وقال النضر بن شميل: الرحمة مصدر بمعنى الترحم ، وحق المصدر التذكير. وقال الأخفش سعيد: أراد بالرحمة هنا المطر ، وتذكير بعض المؤنث جائز ، وأنشد: فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل أبقالها وقال أبو عبيدة: تذكير " قريب " على تذكير المكان: أي مكان قريب. قال علي بن سليمان الأخفش: وهذا خطأ ، ولو كان كما قال لكان قريب منصوبا كما تقول: إن زيدا قريبا منك. شبهة لغوية حول قوله تعالى إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين - موقع مقالات إسلام ويب. وقال الفراء: إن القريب إذا كان بمعنى المسافة فيذكر ويؤنث ، وإن كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم. وروي عن الفراء أنه قال: يقال في النسب قريبة فلان ، وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث فيقال: دارك عنا قريب وفلانة منا قريب. قال الله تعالى: وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ( الأحزاب: 63) ومنه قول امرئ القيس: لك الويل أن أمسني ولا أم هاشم قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا وروي عن الزجاج أنه خطأ الفراء فيما قاله وقال: إن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما ، وقيل: إنه لما كان تأنيث الرحمة غير حقيقي جاز في خبرها التذكير ، ذكر معناه الجوهري. قوله: " وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته " عطف على قوله: يغشي الليل النهار يتضمن ذكر نعمة من النعم التي أنعم بها على عباده مع ما في ذلك من الدلالة على وحدانيته وثبوت إلاهيته.
- شبهة لغوية حول قوله تعالى إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين - موقع مقالات إسلام ويب
- وقالوا:::ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى...::: - YouTube
- تفسير سورة الزمر - تفسير قوله أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
- شبكة الرجاء الإسلامية - مجالس المذاهب: وما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى
- التفريغ النصي - فتاوى نور على الدرب (793) - للشيخ عبد العزيز بن باز
شبهة لغوية حول قوله تعالى إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين - موقع مقالات إسلام ويب
وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السدي ، في قوله: وهو الذي يرسل الرياح قال: إن الله يرسل الريح فيأتي بالسحاب من بين الخافقين طرف السماء والأرض من حيث يلتقيان فيخرجه من ثم ، ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء ، ثم يفتح أبواب السماء فيسيل الماء على السحاب ، ثم يمطر السحاب بعد ذلك. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، في قوله: بشرا بين يدي رحمته قال: يستبشر بها الناس. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي ، في قوله: بين يدي رحمته قال: هو المطر ، وفي قوله: كذلك نخرج الموتى قال: كذلك تخرجون ، وكذلك النشور كما يخرج الزرع بالماء. وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله: كذلك نخرج الموتى قال: إذا أراد الله أن يخرج الموتى أمطر السماء حتى يشقق عنهم الأرض ، ثم يرسل الأرواح فيهوي كل روح إلى جسده ، فكذلك يحيي الله الموتى بالمطر كإحيائه الأرض. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله: والبلد الطيب الآية قال: هو مثل ضربه الله للمؤمن ، يقول: هو طيب وعمله طيب ، كما أن البلد الطيب ثمرها طيب والذي خبث ضرب مثلا للكافر كالبلد السبخة المالحة التي لا تخرج منها البركة ، فالكافر هو الخبيث وعمله خبيث ، وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين.
فذكر يصفق مع أن بردى مؤنث والتقدير ماء بردى. وقيل بأن ذلك على حذف الموصوف أي شيء قريب ومنه قول الشاعر:
قامت تبكيه على قبره * من لي من بعدك يا عافر
تركتني في الدار ذا غربة * قد ذل من ليس له ناصر أي شخصا ذا غربة. وقال ابن جبير: الرحمة هنا بمعنى الثواب وفسرها بعضهم بالإحسان لمكان المحسنين، كما في قوله تعالى: هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ. قال ابن هشام: لا بعد في أن يقال: أن التذكير في الآية الكريمة لمجموع أمور من الأمور المذكورة واختار أنه لما كان المضاف يكتسب من المضاف إليه التذكير وكانت الرحمة مقاربة للرحم في اللفظ وقريب على صيغة فعيل وهو إن كان بمعنى فاعل قد يحمل على فعيل بمعنى مفعول جاء التذكير. وقد جرى في هذه الآية بحث طويل بين ابن مالك والروذراوري وهو مبسوط في كتب اللغة لمن أراد الرجوع إليه. وذكر الألوسي في تفسيره: روح المعاني ثلاثة عشر تخريجا لذلك ثم قال: والذي اختاره أن فعيلا هنا بمعنى فاعل لا بمعنى مفعول لأن الرحمة صفة ذات، وصفات الذات لا يحسن الإخبار عنها بأنها مقربة. وخلاصة القول أن العلماء قد اختلفوا في تخريج التذكير للصفة في تلك الآية وكتبوا في ذلك وحشدوا من الأدلة ما ذكرنا لك طرفا منه، وهذا كله إنما يدل على بلاغة القرآن وإعجازه ،فلا يبعد أن يكون التذكير إنما سيق ليشمل مجموع ما ذكر، كما قال ابن هشام.
معنى قوله تعالى: (واتخذوا من دون الله آلهةً لعلهم ينصرون... )
معنى قوله تعالى: (ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى... )
معنى قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم... وقالوا:::ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى...::: - YouTube. )
حكم إلقاء السلام على من في المسجد
السؤال: ننتقل الآن إلى السودان -بل إلى مستمع من السودان- هو: (ك. ب) له عدد من الأسئلة يقول في أحدها، ما حكم السلام في المسجد؟ وذلك أن يقول الإنسان للجالسين عند دخوله المسجد: السلام عليكم، ويردون عليه السلام جزاكم الله خيراً؟ الجواب: حكم السلام أنه سنة وقربة لمن دخل على قوم في المسجد أو في أي مكان، يسلم عليهم يقول السلام عليكم، وإن زاد: ورحمة الله وبركاته فهو أفضل، وهم يردون عليه مثلما قال أو يزيدونه، قال تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]. فالرد واجب مثل التحية، والزيادة مستحبة، فإذا قال: السلام عليكم، وجب عليهم أن يقولوا: وعليكم السلام، فإن زادوه ورحمة الله كان أفضل، وإن زادوه وبركاته كان أفضل. وإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله، وجب عليهم أن يقولوا: وعليكم السلام ورحمة الله، وإن زادوه وبركاته كان أفضل.
وقالوا:::ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى...::: - Youtube
قولُ الله تعالى (وَمَنْ يَقتلْ مُؤمناً مُتعمِّداً) 4 نوفمبر 2016 قولُ الله تعالى (اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) 4 نوفمبر 2016
قال الله تعالى (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُم إِلّا لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلفَى (سورة الزمر آية 3)، فالدين الخالص هو الدين الحق وهو الإسلام، والذين اتخذوا من دونه أي من دون الله، أولياء أي أوثاناً يعبدونها. وقولهم أي الكفار (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) أي أنهم يشركون بعبادة الله تعالى، وهم أقرّوا بتلك العبادة قالوا نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى أي منزلة. تفسير سورة الزمر - تفسير قوله أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ. قال الماوردي (قال كفار قريش هذه لأوثانهم وقال من قبلهم ذلك لمن عبدوه من الملائكة وعزير وعيسى). اهـ
فالآية فيها إثبات أن الكفار أقروا بعبادة غير الله تعالى، أقروا بأنهم مشركون بالله تعالى، والعبادة نهاية التذلل وغاية الخشوع والخضوع، وهم أي الكفار المشركون صرفوها لغير الله تعالى، فمن فهم ذلك كما هو واضح من الآية الكريمة، عرف أن الآية ليست في المؤمنين المسلمين الذين يقرّون بتوحيد الله تعالى وأنه لا شريك له ويخلصون الدين لله تعالى، فمن حمل الآية بعد ذلك على المؤمنين الموحّدين، فهذا من تكفير المؤمنين بغير حق، وهو داخل في حديث البخاري (إذا قال المسلم لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) فكيف إذا كفر كل أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
تفسير سورة الزمر - تفسير قوله أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
تعوّد الإنسان على ابتكار ما يطمئنه إلى سلامة وضعه، وما يشعره بقدرته على التعامل مع عناصر قريبة منه، ولها سمات المكونات التي يستطيع التحكم فيها. ولم تكن محاولات تجسيد القوى الخارقة للطبيعة في رموز حسية مباشرة وملموسة، إلا مسعى في هذا الاتجاه. شبكة الرجاء الإسلامية - مجالس المذاهب: وما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وكذلك حاول البشر باستمرار خلق تماثيل رمزية للآلهة، حتى يشعروا بكونها قريبة منهم تحميهم، أو تنفعهم في المشورة والتوجيه. عُرفت هذه الظاهرة على نطاق واسع في الهند وشرق آسيا، حيث جسّدت كل فئة ما تخاف منه، أو تطمع فيه من قوى الطبيعة على شكل رمز معبود، أو شخصية متخيلة، تأخذ مع الزمن صفة القداسة. وانتشرت الحكاية في بلاد الرافدين وآسيا الصغرى وحضارات شرق المتوسط، ثم انتقلت إلى أوربا مع اعتناق الرومان المسيحية، وتفشي هذه الأفكار في الأقاليم التي كانت تخضع للامبراطورية الرومانية. وغير بعيد زمنياً وجغرافياً كانت المناطق التي يقطنها العرب قد اكتسبت هذه الثقافة، التي أسموها في وقت لاحق بالأصنام، بعد أن فقدت قيمتها التعبيرية، وأصبحت ثقافة متوارثة وذات قيم جمالية فحسب. لكن العملية قد تطورت عند الكاثوليك في العصور المتأخرة بصورة غير معهودة في العالم القديم؛ فأصبحت مريم العذراء ليست أماً للمسيح فحسب، بل أيقونة من العالم الحسي الملاصق لهم، بوصفها من جنس البشر.
