وجاء في تفسير "على العالمين": أي عالم زمانهم، أي: اصطفى كل واحد منهم على عالمي زمانه، وقد فضلهم بما آتاهم من النبوة والكتاب في معظمهم وفي مريم: بحملها وولادتها من غير مماسة بشر، مع طهارتها وانقطاعها لعبادة ربها وإمدادها في مصلاها برزق الله في غير أوانه، واختيارها أن تكون أماً لعيسى الذي شاء الله أن يكون بغير أب.
صلة القرابة بين زكريا ومريم العذراء 2021
[١] عايش زكريا -عليه السلام- انتشار القتل، والظلم في بني إسرائيل، وكان الله -تعالى- قد قدّر لحكمةٍ يعلمها ألّا يُرزق زكريا بالولد، فلمّا أحسّ أن الكبر قد تغشّاه، وأنّه وحيد ليس حوله من يقيم الدين معه، أو يخلفه فيه توجّه لله -تعالى- بالدعاء ، فقال الله عزّ وجلّ: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) ، [٢] فاستجاب الله دعوته بأن جعله يكفل مريم -عليها السلام- أوّلاً، ثمّ بُشّر بأنّ زوجته حامل، وسيكون له ولد بإذن الله تعالى. [١]
قصة زكريا عليه السلام
بلغ زكريا -عليه السلام- مرحلة الضعف والشيب كما وصف في دعائه لله سبحانه، لكنّه بالرغم من ذلك لم ييأس من قدرة الله تعالى، وفضله عليه بأن يرزقه الولد رغم ظروفه، وكان لكفالته مريم -عليها السلام- سبب إضافيّ لذلك اليقين، فزكريا حين كفل مريم -عليهما السلام- رأى لها من الكرامات الشيء العظيم، فقد كان يدخل عندها فيجد أمامها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف؛ تفضّلاً من الله وكرامةً، فزاد هذا من يقينه، ورغبته في أن يكرمه الله -تعالى- بالولد، بالرغم من أنّ زوجته عاقر لا تلد، وقد كبُر هو كذلك.
16-01-2010, 02:36 PM
رقم المشاركة: 1
زهرة الوادي ©°¨°¤ عضو نشيط ¤°¨°©
تاريخ تسجيل: 27 - 12 - 2009
رقم العضوية: 3061
الإقامة: سعوديه
مشاركات: 80
بمعدل: 0.
تاريخ الإضافة: 8/9/2017 ميلادي - 17/12/1438 هجري
الزيارات: 29977
♦ الآية: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾. إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم - عالم حواء. ♦ السورة ورقم الآية: الأنفال (9). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إذ تستغيثون ربكم ﴾ تطلبون منه المغفرة بالنَّصر على العدوِّ لقلَّتكم ﴿ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مردفين ﴾ متتابعين جاؤوا بعد المسلمين ومَنْ فتح الدَّال أراد: بألفٍ أردف الله المسلمين بهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى:﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾، تَسْتَجِيرُونَ بِهِ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَتَطْلُبُونَ مِنْهُ الْغَوْثَ والنصر.
تفسير قوله تعالى إذ تستغيثون ربكم ... - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ النشر: الخميس 27 شعبان 1424 هـ - 23-10-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 39274
5823
0
219
السؤال
أريد أن أعرف توضيحا لكلام الله عز وجل
قال تعالى: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم"
يقول الله عز وجل ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب عفوي. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنفال - الآية 9. جزاكم الله خير الجزاء. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر ابن كثير في تفسيره سبب نزول قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [لأنفال: 9]. حيث قال: لما كان يوم بدر نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين، فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا، قال: فما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فرده، ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله: كفاك منا شدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [الأنفال:9].
