ففي (أمالي الصدوق ص435) في حديث طويل عن ابن عباس:... (فانزل الله تبارك وتعالى عليه ((يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس))، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تهديد بعد وعيد، لأمضين أمر الله عزوجل، فان يتهموني ويكذبوني، فهو أهون عليَّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة). التفريغ النصي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - الرد على أهل البدع في مسائل السحر - للشيخ محمد حسن عبد الغفار. وفي (شرح أصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني 6 / 119): قوله ((بلّغ ما انزل اليك)) من ولاية علي (عليه السلام)، ((وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)) ، لأن الولاية أصل الدين وسائر الشرائع فروع وتوابع لها وعدم تبليغ الأصل موجب لعدم تبليغ الفرع قطعاً، (والله يعصمك من الناس) قد وفى الله تعالى بما وعده حيث أنهم عن آخرهم قبلوا منه ذلك وصدقوه يومئذ وحيوه بأحسن تحيه وباركوه. وفي (بحار الانوار 37 / 250) عن الطبرسي (رحمه الله) قال: روى العياشي في تفسيره بإسناده عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قال: (أمر الله تعالى أن ينصب علياً للناس فيخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه الآية... ).
التفريغ النصي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - الرد على أهل البدع في مسائل السحر - للشيخ محمد حسن عبد الغفار
ثبت بالأدلة الصحيحة الصريحة وقوع السحر للكثير من الناس، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، وتعاطى الأسباب لإبطال أثر هذا السحر مشرعاً لأمته من بعده، ومبيناً الوسائل المطلوبة والأسباب الشرعية التي يلزم اتباعها من أجل التداوي من السحر وآثاره.
" سادسًا: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ " لقد تبين لكم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه معصوم بالله تعالى من كل محاولات القتل، حتى إن الرجل ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله، فيرجع إلى قومه مسلمًا داعيًا إلى الله. يقول القرطبي في تفسير قول الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ هذا دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم لأن الله عز وجل أخبر أنه صلى الله عليه وسلم معصوم، ومن ضمن سبحانه له العصمة فلا يجوز أن يكون قد ترك شيئًا مما أمره الله به. ا. والله يعصمك من الناس سبب النزول. هـ *وما كان رد النبي صلى الله عليه وسلم على محاولة عمير بن وهب إلا بقوله صلى الله عليه وسلم: «والله حائل بينك وبين ذلك» ولما أوحى الله للنبي صلى الله عليه وسلم بما كان ينوي عليه عمير بن وهب وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما ينوي عليه تفصيلًا أسلم رضي الله عنه، ورجع إلى قومه مسلمًا داعيًا إلى الله تعالى. *وما كان رد النبي صلى الله عليه وسلم على محاولة غوث بن الحارث الذي سل السيف في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيقظه قائلًا: من يمنعك مني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « الله » فسقط السيف من يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أخذ السيف: «من يمنعك مني ؟ » حتى ينطق بمثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خلى سبيله.
ولهذا يصبح فصل الدين عن الدولة خطوة هامة لكي تضمن الدولة حرية واحترام حقوق الانسان وكذلك احترام دياناتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم.
جريدة الأنباء الإلكترونية | بلال عبدالله: فصل الدين عن الدولة هو الحل لقيامة لبنان والشارع السني في إقليم الخروب وبشكل عام في لبنان وطني عروبي لا يمكن إلغاؤه وهو موجود رغم محاولات إحباطه
يعتقد كثير من الناس أنهم يعرفون معنى كلمة "علمانية" معرفة تغني عن أي تقص زائد. ومرد ذلك إلى شيوع هذا المفهوم وكثرة تداوله. غير أن الأمر في الحقيقة ليس كذلك، فللكلمة معان مختلفة واستعمالات متنوعة. في هذا الموضوع سأعرض بعض التعاريف التي أعطيت "للعلمانية" و سأبين أوجه الاختلاف أو التناقض الذي يكتنفها. و في الأخير سأعرض التصور الذي أتبناه في هذا القضية. 1- مصطلح العلمانية هو ترجمة لكلمة Secularism الإنجليزية و قد استعملت الكلمة في البداية خلال النصف الأول من القرن السابع عشر في إنكلترا للدلالة على "علمنة" ممتلكات الكنيسة أي "نقلها إلى سلطات غير دينية" وهي سلطة الدولة. و في فرنسا القرن الثامن عشر، استعملت الكلمة للدلالة على معنيين متناقضين. فمن وجهة نظر الكنيسة كانت الكلمة تعني:"المصادرة غير الشرعية لممتلكات الكنيسة". جريدة الأنباء الإلكترونية | بلال عبدالله: فصل الدين عن الدولة هو الحل لقيامة لبنان والشارع السني في إقليم الخروب وبشكل عام في لبنان وطني عروبي لا يمكن إلغاؤه وهو موجود رغم محاولات إحباطه. أما من وجهة نظر الفلاسفة المدافعين عن قيم المادية و العقلانية فإنها كانت تعني:"المصادرة الشرعية لممتلكات الكنيسة لصالح الدولة". و الملاحظ في هذين التعريفين أن المصطلح في البداية كان يحمل دلالة محدودة و لا يتسم بأي نوع من أنواع الشمول أو الإبهام. غير أن المجال الدلالي للكلمة اتسع، و بدأ يتجه نحو مزيد من التركيب و الشمول بل و الغموض أيضا.
وأمام هذا الواقع، هناك سؤال مرتبط بفهم هذا الفصل، وهو ربط المصطلح بالفكرة العلمانية. واليوم هناك خلط عميق مستمر في تحديد مساحة هذه العلمانية، فالمصطلح يحتاج شرحا، والعلمانية ليست واحدةً، لا في اتجاهاتها، ولا في مفاهيمها، ومساحة مهمة من تحريراتها في الدولة وعلاقتها بالفرد هي ضمن سياق حاجات المجتمع الإدارية والتنظيمية، فمفاهيم التطور الحقوقي والتقنين الدستوري والتنظيمي للمجتمع لا يوجد فيها ما يصادم الرسالة الإسلامية، بل هي من ضمن فقه التطور للحياة المعاصرة ودوراتها، كما أنها ليست بالضرورة صيغاً جامدة، وإنما تقنيناتٌ تحتاج مراجعةً وتطويرا بين حين وآخر، لكن إلى الأفضل حقوقياً وأخلاقياً وإنسانياً للفرد والمجتمع، وبناء قوة الدولة على قاعدة الصالح المجتمعي. وهذا الصالح المجتمعي العام هناك، في رحلة الغرب وتجربته المدنية، ما يعضده في مصالح الأفراد والشعوب، وفيه ما عجز اليوم عن تحقيق ذلك، ولكنه يُدافَعُ عبر الإرادة السياسية للشعوب، فهل نجحت إرادة اليوم الشعبية في تحييد الرأسمالية عن طبقات الشعب؟ كلا... فلا تزال دروس تجربتها قائمة، لكنها سبكت وسائط مهمة تحتاجها الشعوب، والكفاح هو في انتزاع مصالح الفرد وحقوقه، بدلاً من مكاسب الأحزاب السياسية النفعية، أو القوى العميقة الموجودة أيضاً في عالم الغرب.