضا:
معنى التجسس لغةً واصطلاحًا. الفرق بين التجسس والتحسس. ذم التجسس والنهي عنه. أقوال السلف والعلماء في التجسس.
حكم التجسس - فقه
عدم الاحتفاظ بخصوصيات الناس ، وعدم تتبع مسائل صاحب البريد الشخصية ؛ لعدم دخوله في استثناء التعدي على حقوق الآخرين وخصوصياتهم. قال الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند حفظه الله: " واستثناء من ذلك فقد يكون التجسس مشروعاً في أحوال معينة كالتجسس على المجرمين ، فقد لا يعرفون إلا بطريق التجسس ، وقد أجاز الفقهاء التجسس على اللصوص وقطاع الطريق ، وطلبهم بطريق التجسس عليهم وتتبع أخبارهم - انظر " تبصرة الحكام لابن فرحون " (2/171) - ، وكذلك يجوز التجسس في حال الحرب بين المسلمين وغيرهم لمعرفة أخبار جيش الكفار وعددهم وعتادهم ومحل إقامتهم وما إلى ذلك. وكذلك يجوز اختراق البريد الإلكتروني للمجرمين المفسدين في الأرض واللصوص وقطاع الطريق ، لتتبعهم ، ومعرفة خططهم وأماكن وجودهم ، لقطع شرهم ودفع ضررهم عن المسلمين ، وهذا موافق لمقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت بحفظ الدين والعرض والمال والنفس والعقل ". انتهى من " وسائل الإرهاب الإلكتروني ، حكمها في الإسلام ، وطرق مكافحتها " (ص 10 – 12) باختصار. والله أعلم الإسلام سؤال وجواب سليم بهاء المساهمات: 14 تاريخ التسجيل: 02/12/2011 مساهمة رقم 2 سرقة الايميل سليم بهاء الخميس ديسمبر 08, 2011 2:29 am اللهم اعفنا من ارتكاب المعاصي والاخطاء وابعده عنا وعن ابناء المسلمين يا قدير يا الله والله هاي ظاهرة شائعة بس اليوم في حماية من شركة الهوت ميل للايميل بسبب سرقة الايميلات لذلك اصبح يتطلب معلومات جديدة للتسجيل بالهوت ميل
يقول الدكتور يوسف القرضاوي:-
إن عدم الثقة في الآخرين يدفع إلى عمل قلبي باطن هو سوء الظن، وإلى عمل بدني ظاهر هو التجسس، والإسلام يقيم مجتمعه على نظافة الظاهر والباطن معا ولهذا قرن النهي عن التجسس بالنهي عن سوء الظن. وكثيرا ما كان هذا سببا لذاك. إن للناس حرمة لا يجوز أن تهتك بالتجسس عليهم وتتبع عوراتهم، حتى وإن كانوا يرتكبون إثما خاصا بأنفسهم، ما داموا مستترين به غير مجاهرين. عن أبي الهيثم كاتب عقبة بن عامر -أحد الصحابة – قال: قلت لعقبة بن عامر: إن لنا جيرانا يشربون الخمر، وأنا داع لهم الشرط ليأخذوهم. قال: لا تفعل وعظهم وهددهم قال: إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داع لهم الشرط ليأخذوهم. قال عقبة: ويحك لا تفعل؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ستر عورة فكأنما استحيا موءودة في قبرها". مسند الامام احمد
وقد جعل النبي عليه الصلاة والسلام تتبع عورات الناس من خصال المنافقين الذين قالوا آمنا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم، وحمل عليهم حملة عنيفة على ملأ الناس، فعن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه".
أما بعد: التجسس على المسلمين فالأصل أنه حرام لقول الله تعالى: ( ولا تجسسوا) ، ولما رواه أحمد وغيره عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته ". إلا أنه يجوز التجسس على اللصوص وقطاع الطرق ونحوهم ، قال ابن الماجشون: " اللصوص وقطاع الطريق أرى أن يطلبوا في مظانهم، ويعان عليهم حتى يقتلوا أو ينفوا من الأرض بالهرب. وطلبهم لا يكون إلا بالتجسس عليهم وتتبع أخبارهم " وكذا ذكر الفقهاء أنه إذا اشتهر وجود حانة خمر في بيت أو ممارسة الرذيلة ونحو ذلك، فلإمام المسلمين أن يبعث من يتجسس عليهم، وعليه، فالتجسس على المسلمين عبر الإنترنت لا يجوز إلا بالضوابط المذكورة سابقاً. والله أعلم.