(إذ تستغيثون ربكمْ) - هوامير البورصة السعودية
{ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ} من أيدي المؤمنين. {وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ} في ما يستقبلهم من عذاب الله يوم القيامة. ـــــــــــــــــ
(1) مجمع البيان، ج:4، ص:807. (2) تفسير الميزان، ج:9، ص:20.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنفال - الآية 9
وهذا يقتضي - لو صح إسناده - أن الألف مردفة بمثلها ؛ ولهذا قرأ بعضهم: مردفين بفتح الدال ، فالله أعلم. والمشهور ما رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال: وأمد الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين بألف من الملائكة ، فكان جبريل في خمسمائة من الملائكة مجنبة ، وميكائيل في خمسمائة مجنبة. تفسير قوله تعالى إذ تستغيثون ربكم ... - إسلام ويب - مركز الفتوى. وروى الإمام أبو جعفر بن جرير ، ومسلم ، من حديث عكرمة بن عمار ، عن أبي زميل سماك بن وليد الحنفي ، عن ابن عباس ، عن عمر ، الحديث المتقدم. ثم قال أبو زميل حدثني ابن عباس قال: بينا رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس يقول: " أقدم حيزوم " إذ نظر إلى المشرك أمامه ، فخر مستلقيا قال: فنظر إليه ، فإذا هو قد خطم أنفه ، وشق وجهه كضربة السوط ، فاخضر ذلك أجمع ، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة ، فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين. وقال البخاري: " باب شهود الملائكة بدرا ": حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا جرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي ، عن أبيه - وكان أبوه من أهل بدر - قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال: من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة.
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم - عالم حواء
فقد كانوا في شغل شاغلٍ عن الفكرة التي توحي للمشركين بأنهم أقوياء، وكان همّهم الكبير أن يحصلوا على الإمداد الإلهي، ليحصلوا ـ من خلاله ـ على الشعور الداخلي بالقوّة، الذي يدفع بهم إلى الثبات والصمود والاندفاع في المعركة، ليكون ذلك هو الإيحاء الحقيقي للمشركين بالمعنى العميق للقوّة لدى المسلمين. إمداد المسلمين بألف من الملائكة مردفين
وهذا ما أراد القرآن الكريم التعبير عنه في حديثه عن استغاثة المسلمين بالله. وقيل إن النبي قد بدأ ذلك لمّا نظر إلى كثرة عدد المشركين وقلَّة عدد المسلمين، فاستقبل القبلة وقال: اللهمّ أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض، فما يزال يهتف لربّه ويداه ممدودتان حتى سقط رداؤه عن منكبيه. وكانت الاستجابة الإلهية بالألطاف الغيبية المتنوعة التي جعلتهم يعيشون حركة الواقع في أجواء الغيب. {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْملائِكَةِ مُرْدِفِينَ}. والإرداف هو أن يجعل الراكب ردفاً لغيره.
* * *
معاني المفردات
{مُرْدِفِينَ}: من أردفه، إذا ركب وراءه. {رِجْزَ}: الرجز: الشّيء المستقذر حساً أو معنىً. {وَلِيَرْبِطَ}: الربط على القلب: اطمئنانه. {الرُّعْبَ}: الخوف الشديد. {بَنَانٍ}: أطراف الأصابع من اليد أو الرجل. {شَآقُّواْ}: خالفوا وعصوا. مناسبة النزول
في المجمع: «قال ابن عباس: لما كان يوم بدر، واصطف القوم للقتال، قال أبو جهلٍ: اللهم أولانا بالنصر فانصره، واستغاث المسلمون، فنزلت الملائكة ونزل قوله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} إلى آخره. وقيل: إنّ النبي لما نظر إلى كثرة عدد المشركين وقلّة عدد المسلمين، استقبل القبلة وقال: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض. فما زال يهتف ربَّه مادّاً يديه، حتى سقط رداؤه من منكبيه، فأنزل الله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ}»[1]. ميزان القوّة الظاهري يميل لمصلحة قريش
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ}. فقد كان الجوّ يوحي بالتوتّر وينذر بالخوف، لأن ميزان القوّة لم يكن متعادلاً، بل كان يميل إلى جانب العدو. فقد كان جيش قريش يقارب الألف رجل، بينما كان أصحاب رسول الله(ص) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً.