نجاح هذا المشروع الحيوي بحاجة إلى تبنيه من دول مثل المملكة ومصر لثقلهما وتأثيرهما الكبير ووجود مراجع دينية موثوقة فيهما مثل هيئة كبار العلماء والجامعات الإسلامية في المملكة، والأزهر وعلمائه في مصر، وستكون البدايات صعبة والمقاومة شديدة، لكن مصلحة الإسلام والمسلمين تحتم ذلك. التغيير ظاهرة صحية ولا يمكن أن تتغير الأحوال إلا إذا تغيرت الثقافة وتجدد الفكر وصدق تعالى حين قال في محكم كتابه: (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)
تجديد الفكر الديني لم يعد ترفاً بل ضرورة لضمان الأمن والاستقرار والتعايش مع الشعوب الأخرى، وقطع الطريق على داعش وغيرها ممن ينقب في التراث وفي الفكر الديني عن كل ما يساعد على تجنيد الأطفال ليصبحوا قنابل موقوتة ضد الآمنين.
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم
يسترجع المؤمنون
مشاهد شباب ضُرّجوا بدمائهم على ثرى كربلاء، ونحرٍ مذبوحٍ لطفل رضيع تخشّب لسانه
عطشاً، وصراخ الأطفال والنساء واليتامى، والأَسر والسبي لقرّة عين رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم. بالنسبة إلينا تمثّل عاشوراء إحياء الدين، وبقاء الرسالة واستمرار النبوّة، وديمومة
الوحي. القرآن يوجه المسلمين إلى السنن الثابتة. فإحياؤها إحياء الدين، وإقامتها الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. * ثانياً: ابدأ بوعي القضيّة
ينبغي أن يكون التعامل مع شهر محرّم نابعاً من وعي المحبّ، بأن لا يُقيم مناسبة
عاديّة، ولا يؤدّي طقوساً اعتادها، بل أن يشعر بعاشوراء لتحيي القلب والفؤاد، تعيد
لذاك المُحبّ الانتماء الحقيقيّ إلى الإسلام الأصيل، حين يعزم في نفسه من بداية شهر
محرّم أنه يريد التغيير في روحيّته وذاته، بأن يصير متماهياً مع الأهداف الحسينيّة،
ليصبح سلوكه سلوكاً حسينيّاً. * ثالثاً: التزم السلوك الحسينيّ
وعي القضيّة وحجمها وأبعادها، سينعكس لا محالة على السلوك، إن كان الوعي حقيقيّاً. فهل يكفي أن يحضر المُحبّ مجلساً حسينيّاً ويرتدي السواد ويرفع الرايات (وهذا كلّه
مطلوب)، ثمّ يتصرّف في سلوكه خلاف ما يسمعه من وعظ وإرشاد؟! هنا تبرز أسئلة
للحسينيّين الصادقين:
- هل أحضر مجالس الحسين عليه السلام بجسدي دون أن ينعكس ذلك على نفسي وسلوكي؟!
إن الله لا يغير ما بقوم حتى
يقول الإمام الحسين عليه
السلام متمثّلاً بهذين البيتين من الشعر:
"إلهي تركت الخلق طرّاً في هواكا
وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني في الحب إرْباً
لما مال الفؤاد إلى سواكا". * الآداب الظاهريّة:
1 - لبس السواد: لو فقد الإنسان عزيزاً فإنّ العرف لا يرضى إلّا أن يظهر
الحزن، وأحد مظاهر الحزن لبس السواد، وهل هناك أعزّ من الحسين عليه السلام ونحن
نقول له: "بأبي أنت وأمّي يا أبا عبد الله". 2- إظهار الحزن: بكلّ وسيلة متاحة من خلال رفع الآيات وتعزية المؤمنين بعضهم
بعضاً. عن الإمام الرضا عليه السلام: "كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل المحرّم
لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه"(7). 3- البكاء: إنّ البكاء على الحسين أحد أهمّ الوسائل التي تساعد في الحصول
على الآداب الباطنيّة التي تقدَّم ذكرها، فإنّ الدمعة قمّة العاطفة التي يُسقى من
خلالها القلب بصفات المبكي عليه وهو الحسين وأهل بيته عليهم السلام. الرسالة التي بعثها بلماضي للشعب الجزائري - AAH.JZR. فعن الإمام
الرضا عليه السلام: "فعلى مثل الحسين عليه السلام فليبكِ الباكون فإنّ البكاء عليه
يحطّ الذنوب العظام"(8). 4 - حضور مجالس الحسين عليه السلام: الحضور المباشر، وعدم الاكتفاء بالمشاهدة
عبر التلفاز أو المسجّل، بل لا بدّ من قصد وحضور المجالس والتوجّه إليها مباشرة،
وهذا أقلّ الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومواساة عترته.