شبكة الرجاء الإسلامية - مجالس المذاهب: وما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى
عباد الله: لقد بيّن الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم هذه الشبهة وأخبر أن المشركين قديماً يقرون أن الله هو خالقهم ورازقهم، ولكنهم يعبدون مع الله غيره، فإذا سئلوا لماذا تقرون أن الله خالقكم ورازقكم ثم تشركون معه غيره؟ قالوا: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى). وهذه هي نفس الشبهة التي يرددها اليوم من وقع في الإشراك بالله والعياذ بالله فإذا سألت الشيعي الرافضي أو الصوفي القبوري: لماذا تدعون مع الله علياً أو الحسين أو علوية أو رابعة العدوية؟ لقال لك: إننا لا نعبد هؤلاء وإنما نجعلهم وسائط بيننا وبين الله وشفعاء لنا عند الله نتقرب منها ليقربونا إلى الله ونتزلف إليهم لأن لهم منزلة عند الله فيشفعوا لنا عنده وهذه هي نفس الشبهة التي كان المشركون قديماً يرددونها حين قالوا: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر: 3].
التفريغ النصي - فتاوى نور على الدرب (793) - للشيخ عبد العزيز بن باز
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ -سبحانه وتعالى- عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: 67]، ويقول: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45]. لقد أخبر الله أن هؤلاء الصالحين أنفسهم يدعون الله وحده ويعبدونه وحده ويرجون رحمته ويخافون عذابه، فكيف يتخذونهم وسطاء مع الله يقول الله ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 57]، ويقول: ﴿ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(24) ﴾ [يس 23: 24]. فالله الله في التوحيد والاهتمام به والتركيز عليه وتوضيح مسائله حتى يتحقق في واقعنا التوحيد الخالص لله، ونبتعد كل البعد عن الإشراك بالله يقول الله ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ(51) ﴾ [الذاريات 50: 51] ويقول: ﴿ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) قال: قالوا هم شفعاؤنا عند الله, وهم الذين يقربوننا إلى الله زلفى يوم القيامة للأوثان, والزلفى: القُرَب. وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) يقول تعالى ذكره: إن الله يفصل بين هؤلاء الأحزاب الذين اتخذوا في الدنيا من دون الله أولياء يوم القيامة, فيما هم فيه يختلفون في الدنيا من عبادتهم ما كانوا يعبدون فيها, بأن يصليهم جميعا جهنم, إلا من أخلص الدين لله, فوحده, ولم يشرك به شيئا. يقول تعالى ذكره: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي) إلى الحق ودينه الإسلام, والإقرار بوحدانيته, فيوفقه له ( مَنْ هُوَ كَاذِبٌ) مفتر على الله, يتقول عليه الباطل, ويضيف إليه ما ليس من صفته, ويزعم أن له ولدا افتراء عليه, كفار لنعمه, جحودا لربوبيته. القول في تأويل قوله تعالى: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)
لقد اعتمد كثير من هؤلاء يوم القيامة على الشفاعة وجنحوا لها واتكئوا عليها وظنوا أنهم ما داموا مرتبطين بهؤلاء الصالحين ومتقربين منهم فإنهم لن يخيبوهم وسيشفعون لهم عند الله فأوضح الله سبحانه وتعالى أن الشفاعة له وحده وبيده جل وعلا وحده فلا يملكها أحد غيره يقول الله ﴿ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 44] ويقول ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26]. فالشفاعة بيد الله ولا يمكن لأحد أن يكون شافعاً إلا إذا أذن الله له بالشفاعة ورضي عن من شفع فيه يقول الله ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بإذنه ﴾ [البقرة: 255] ويقول: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28] وبهذا يتبين أن اعتمادهم على هؤلاء الوسطاء أو الشفعاء إنما هي محض خيالات يتخيلونها ومجرد أوهام زينها لهم الشيطان فتوهموها واتكئوا عليها مع أن الله تبارك وتعالى بيّن أمر الشفاعة في كتابه العظيم بياناً شافياً كافياً وأخبر أن الشفاعة له وحده يعطيها من يشاء من عباده الصالحين بعد أن يأذن الله له أن يشفع وبعد أن يرضى الله عن المشفوع الذي شفع فيه الشافع.