وهذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة وأخرجه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان في صحيحه من طرق عن شعبة ، به ، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري ، حدثنا إسرائيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري عن سلمان - يعني الفارسي - رضي الله عنه -: أنه انتهى إلى حصن - أو: مدينة - فقال لأصحابه: دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم ، فقال: إنما كنت رجلا منهم فهداني الله - عز وجل - للإسلام ، فإذا أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا ، وإن أبيتم فأدوا الجزية وأنتم صاغرون ، فإن أبيتم نابذناكم على سواء ، ( إن الله لا يحب الخائنين) يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها بعون الله.
- إن الله يحب .
- صوت السلف | إن الله لا يحب الخائنين
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 58
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة هود - الآية 13
- «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ» - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
إن الله يحب .
قال القاضي أبو محمد: وليس كذلك، وقوله: {خيانة} يقتضي حصول عهد لأن من ليس بينك وبينه عهد فليست محاربته لك خيانة، فأمر الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم إذا أحس من أهل عهد ما ذكرنا، وخاف خيانتهم أن يلقي إليهم عهدهم، وهو النبذ ومفعول قوله: {فانبذ} محذوف تقديره إليهم عهدهم. صوت السلف | إن الله لا يحب الخائنين. قال القاضي أبو محمد: وتقتضي قوة هذا اللفظ الحض على حربهم ومناجزتهم إن لم يستقيموا، وقوله: {على سواء} قيل معناه يكون الأمر في بيانه والعلم به على سواء منك ومنهم، فتكونون فيه أي في استشعار الحرب سواء، وقيل معنى قوله: {على سواء} أي على معدلة أي فذلك هو العدل والاستواء في الحق، قال المهدوي: معناه جهرًا لا سرًا. قال القاضي أبو محمد: وهذا نحو الأول، وقال الوليد بن مسلم: {على سواء} معناه على مهل كما قال تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} [التوبة: 2]. قال القاضي أبو محمد: واللغة تأبى هذا القول، وذكر الفراء أن المعنى انبذ إليهم على اعتدال وسواء من الأمر أي بيّن لهم على قدر ما ظهر منهم لا تفرط ولا تفجأ بحرب، بل أفعل بهم مثلما فعلوا بك.
صوت السلف | إن الله لا يحب الخائنين
فكان بعضهم يقول: معناه: فانبذ إليهم على عدل =يعني: حتى يعتدل علمك وعلمهم بما عليه بعضكما لبعض من المحاربة، واستشهدوا لقولهم ذلك بقول الراجز: (22) وَاضْــرِبْ وُجُـوهَ الغُـدُرِ الأعْـدَاءِ حَــتَّى يُجِــيبُوكَ إلَــى السَّــوَاءِ (23) يعني: إلى العدل. * * * وكان آخرون يقولون: معناه: الوسَط، من قول حسان: يَـا وَيْـحَ أَنْصَـارِ الرَّسُـولِ ورَهْطِهِ بَعْــدَ الُمغيَّـبِ فِـي سَـوَاءِ المُلْحَـدِ (24) بمعنى: في وسط اللَّحْد. * * * وكذلك هذه المعاني متقاربة, لأن " العدل " ، وسط لا يعلو فوق الحق ولا يقصّر عنه, وكذلك " الوسط" عدل, واستواء علم الفريقين فيما عليه بعضهم لبعض بعد المهادنة، (25) عدل من الفعل ووسط. وأما الذي قاله الوليد بن مسلم من أن معناه: " المهل ", فما لا أعلم له وجهًا في كلام العرب. -------------------- الهوامش: (13) انظر تفسير " الخيانة " فيما سلف 13: 480 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (14) انظر تفسير " النبذ " فيما سلف 2: 401 ، 402 7: 459. إن الله يحب .. وفي المطبوعة: " آثار الغدر " ، وأثبت ما في المخطوطة ، و " الأمار " و " الأمارة " ، العلامة ، ويقال: " أمار " جمع " أمارة ". (15) انظر تفسير " الخوف " فيما سلف 11: 373 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 58
ونفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان الكامل عن كل خائن غادر فقال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له (رواه أحمد). خيانة الدين ومن صور الخيانة وأعظمها نعوذ بالله منها خيانة الدين وفرائضه وحدوده وثوابته ومبادئه وذلك إنما يكون بالتفريط في الدين، وعدم تطبيق شرع الله، واقتراف الذنوب صغيرها وكبيرها، وعصيان أمر الله تعالى، وترك سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قوله تعالى: ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون (الأنفال: 27). وأعيد فعل الخيانة في الآية ولم يكتف بحرف العطف للتنبيه على نوع آخر من الخيانة، فإن خيانتهم الله ورسوله نقض الوفاء لهما بالطاعة والامتثال، وخيانة الأمانة نقض الوفاء بأداء ما ائتمنوا عليه. وقد فشت في عصرنا الحاضر خيانة أمانة الدين وفرائضه، حيث كثر المفتون بغير علم، والذين بدلوا وغيروا في شرع ربهم فأحلوا الحرام، وحرموا الحلال إما مهانة لسلطة أو طمعاً في مال، أو سعيا إلى الشهرة، أو رغبة في الوصول إلى منصب أو البقاء فيه، هؤلاء هم علماء السوء الذين ضلوا وأضلوا فخابوا وخسروا. استبعاد أصحاب الكفاءة ومن صور الخيانة إسناد الحكم والإمارة إلى غير من هو أهل لها وإسناد الأعمال والوظائف العامة والحساسة إلى غير مستحقيها إما لهوى أو لشفاعة أو لقرابة أو لرشوة، وتنحية أهل الخبرة، وإبعاد