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
* هل حاولتم القيام بدراسة جسرنة للعلوم التربوية الإسلامية النظرية، باعتبار أنكم تجمعون بين الدراسة الحوزوية والتخصص الأكاديمي في مجال الهندسة النفسية؟
في الواقع أسعى، لكوني مرتبطاً حالياً بالدراسات الإسلامية الحوزوية والأكاديمية في مجال التدريب على آليات البرمجة اللغوية العصبية، أسعى لوضع تصور جديد لمبادئ التربية النفسية في الإسلام. فنحن في الواقع لدينا مضمون إسلامي ثري، وخطوط عملانية عريضة لكل ما يطرح من آليات حديثة، مثلاً، فيما يتعلق بالتفكير الإيجابي، هناك الحديث المشهور: "تفاءلوا بالخير تجدوه" وهذه قاعدة أصلية للتفكير الإيجابي، ومن هنا ينبغي لنا أن نعتني بوضع آليات وخطوات عملية تسهل عملية التفكير الإيجابي للمسلمين انطلاقاً من هذه القاعدة العظيمة. العقوبه التي انزلها الله بقوم عاد - منبع الحلول. ولا بأس هنا من الاستفادة من الآليات الحديثة، شرط أن لا تصاحب الآليات مبادئ فلسفية أو رؤى تتعارض مع رؤيتنا الإسلامية. * الحقيقة أن هذا الموضوع بحاجة إلى المزيد من الأسئلة والأجوبة، وهو جدير بالمتابعة، ولضيق المجال نعتذر من جنابكم ومن إخوتنا القراء الأعزاء، فهل من كلمة أخيرة؟
أشكر مجلة بقية اللَّه على هذا اللقاء، وأنا شخصياً من قراء المجلة، ولها حضور فاعل في البحرين، وهذا ناتج عن أصالة المواضيع المطروحة فيها، واستمرار تطور المجلة، سواء موسوعية مواضيعها وتعرضها للشؤون كافة التي تخص المسلمين على أرض الواقع، أو أسلوب طرح هذه المواضيع بطريقة سهلة وممتعة ونافعة.
- هل أكون حسينيّاً باللطم والبكاء، وأكون متفلّتاً من كلّ تعاليم الحسين عليه
السلام من صلاة وصدق وإيثار وصبر؟! - هل أكون زينبيَّة بالسواد والرايات، ويكون حجابي وردائي ممّا تنفر منه السيّدة
زينب عليها السلام ؟! - هل أقيم المجالس ولكنّني لا أقاوم العدوّ، وأقف مواقف الذلّ، وأتركهم يحتلّون
أرضي ويدنّسون مقدّساتي؟! إنّ مثل هذه النماذج هي في الحقيقة لم تعِ كربلاء ولم تعرف معنى الإباء؛ لذلك من
أهمّ الآداب على الموالي أن يعزم في نفسه بأن يصير حسينيّ الموقف، وحسينيّ السلوك. وهذه الأيام العاشورائيّة، خير معين لهذه المهمّة؛ للتغيير الجذريّ في النفس. ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الرعد: 11). * رابعاً: لعاشوراء آداب
سأعدّد جملة من الآداب التي ينبغي للموالي أن يراعيها، وسأقسم الآداب قسمين:
1- آداب باطنيّة. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم. 2- آداب ظاهريّة. * الآداب الباطنيّة:
1- الصبر: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الصبر من الإيمان كالرأس من
الجسد، من لا صبر له لا إيمان له"(1). في أيّام محرّم، ننوي أن نكتسب صفة الصبر
تأسّياً بالحسين عليه السلام وصبره، يقول عليه السلام: "صبراً على قضائك يا رب، لا
إله سواك، يا غياث المستغيثين، ما لي رب سواك ولا معبود غيرك، صبراً على حكمك، يا
غياث من لا غياث له... " (2).
عنوان الكتاب: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان = تفسير السعدي المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة سنة النشر: 1422 - 2001 عدد المجلدات: 1 رقم الطبعة: 1 عدد الصفحات: 976 الحجم (بالميجا): 42 نبذة عن الكتاب: - كتاب مصور تاريخ إضافته: 02 / 04 / 2013 شوهد: 11779 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: تحميل تصفح الكتاب المسموع
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - الشيخ السعدي - تفسير السعدي
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان = تفسير السعدي (ط. دار السلام)
152
36
209, 708
والمقصود من هذا، أن الخصمين قد عرف أن قصدهما الحق الواضح الصرف، وإذا كان ذلك، فسيقصان عليه نبأهما بالحق، فلم يشمئز نبي اللّه داود من وعظهما له، ولم يؤنبهما. فقال أحدهما: { إِنَّ هَذَآ أَخِي} نص على الأخوة في الدين أو النسب أو الصداقة، لاقتضائها عدم البغي، وأن بغيه الصادر منه أعظم من غيره. { لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} أي: زوجة، وذلك خير كثير، يوجب عليه القناعة بما آتاه اللّه. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان pdf. { وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} فطمع فيها { فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} أي: دعها لي، وخلها في كفالتي. { وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ} أي: غلبني في القول، فلم يزل بي حتى أدركها أو كاد. فقال داود - لما سمع كلامه - ومن المعلوم من السياق السابق من كلامهما، أن هذا هو الواقع، فلهذا لم يحتج أن يتكلم الآخر، فلا وجه للاعتراض بقول القائل: " لم حكم داود قبل أن يسمع كلام الخصم الآخر؟ " { لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ} وهذه عادة الخلطاء والقرناء الكثير منهم، فقال: { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِيۤ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} لأن الظلم من صفة النفوس. { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ} فإن ما معهم من الإيمان والعمل الصالح، يمنعهم من الظلم.