يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم
نداء للناس كلهم من المؤمنين وأهل الكتاب والمشركين الذين يسمعون هذه الآية من الموجودين يوم نزولها ومن يأتون بعدهم [ ص: 186] إلى يوم القيامة ، ليتلقوا الأمر بتقوى الله وخشيته ، أي خشية مخالفة ما يأمرهم به على لسان رسوله ، فتقوى كل فريق بحسب حالهم من التلبس بما نهى الله عنه والتفريط فيما أمر به ، ليستبدلوا ذلك بضده. وأول فريق من الناس دخولا في خطاب ( يا أيها الناس) هم المشركون من أهل مكة حتى قيل إن الخطاب بذلك خاص بهم. وهذا يشمل مشركي أهل المدينة قبل صفائها منهم. يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم من. وفي التعبير عن الذات العلية بصفة الرب مضافا إلى ضمير المخاطبين إيماء إلى استحقاقه أن يتقى لعظمته بالخالقية ، وإلى جدارة الناس بأن يتقوه لأنه بصفة تدبير الربوبية لا يأمر ولا ينهى إلا ليرعى مصالح الناس ودرء المفاسد عنهم. وكلا الأمرين لا يفيده غير وصف الرب دون نحو الخالق والسيد. وتعليق التقوى بذات الرب يقتضي بدلالة الاقتضاء معنى اتقاء مخالفته أو عقابه أو نحو ذلك لأن التقوى لا تتعلق بالذات بل بشأن لها مناسب للمقام. وأول تقواه هو تنزيهه عن النقائص ، وفي مقدمة ذلك تنزيهه عن الشركاء باعتقاد وحدانيته في الإلهية.
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم احساس
﴿يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم إنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾
نِداءٌ لِلنّاسِ كُلِّهِمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وأهْلِ الكِتابِ والمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ هَذِهِ الآيَةَ مِنَ المَوُجُودِينَ يَوْمَ نُزُولِها ومَن يَأْتُونَ بَعْدَهم (p-١٨٦)إلى يَوْمِ القِيامَةِ، لِيَتَلَقَّوُا الأمْرَ بِتَقْوى اللَّهِ وخَشْيَتِهِ، أيْ خَشْيَةِ مُخالَفَةِ ما يَأْمُرُهم بِهِ عَلى لِسانِ رَسُولِهِ، فَتَقْوى كُلِّ فَرِيقٍ بِحَسَبِ حالِهِمْ مِنَ التَّلَبُّسِ بِما نَهى اللَّهُ عَنْهُ والتَّفْرِيطِ فِيما أمَرَ بِهِ، لِيَسْتَبْدِلُوا ذَلِكَ بِضِدِّهِ. يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم احساسي. وأوَّلُ فَرِيقٍ مِنَ النّاسِ دُخُولًا في خِطابِ (يا أيُّها النّاسُ) هُمُ المُشْرِكُونَ مِن أهْلِ مَكَّةَ حَتّى قِيلَ إنَّ الخِطابَ بِذَلِكَ خاصٌّ بِهِمْ. وهَذا يَشْمَلُ مُشْرِكِي أهْلِ المَدِينَةِ قَبْلَ صَفائِها مِنهم. وفي التَّعْبِيرِ عَنِ الذّاتِ العَلِيَّةِ بِصِفَةِ الرَّبِّ مُضافًا إلى ضَمِيرِ المُخاطَبِينَ إيماءً إلى اسْتِحْقاقِهِ أنْ يُتَّقى لِعَظَمَتِهِ بِالخالِقِيَّةِ، وإلى جَدارَةِ النّاسِ بِأنْ يَتَّقُوهُ لِأنَّهُ بِصِفَةِ تَدْبِيرِ الرُّبُوبِيَّةِ لا يَأْمُرُ ولا يَنْهى إلّا لِيَرْعى مَصالِحَ النّاسِ ودَرْءَ المَفاسِدِ عَنْهم.
