الحمد لله الذي أمرنا بطاعته، ونهانا عن معصيته، ودلَّنا على تعظيم شعائره بفضله ومنته، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، فتح أبواب رحمته للطائعين، وفسح ميادين توبته للتائبين، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمدًا عبده ورسوله، نبيًّا أخلص لهذا الدين، وأحب المؤمنين، وأرشد أمته لما فيه الخير والعز والتمكين، اللهم صلِّ وسلم عليه في الأولين والآخرين، وارضَ اللهم عن آله الطاهرين، وعن صحابته الغُرِّ الميامين، وعن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
موقع نور الدين الاسلامي / تعظيم شعائر الله / تعظيم شعائر الله
فلا تعصف بهم عواصف النفاق والإلحاد والتشكيك وضعف الديانة. إن ممن ينتسب إلى الإسلام في بعض بلاد المسلمين قد جعلوا سب الله وسب دينه وسب نبيه على أطراف السنتهم عند أدنى خصومة أو مشاجرة أو حتى عند الحديث والمحاورة يشب عليها الصغير ويهرم ويموت عليها الكبير لا يرون بذلك بأساً ولا جرجاً والعياذ بالله. فهذا من أعظم صور الاستهانة بالله وبدينه وبنبيه صلى الله عليه وسلم نعوذ بالله من الكفر والنفاق والردة بعد الإسلام والضلالة بعد الهدى.
فعن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال رجل من المنافقين: ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، فَقَالَ: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {مُجْرِمِينَ} [التوبة: 65، 66]، وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( [8]). ومثل هذا الوعيد تجده في مقابل الالتزام بقضايا المعتقد؛ فإنها تنفع صاحبها وترفعه وتنجيه من المهالك المحققة، ففي حديث الشفاعة الطويل: «فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي، لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله» ( [9]).
وهو قول
جمهور العلماء. انظر: المغني (2/515). ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةً أَوْ نَسِيَهَا
فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا) رواه البخاري (597) ومسلم (684). وأما النافلة: فاختلف العلماء في قضائها وقت النهي ، والصحيح أنها تُقضى ، وهو
مذهب الشافعي رحمه الله ، وانظر المجموع (4/170). واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله كما في الفتاوى (23/127). ودل على ذلك عدة أحاديث:
منها: ما رواه البخاري (1233) ومسلم (834) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ
بَعْدَ الْعَصْرِ فَسَأَلَتْهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: ( إِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ
عَبْدِ الْقَيْسِ فَشَغَلُونِي عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ
فَهُمَا هَاتَانِ). ومنها: ما رواه ابن ماجه (1154) عَنْ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَأَى النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ
رَكْعَتَيْنِ. تعيينُ أوقاتِ النَّهي - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَلاةَ
الصُّبْحِ مَرَّتَيْنِ ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ
الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، فَصَلَّيْتُهُمَا.
تعيينُ أوقاتِ النَّهي - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية
وأدلةُ ما ذكرنا أحاديثُ كثيرة ثابتةٌ في الصحيحين وغيرهما، فمنها:
ما رواه البخاري و مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الصَّلاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ. و عن ابْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلاةَ حَتَّى تَغِيبَ. متفقٌ عليه. أوقات الكراهة وأدلتها وحكمة النهي عن الصلاة فيها - إسلام ويب - مركز الفتوى. وروى البخاري عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا صَلاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلا صَلاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ.
أوقات الكراهة وأدلتها وحكمة النهي عن الصلاة فيها - إسلام ويب - مركز الفتوى
ابن العثيمين ما هي أوقات النهي عن الصلاة؟ - YouTube
الحمد لله. أوقات النهي ثلاثة على سبيل الاختصار، وخمسة على سبيل البسط وهي:
من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. ومن طلوع الشمس إلى ارتفاعها قيد رمح
، ويقدر هذا الوقت باثنتي عشرة دقيقة، والاحتياط جعله
ربع ساعة. وعند قيام الشمس في الظهيرة حتى تزول عن كبد السماء. ومن صلاة العصر إلى غروب الشمس. وعند شروع الشمس في الغروب إلى أن يتم ذلك. وأما على سبيل الاختصار فهي:
من الفجر إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح. وحين يقوم قائم الظهيرة إلى أن تزول. ( والمعنى:
ومن صلاة العصر حتى يتم غروب الشمس. وقولنا: من طلوع الفجر، يعني منع التطوع بعد أذان الفجر إلا
بسنة الفجر ، وهذا ما ذهب إليه الحنابلة
وذهب الشافعية إلى أن النهي يتعلق بصلاة الفجر نفسها ، فلا يمنع
التطوع بين الأذان والإقامة ،
وإنما يكون المنع بعد أداء فريضة الفجر. وهذا هو الراجح ، لكن لا ينبغي للإنسان بعد طلوع الفجر أن يتطوع
بغير ركعتي الفجر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يصلي ركعتين خفيفتين بعد
طلوع الفجر. ( انظر الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 4/160). ويدل على ما سبق: ما رواه البخاري (547) ومسلم (1367) عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: ( شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ
عِنْدِي عُمَرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ
الصَّلاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى
تَغْرُبَ).