ذوي الكفاءات، فهذا كله خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والجهاد الإسلامي منها براء، وما يفعلونه مِن نقض وخرق عهود الأمان، وقتل المستأمنين والمعاهدين، بل وأكثر القتلى مِن المسلمين الموحِّدين؛ لتعلم مدى بُعد هؤلاء عن الفهم الصحيح للإسلام الصافي النقي؛ فما احوج البشرية لهذه التشريعات التي مِن شأنها أن تعيد الإنسان إلى إنسانيته المفقودة، وتسوق المؤمنين المتبعين حقًّا بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى شرف وسعادة الدنيا والآخرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإذا زعموا - مع هذا - أنه افتراه، علم أنهم معاندون، ولم يبق فائدة في حجاجهم، بل اللائق في هذه الحال، الإعراض عنهم، ولهذا قال: قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي أي: ذنبي وكذبي، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أي: فلم تستلجون في تكذيبي. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( أم يقولون افتراه) قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني نوحا عليه السلام. وقال مقاتل: يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. ( قل إن افتريته فعلي إجرامي) أي: إثمي ووبال جرمي. والإجرام: كسب الذنب. ( وأنا بريء مما تجرمون) لا أؤاخذ بذنوبكم. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وأم هنا منقطعة بمعنى بل التي للإضراب، وهو انتقال المتكلم من غرض إلى آخر. والافتراء: الكذب المتعمد الذي لا توجد أدنى شبهة لقائله. والإجرام: اكتساب الجرم وهو الشيء القبيح الذي يستحق فاعله العقاب. يقال: أجرم فلان وجرم واجترم، بمعنى اقترف الذنب الموجب للعقوبة وللمفسرين في معنى هذه الآية اتجاهان:الاتجاه الأول يرى أصحابه: أنها معترضة بين أجزاء قصة نوح مع قومه، وأنها في شأن مشركي مكة الذين أنكروا أن يكون القرآن من عند الله. وعليه يكون المعنى. لقد سقنا لك يا محمد من أخبار السابقين ما هو الحق الذي لا يحوم حوله باطل، ولكن المشركين من قومك لم يعتبروا بذلك، بل يقولون إنك قد افتريت هذا القرآن، قل لهم: إن كنت قد افتريته- على سبيل الفرض- فعلى وحدي تقع عقوبة إجرامى وافترائى الكذب، وأنا برىء من عقوبة إجرامكم وافترائكم الكذب.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة هود - الآية 13
تفسير و معنى الآية 38 من سورة يونس عدة تفاسير - سورة يونس: عدد الآيات 109 - - الصفحة 213 - الجزء 11. ﴿ التفسير الميسر ﴾
بل أيقولون: إن هذا القرآن افتراه محمد من عند نفسه؟ فإنهم يعلمون أنه بشر مثلهم!! قل لهم -أيها الرسول-: فأتوا أنتم بسورة واحدة من جنس هذا القرآن في نظمه وهدايته، واستعينوا على ذلك بكل مَن قَدَرْتم عليه من دون الله من إنس وجن، إن كنتم صادقين في دعواكم. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«أم» بل أ «يقولون افتراه» اختلقه محمد «قل فأتوا بسورة مثله» في الفصاحة والبلاغة على وجه الافتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي «وادعوا» للإعانة عليه «من استطعتم من دون الله» أي غيره «إن كنتم صادقين» في أنه افتراء فلم تقدروا على ذلك، قال تعالى. ﴿ تفسير السعدي ﴾
أَمْ يَقُولُونَ أي: المكذبون به عنادًا وبغيًا: افْتَرَاهُ محمد على الله، واختلقه، قُلْ لهم ملزما لهم بشيء إن قدروا عليه، أمكن ما ادعوه، وإلا كان قولهم باطلاً. فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ يعاونكم على الإتيان بسورة مثله، وهذا محال، ولو كان ممكنًا لادعوا قدرتهم على ذلك، ولأتوا بمثله.
«أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ» - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} أي: افترى محمد هذا القرآن؟
فأجابهم بقوله: {قُلْ} لهم {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أنه قد افتراه، فإنه لا فرق بينكم وبينه في الفصاحة والبلاغة، وأنتم الأعداء حقًّا، الحريصون بغاية ما يمكنكم على إبطال دعوته، فإن كنتم صادقين، فأتوا بعشر سور مثله مفتريات. {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} على شيء من ذلكم {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} من عند الله لقيام الدليل والمقتضي، وانتفاء المعارض. {وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} أي: واعلموا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ، أي: هو وحده المستحق للألوهية والعبادة، {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} أي: منقادون لألوهيته، مستسلمون لعبوديته.
تفسير و معنى الآية 35 من سورة هود عدة تفاسير - سورة هود: عدد الآيات 123 - - الصفحة 225 - الجزء 12. ﴿ التفسير الميسر ﴾
بل أيقول هؤلاء المشركون من قوم نوح: افترى نوح هذا القول؟ قل لهم: إن كنتُ قد افتريتُ ذلك على الله فعليَّ وحدي إثم ذلك، وإذا كنتُ صادقًا فأنتم المجرمون الآثمون، وأنا بريء مِن كفركم وتكذيبكم وإجرامكم. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«أم» بل أ «يقولون» أي كفار مكة «افتراه» اختلق محمد القرآن «قل إن افتريته فعليَّ إجرامي» إثمي، أي عقوبته «وأنا بريء مما تجرمون» من إجرامكم في نسبة الافتراء إلي.