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم من
من هم المتقون: الذين اجتنبوا المحرمات و فعلوا ما أمر الله به من الطاعات. اللهم اجعلنا منهم و ثبتنا على صراطك و نجنا من المهلكات. قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}. [الحج 1 - 2]. زلزلة عظيمة غير مسبوقة تذهل معها العقول و يشيب لها الولدان و الكل في سكرة من الفزع و الهول العظيم حتى أن الحامل تضع حملها و المرضع تنسى فلذة كبدها من هول و فزع الموقف. إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. في هذه الشدة لا نجاة إلا لمن اتقى الله. من هم المتقون: الذين اجتنبوا المحرمات و فعلوا ما أمر الله به من الطاعات. اللهم اجعلنا منهم و ثبتنا على صراطك و نجنا من المهلكات. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم احساسي
فالزلزلة -والله تبارك وتعالى أعلم- زلزلة معنوية وتحصل بعد البعث وذلك بما يحصل وبما يرون، ولهذا قال الله : يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [سورة الحج:2] فهذه الزلزلة، الخوف الشديد الذي يصيب الناس، وبعض أهل العلم عزا القول بأن الزلزلة تكون قبل الساعة وتكون من أمارتها إلى الجمهور، والآية تحتمل المعنيين. والذين قالوا: إن الزلزلة قبل يوم القيامة استدلوا بأن القيامة ليس فيها حمل ولا إرضاع، والذين قالوا: إنها في القيامة بعد البعث قالوا: من الممكن أن المرأة التي ماتت وهي حامل تبعث وهي حامل، فتضع حملها من شدة الهول، والمرأة التي ترضع تذهل عن ولدها. وأحسن من هذا قول من قال: إن هذا ليس بلازم، فلا يلزم أن يكون هناك حمل وإرضاع، لكن هو لتصوير شدة الخوف والأهوال التي تقع فيها ، وأنها من شدتها تضع الحوامل الحمل، والمرضع تذهل، كما قال الله : فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا [سورة المزمل:17، 18]، والله تعالى أعلم.
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «قاربوا وسددوا فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، قال فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مثلكم ومثل الأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير»، ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة »، فكبروا، ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة»، فكبروا، ثم قال: «إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة»، فكبروا، ثم قال: ولا أدري أقال الثلثين أم لا؟ [لحديث أخرجه الترمذي والإمام أحمد عن عمران بن حصين، وقال الترمذي: حديث صحيح].
القارئ عبد الباسط عبد الصمد(لا اقسم بهذا البلد) - YouTube
لا اقسم بهذا البلد تفسير
تاريخ النشر: الخميس 6 ذو القعدة 1436 هـ - 20-8-2015 م
التقييم:
رقم الفتوى: 305605
8988
0
136
السؤال
أنا مسلم والحمد لله، وعمري 18سنة، وكثيرا ما تخطر على بالي أسئلة في الدين لا أجد لها إجابة، فأنا لدي أكثر من سؤال أريد أن أطرحه على سيادتكم. أولا: في سورة البلد يقول الله تعالى: لا أقسم بهذا البلد، وأجد في تفسير السعدي أن الله يقسم بمكة. فكيف يقسم الله تعالي بمكة، والله تعالي ينفي بلا؟
ثانيا: إجابة من في سؤال (من أظلم) تكون لا أحد أظلم، فالله تعالي قال في قرآنه الكريم أكثر من مرة: ومن أظلم. مثل: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا. ومثل: ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها. وهكذا. ألا يجب أن يكون شخص واحد هو أكثر ظلما؟
ثالثا: في صلح الحديبية أحد البنود فيه: أن من يرتد من المسلمين وذهب إلى قريش، لا يرد إلى المسلمين. أليس من المفروض أن من يرتد يقتل، أم لم يكن قتل المرتدين قد شرع في هذا الوقت؟
وأخيرا أنا أريد أن أتفقه في ديني، وأن أستطيع أن أجيب على مثل هذه الأسئلة إذا أحد سألني عنها. فماذا أفعل؟
وشكرا جزيلا، وآسف على الإطالة. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن آية البلد اختلف المفسرون فيها، فذكر بعضهم أن لا، زائدة، مؤكدة، وقيل إنها لنفي شيء محذوف.
وصيغة (لا أقسم) صيغة قسم، أدخل حرف النفي على فعل (أقسم) لقصد المبالغة في تحقيق حرمة المقسم به بحيث يوهم للسامع أن المتكلم يهم أن يقسم به ثم يترك القسم مخافة الحنث بالمقسم به فيقول: لا أقسم به، أي ولا أقسم بأعز منه عندي، وذلك كناية عن تأكيد القسم. وفيه نوع من تأكيد المدح بما يشبه الذم...
* أن يكون الغرض منه الاستفهام على سبيل الإنكار، والتقدير: ألا أقسم بيوم القيامة؟
ألا أقسم بالخنّس؟
* التعظيم: لا أقسم بهذه الأشياء على إثبات هذا المطلوب، فإن هذا المطلوب أعظم وأجل من أن يقسم عليه بهذه الأشياء، ويكون الغرض من هذا الكلام تعظيم المقسم عليه وتفخيم شأنه. "والوجه أن يقال: هي للنفي، والمعنى في ذلك: أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظامًا له يدلك عليه قوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم - فكأنه بإدخال حرف النفي يقول: إن إعظامي له بإقسامي به كـ لا إعظام، يعني أنه يستأهل فوق ذلك. من قراءاتي لعشرات كتب التفسير أراني أعجبت بالتفسير الأخير، مع أن معظم المفسرين قالوا بزيادة (لا) للتوكيد، وهو الأشيع، مع أننا لا نقيس عليه في لغتنا اليوم. فما رأيك أنت؟ أي التفاسير أقرب إليك؟